ارتفعت حالات الهجرة الغير شرعية في مصر، حيث تعد “المحروسة” أبرز البلاد المصدرة للبشر بشكل غير شرعي سواء للعمالة أو غيرها، ومؤخرًا غرق مركب للهجرة غير الشرعية عصر الأربعاء، فى منطقة رشيد، على متنه 300 شخص، مخلفاً وراءه 42 غريقًا حتى الآن، فى الوقت الذى تواصل فيه قوات حرس الحدود تحركاتها لإنقاذ بقية الركاب وحدد عدد من خبراء علم الاجتماع والاقتصاد 4 أسباب دفعت الشباب للهجرة.
ثقافة عامة
في البداية أكدت الدكتور هبة العيسوى أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس، أن اللجوء للهجرة سواء الشرعية أو غير الشرعية هي ثقافة توارثها المصريون من بعضهم جيل وراء جيل منذ عشرات السنين، والتي صنعت فجوة بين المواطن والوطن وجعلت العلاقة بينهم مجرد منشأ تكتب على الباسبور فقط.
واعتبرت هبة في تصريح لـ”رصد”: إن الفقر ليس السبب الرئيسي كما يشاع، لكن العامل المصري يعمل سنوات عديدة في الخارج ويربي أبناءه على حلم الهجرة والعمل في الخليج أو أوروبا، لذلك فمن الطبيعي أن يصر الشباب على الهجرة سواء شرعية أو غير شرعية.
فقدان الشعور بالمواطنة
وأكدت هبة أن فقدان الشعور بالمواطنة حولت الشباب المصريين لأشباه مواطنين، فالدولة تنظر إليهم كأنهم عبء عليهم ويتم تهميش دورهم، ووصفهم بالجهلاء وعديمي المسؤولية، لافتة إلى أن الشباب المصري لفظ سياسة دولته وذلك ما ظهر جليًا في الاستفتاءات السابقة وندرة حضورهم في الانتخابات منذ عامين.
مزايا الدول الأخرى
ويقول الدكتوررضا عيسى الخبير الاقتصادي في تصريح لـ”رصد”، إن المزايا التي تقدمها الدول الأجنبية للعمال يفقتدها المصريون وأبناء الدول النامية لذلك يلجأون إليهم.
وقال عيسى، إن حالة الانفتاح التي تعيشها بعض البلدان العربية وجميع البلدان الغربية تجعل من الشباب يحلمون بالهجرة ليتمكنوا من العيش بصورة أكثر انفتاحًا وعولمة من البلد الذي يعيشون فيه، فنجد اليوم أن أكثر شبابنا يهاجرون الى السويد وهولندا وألمانيا وأميركا طلبًا للرزق والمتعة في آن واحد.
الوضع الاقتصادي
وأضاف عيسى:” إن الوضع الاقتصادي في مصر في غنى أن نتحدث عليه كسبب رئيسي يدفع الشباب للانتحار، بقدر أن يدفعهم للهجرة، فكل يوم يوم نجد أن أسعار السوق في ارتفاع مستمر، بينما الدخل اليومي للفرد ثابت لايحرك ساكنًا، مما يجعل الشباب يتطلعون نحو السفر سنة أو أكثر حتى يتمكنوا من تجميع مبلغًا من المال يستطيعون معه أن يكونوا مستقبلا لهم، فالعازب يريد أن يتزوج، والمتزوج يريد أن يستقل بمنزل خاص به وبزوجته والدخل اليومي داخل بلده لايتمكن معه بالعيش بصورة طبيعية.
وأضاف، أن الوضع الاقتصادي في مصر يؤثر بشكل كبير في ذلك، فهو يضاعف من نسبة الظروف الاجتماعية المزرية، ويقلل من فرص العمل التي تعد شبة معدومة، كما يعاني الشباب من حالة استحالة تحقيق أحلامهم في ظل الظروف الموجوده في بلادهم.
وتابع، وتوعت أشكال الهجرة إلى الخارج، منها بطريقة شرعية ومنها غير شرعية، أي في هذا الزمن يطلق عليها التهريب من عن طريق البلدان من خلال مجموعة من الناس تتقاضى الأجور من الشخص المهاجر لتهريبهم الى البلد المراد الهجرة إليها.