كشف التقرير النهائي لختام الموازنة العامة لهيئة القومية لسكك حديد مصر لعام 2014/ 2015، أن صافي خسائر الهيئة بلغ 5 مليارات جنيه.
وتعد “السكة الحديد المصرية” أول خطوط سكك حديد يتم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط، والثانى على مستوى العالم بعد المملكة المتحدة، وتعرف اختصارًا باسم “س. ح. م”.
الشركة عبارة عن قطاع عام تمتلكها الحكومة المصرية بالكامل، تنقل ما يقرب من 1. 5 مليون شخص ، حيث تبدأ معاناة الركاب يوميًا مع مشاكل السكك الحديد ، لتتفاقم مرتين في العام ، قبل عيدي الفطر والأضحى.
ومع اقتراب عيد الأضحى ، شهدت مصر حادثين خلال 3 أيام، أدى أحدهما إلى قتل وإصابة العشرات، بينما لم يسفر الحادث الثاني عن وقوع إصابات.
وبدأت الحادثتين بحادث العياط ، حيث خرجت 3 عربات من قطار الصعيد ، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص ، وإصابة 27 آخرين ، حالة 9 منهم خطيرة.
الحادث الثاني وقع اليوم الجمعة حيث توتوقفت حركة القطارات على خط “القاهرة – طنطا”، وذلك إثر خروج القطار رقم 122 من على قضبان السكة الحديد بمحطة شبين الكوم، ولم يسفر الحادث عن وقوع ثمة إصابات.
وسبق أن وقعت عدة حوادث قطارات قبل العيد كان أشهرها :”قطار الصعيد “ويعد واحدًا من أسوأ حوادث القطارات في هيئة السكك الحديدية في العالم، حيث راح ضحيته 361 شخصًا”.
وفيما يلي نعرض أبرز المشاكل التي يتعرض لها المواطنون قبيل إجازة العيد :
وقال المواطن ” أ.ح ” من محافظة سوهاج رفض ذكر اسمه، إلى أن التذاكر يتم بيعها “عينى عينك” أمامهم فى السوق السوداء وأمام شباك التذاكر ولا يوجد مسئول يتدخل وعندما توجهنا بالشكوى لمدير محطة السكة الحديد، رد علينا “مش أنا المدير، وكل لما نروح لحد يودينا لحد تانى ومحدش سائل فينا”.
وأشار المواطن “ع.م ” من أسوان إلى أنهم موجودون من 6 صباحا وحتى الساعة 3 العصر”ويقول مش عارف أجيب تذكرة علشان أروح اعيد مع عيالى وكل لما نروح لحد يقلنا مفيش حجز روحو اركبو عربيات” . وقال “س.ع” أنا عايز أسافر أسوان خامس يوم العيد ومش لاقى تذكرة والله ده حرام .
وتباع تذاكر السوق السوداء فى كافيتريات رصيف 11 وأصحاب التاكسيات الموجودين أمام محطة مصر ووصل سعر التذكرة إلى 95 جنيها بدلا من 67 جنيها وتسبب اختفاء التذاكر إلى وجود مشادات مع العاملين بمنافذ البيع وحجز التذاكر.
وتذمر ركاب الصعيد من اختفاء تذاكر الوجه القبلي وتسربها للسوق السوداء، وسادت حالة من الاستياء بين ركاب القطارات الفاخرة بسبب ارتفاع أسعارها.
وتشهد أسعار التذاكر ارتفاعًا ملحوظًا أثناء فترة العيد ، حيث يتم إضافة مبلغ مالي إلى سعر التذكرة ، يحصل عليها أحد موظفي الهيئة مقابل حصول المواطن على التذكرة ، بحسب حسن أحمد.
وتابع يفضل عدد من أهالي الصعيد البقاء بأماكن عملهم بمحافظة القاهرة ، بسبب ارتفاع أسعار التذاكر بشكل عام ، ناهيك عن السوق السوداء.
