بالقرب من باب الخلق، شوارع ضيقة تكتظ بالأثاث، يقصدها كل مقبل على الزواج، فالأثاث أو ” العفش” باللهجة الدارجة في مصر، الجزء الأكبر من بنود الإنفاق في الأعراس، بل أول ما يتم الاتفاق عليه بين أهل العروسين.
وأول مكان يقصده أهل القاهرة وضواحيها لهذا الغرض، هو السوق الضخم القابغ بقلب العتبة منذ خمسين عاماً، إنه سوق ” المناصرة ” .
ويعتبر سوق المناصرة أكبر تجمع في مصر لتجار الأثاث بعد محافظة دمياط، كما يعد المُصدِّر الأول لكل تجار الأثاث بمحافظات مصر المختلفة، ويقصده الشباب المقبل على الزواج بغرض تأثيث ” عش الزوجية “، بما خف ثمنه وغلت قيمته، حيث ينتهز الشباب فرصة انخفاض الأسعار نسبيًا في ” المناصرة” عن بقية أسعار الأثاث في القاهرة الكبرى.
عدسة ” رصد الإخبارية ” تجولت في ” المناصرة “، لنقل حالة السوق وحركة البيع والشراء، ولكن حال السوق لم يكن كما الحال عليه سابقًا، فهو يكاد يخلو من المشترين أو الزوار، والبائعين يجلسون بدون عمل تعلوا وجوههم الحسرة وخيبة الأمل.
وبسؤال التجار عن سبب هذا الركود الملحوظ، أجابوا أن الغلاء وارتفاع الأسعار انعكس على الجميع، وأدى إلى كساد التجارة في الأثاث تدريجيًا، حتى وصلنا إلى مرحلة الهاوية وأصبحنا لا نجد قوت يومنا ولا نعرف ماذا نفعل، حيث أنها المهنة الوحيدة التي نستطيع العمل فيها.
وأكد تجار “المناصرة”، أن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني، مما أصاب الشباب بخيبة أمل، وأصبح الشاب لا يطمع أن يؤثث بيته بما يأمل، بل يكتفي بالضروريات لتأثيث منزله، بل قد يلجأ البعض إلى أسوأ الخامات، ليكمل ما يحتاجة بسعر منخفض، هذا لمن استطاع إليه سبيلا.
وطالب التجار الحكومة بالتدخل لحل أزمة الدولار وارتفاع الأسعار، وقالوا: “استمرار الوضع على ما هو عليه الآن يعني الانفجار، فنحن لا نجد ما ننفق منه على أولادنا وبيوتنا ونسدد به الديون، وكل هذا مسئولية الحكومة”.