قالت مصادر فلسطينية، إنّ قطر عرضت استضافة لقاء جديد بين حركتي “فتح” و”حماس” على أراضيها، لبحث إعادة إحياء المصالحة الفلسطينية المتعثرة، في ظل “تهرّب” مصر من الملف، والجمود الذي تعيشه الساحة السياسية الفلسطينية.
وفي تصريح صحفي، أوضحت المصادر إنّ اللقاء الذي لم يجرِ تحديد موعد له بعد، سيركّز على السير نحو المصالحة، إلى جانب تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، مشيرة إلى أنه لم يجرِ توزيع دعوات للقاء، وإنما تم الحديث مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حوله.
وفي وقت سابق، قال عباس إن دولة قطر عرضت استضافة لقاء جديد بين حركتي “فتح” و”حماس”، معبّراً عن الأمل بأن يفضي اللقاء إلى اتفاق حول المصالحة الفلسطينية.
وقال عباس، “قطر مشكورة، أبدت استعدادها لاستضافة لقاء آخر، وسيجري قريباً، ونأمل أن توافق حماس على أن نشكّل حكومة وحدة وطنية، وأن نذهب إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية”.
جاء ذلك في اللقاء الذي جمع السفراء العرب المعتمدين في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الخميس الماضي.
موافقة فتح على اللقاء
أما حركة “فتح” فأكدت وجود مساعٍ قطرية لعقد لقاء مصالحة جديد يجمع بين الحركتين في الدوحة، وذلك تحت رعاية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفق ما صرح به المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي.
من جهته قال القيادي في حركة “فتح”، النائب عنها في المجلس التشريعي فيصل أبو شهلا، في تصريح صحفي، إنّ حركته جاهزة لعقد لقاءات جديدة للمصالحة، ولن تكل من السعي لتحقيق الوحدة الوطنية وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على الرغم من التجارب الماضية.
وكشف أبو شهلا أنّ قطر تقوم باستضافة لقاءات المصالحة فقط، من دون أن تتدخّل في تفاصيل الملفات التي تتم مناقشتها، في إشارة إلى أنّ الدوحة ترعى المصالحة ولا تتدخّل في ما يناقشه المتحاورون.
وشدد أبو شهلا على تمسك حركته بالدور المصري الخاص بالمصالحة الفلسطينية كون القاهرة تحمّلت الملف بقرار من جامعة الدول العربية، محمّلاً حركة “حماس” المسؤولية عن فشل لقاءات المصالحة وإنهاء الانقسام خلال اللقاءات الماضية، بتنصّلها وعدم تحملها المسؤولية والعمل على تسميم الأجواء، كما حدث أخيراً مع الانتخابات المحلية البلدية، وفق قوله.
وأضاف القيادي في حركة “فتح” أن المصالحة الوطنية واستعادة الوحدة تشكّل مصلحة عليا للشعب الفلسطيني ويجب العمل على تحقيقها خلال الفترة المقبلة وصولاً للتوافق على برنامج وطني شامل من أجل مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته بحق الفلسطينيين.
موقف حماس
أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان علي بركة، ترحيب حركته في بدء أي جولة حوار مع حركة فتح في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال بركة في تصريحات صحفية مساء الأحد، إن حماس تعتبر تحقيق المصالحة مدخلا طبيعيا لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، مشددا في الوقت ذاته على التمسك بالحوار الجاد؛ لإنجاز المصالحة وتنفيذ ما اتفق عليه في القاهرة عام 2011 وما تبعه في الشاطئ والدوحة.
وأضاف: ” نحن منفتحون على أي دعوة قطرية لعقد لقاء جديد بين حركتي حماس وفتح، ونعتبر أن إنجاز ملف المصالحة مطلب ضروري في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من تصفية عبر مؤامرة أمريكية وإسرائيلية وبعض الدول العربية”.
بينما نفى القيادي في حركة “حماس” صلاح البردويل، في تصريحات صحفية وجود أي اتصالات لعقد لقاءات جديدة للمصالحة الفلسطينية في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة المقبلة مع حركة “فتح”.
وأكد البردويل عدم تلقي حركته أي دعوة من قطر أو أي دولة أخرى من أجل استئناف لقاءات المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام خلال الفترة المقبلة، معتبراً أن عباس غير جاهز للمصالحة الفلسطينية.
ولفت القيادي في “حماس” إلى جاهزية حركته لاستئناف لقاءات المصالحة وعقد لقاء جديد مع حركة “فتح” في حال ثبت استعداد عباس و”فتح” للالتزام بما يجري التوصل إليه بعيداً عن قاعدة ملء الفراغ التي يتبعها الرئيس الفلسطيني وحركة “فتح”، وفق قوله.
وحول إلغاء عباس الانتخابات المحلية البلدية التي كان مقرراً إجراؤها في الثامن من أكتوبر المقبل، قال البردويل أنه يُعتبر دليلاً كافياً على عدم جاهزيته للمصالحة والشراكة الوطنية والرغبة في استمرار التفرد بالمشهد السياسي الفلسطيني، خصوصاً بعد استجابته للضغوط المختلفة لتأجيل الانتخابات
وتأتي المبادرة الجديدة بعد ثلاثة أشهر من الاتصالات الأخيرة بين الطرفين، حيث جرت في تشرين الماضي لقاءات رسمية بين وفدي حركة حماس وفتح في بيروت. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل قد اجتمعا للمرة الأخيرة في الدوحة في صيف 2014. وكانت الحركتان قد اتفقتا في نيسان 2014 على تشكيل حكومة خبراء، بيد أن هذه الحكومة لم تنجح في إيجاد حلول للقضايا المختلف عليها