نقص عربات القطارات
وقام نحو 300 من أهالى قرية كفر صراوة بقطع شريط السكة الحديد، وإيقاف حركة القطارات القادمة من مدينة طنطا والمتجهة إلى مدينة القاهرة، بسبب نقص عدد عربات القطارات ، وهو ما فعله أهالي قرية شطانوف بالمحافظة.
الزحام
من الممكن أن تسافر من مكان إلى اخر داخل محافظتي القاهرة والجيزة أثناء ركوبك عربات النقل العام واقفًا ، وذلك لشدة الزحام ، إلا أنه من الصعب أن تسافر من القاهرة إلى قنا واقفًا.
إهمال بالخدمات
اشتكي عدد من ركاب الدرجة الأولى بعدد من القطارات من توقف التكييفات رغم ارتفاع درجات الحرارة ، مؤكدين أنه هناك انسدادًا داخل “مراوح” التكييف أدت إلى هذا التوقف.
كما يعد الباعة الجائلون إحدى مشاكل قطارات الدرجة الثالثة وقال عنهم الطالب سمير عبدالعظيم إن الباعة الجائلين دائما ما يروجون لبضائع منتهية الصلاحية تسببت فى إصابة العديد من المواطنين بالتسمم كما أنهم أحد العناصر التى تحدث شغبا فى القطارات ولا يجرؤ أحد على الحديث معهم لوجود مجموعات منهم وأغلبهم يحملون الأسلحة البيضاء من سنج ومطاوى هذا إلى جانب طرقهم المستفزة أثناء عرض بضائعهم حيث يلقون ببضائعهم فى«حجر» الركاب دون إذن أو رغبة.
وأشار بيده إلى أحد مندوبى جمعية الصم والبكم الذى يلقى بورقة بها إشارات توضيحية خاصة بهم مقابل جنيه والمتسول الذى يطلب المساعدة، وبائع الشاى الذى يتجول بين العربات ليبيع كوب الشاى بجنيه، وتكتمل المأساة بنشوب مشادات وصلت إلى حد التشابك بالأيدى بين الركاب والمتواجدون بالقطار من باعة ومتسولين ومتحرشين، ومن لا يعجبه يترك القطار.
ويضيف: من الأمور الغريبة فى قطارات الدرجة الثالثة عدم وجود أبواب وهى من أخطر الأمور التى قد تتسبب فى وقوع الحوادث، أما الشبابيك فهى خشبية قابلة للاشتعال فى أى لحظة، مع صعوبة رفعها وفتحها.
وقال أحد الركاب إن قطارات الدرجة الثالثة غير آمنة ضد الكوارث والحرائق ولا توجد بها طفايات للحرائق كما أن الأبواب والشبابيك بدون نوافذ زجاجية، ولذا فهى دائما تكون منفذا لطلقات البرد القارص التى تتزايد كلما أسرع القطار.
وعن بقية المشكلات التى يعانى منها المواطن المصرى فى القطار يقول حسن حجاب إن مشاكل قطارات الدرجة الثالثة مشاكل أبدية منذ إنشاء محطات القطارات حيث نجد هذه المحطات تعانى من ضيق المساحة ولا تتوافر بها مساحات جانبية لجلوس الركاب المنتظرين قطاراتهم، وهذا يؤدى إلى الاختناق والتكدس لجمهور الركاب خاصة ركاب الدرجة الثالثة الذين لا يملكون القدرة على الجلوس فى الكافيهات المخصصة للجلوس بمحطات القطارات.
ويضيف حسن قائلا: لا أستطيع ركوب القطار المكيف، لذا على أن أتحمل المعاناة، والزحام الشديد، حيث أبحث عن مكان فى أى قطار أركبه وفى أغلب الأحيان لا أجده، ولذا أفترش أرضية القطار فى كثير من الأحيان، حتى أرحم نفسى من الوقوف فى طرقات القطار، أو التعرض للمضايقات، أو الجلوس بين العربات، أو داخل دورات المياه.