ثلاثة أيام مرت على “كارثة رشيد” دون أن يعلن نظام السيسي الحداد على ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية، والتي لقى فيها عشرات المصريين مصرعهم عقب حادث غرق مركب “موكب النبي” على بعد 12 كيلو من شواطئ رشيد.
ولم يخرج سوى الدكتور أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة والسكان – بعد أيام ثلاثة- ليقدم تعازيه لأسر ضحايا حادث المركب، زاعمًا أن الدولة بجميع أجهزتها تقدم لأبنائها من المواطنين المصريين كافة أشكال الرعاية، سواء كانت صحية أو اجتماعية أو مادية، وفقًا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء.
وقال إن رئيس الوزراء يتابع منذ اللحظة الأولى للحادث جميع التطورات، ويؤكد على تقديم كافة الخدمات للتسهيل على ذوى الضحايا.
جاء ذلك خلال زيارة وزير الصحة، اليوم السبت، إلى مدينة رشيد بمحافظة البحيرة لتفقد الوضع الراهن وجاهزية المستشفيات للتأكد من تقديم الخدمات الطبية الأولية للمصابين، وذلك بعد مرور 3 أيام من الحادث الذي وقع، فجر الأربعاء الماضي، بالإضافة إلى تفقد جاهزية مشارح المستشفيات، لاستقبال جثامين الضحايا في هذا الحادث الأليم والتأكد من سرعة استخراج شهادات الوفاة تسهيلاً لذوي الضحايا.
اعلنوا الحداد
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك وتويتر”، هاشتاج بعنوان “اعلنوا الحداد”، لمطالبة الدولة بإعلان الحداد الرسمي على ضحايا غرق مركب الهجرة غير الشرعية بمدينة رشيد، والتي بلغ عدد الغرقى فيها حتى الآن حوالي 166 ضحية.
وقارن مشاركون في هاشتاج “اعلنوا الحداد”، بين تعامل الحكومة مع حادث غرق عشرات المهاجرين، وبين التعامل مع خبر وفاة ملك السعودية الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، والذي أعلنت فيه الحكومة الحداد في القاهرة 3 أيام على روح الراحل السعودي.
فيما أعلن حزب الوسط، اليوم السبت، الحداد ثلاثة أيام، تضامنًا مع أهالي ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية التي غرقت على سواحل مدينة رشيد، قبل ثلاثة أيام.
وقال الحزب في بيان له، ينعي حزب الوسط ضحايا المركب الغارقة أمام مدينة رشيد، يوم الأربعاء الماضي”.
وأضاف البيان “يُعلن الحزب الحداد لمدة ثلاثة أيام تضامنًا مع أهالي الضحايا وكل المصريين الذين تألموا لهذا الحادث الأليم”.
المشاهير يفتحون النار
وفتح مشاهير مواقع السوشيال ميديا “يوتيوب ـ فيس بوك”، النار على الحكومة بعد حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية في رشيد بمحافظة البحيرة.
وقال الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهروية السابق: “رحم الله الضحايا الأبرياء وألهم ذويهم الصبر، في غياب الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية والأمل في مستقبل أفضل ستتكرر المأساةً، ليتنا نتعظ”.
واستنكر عدم إعلان الحداد قائلاً: “قد يكون من الواجب أن نعلن الحداد حزنا على شبابنا، وتضامنًا مع أهالينا، وتقديرًا منا لقيمة الحياة الإنسانية أيًا كانت، قيمة الوطن من قيمة المواطن”.
وأضاف الكاتب الصحفي وائل قنديل: “تسلم الأيادي.. عداد شهداء مركب رشيد يقفز بجنون.. تسلم يا جيش بلادي، ارقصوا في ميادين مصر، إعلان الحداد لا يليق إلا بالأسوياء”.
وتابع محمد محسوب، وزير الدولة لشؤون المجالس النيابية الأسبق: “حداد على أرواح أبناء وطني الغرقى طلبًا لحياة أفضل وأكرم، لن تعلنه سلطة لا تنتمي لشعبنا بل تسحقه، فليعلنه كل مصري يعشق وطنه ويتألم لألمه”.
وقال الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح: “زمان كانت الهجرة غير الشرعية شباب فقط، الآن أسر حديثة الزواج بأطفال رضع بيعرضوا حياتهم للخطر لمجرد أنهم مش عارفين يعيشوا هنا، يا ترى ليه!!”.
وقال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية: “رحم الله غرقى مركب رشيد أبناء مصر الغلابة ضحايا نظم حكم فاشلة، ابتلى بها وطن نهبت ثرواته مجموعة من الفاشلين والفاسدين استهانوا بحياة وكرامة الإنسان”.
وقال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، “في شأن الذين يغامرون بأرواحهم في البحر المتوسط، رحم الله المنتحرين الذين نسميهم مهاجرين غير مشروعين”.
وأضاف: “الشباب الذي يستطيع أن يدفع 50 و60 ألف جنيه (أكثر أو أقل كما يقال) للمهرب الذي يدير عملاً إجراميًا، كان الشاب يستطيع بهذا الرأس مال أن يبدأ مشروعًا صغيرًا”.
وتابع: “أما القول أنه انتحر، أو ركب البحر دون معرفة بالسباحة، لأن الدولة لم توفر له مكتب يجلس إليه ولا يعمل فهو تشجيع على فساد إضافي اسمه بطالة مقنعة”.
واختتم: “فالدولة تريد أن تتخفف من تسعة أعشار موظفيها الذين لا لزوم لهم، الهجرة غير المشروعة واحدة من الجرائم المنظمة وفقًا للقانون المصري والدولي، ويجب ألا نشجعها أو نتعاطف معها، وكان الله في العون”.
وأوضحت وزارة الصحة والسكان أنه يتم فحص الجثة التي يتم انتشالها داخل سيارة الإسعاف، وإذا تم التعرف عليها يتم تسليمها لذويها بعد استخراج شهادة الوفاة تسهيلاً على الأهالي، وفي غير ذلك تقوم الإسعاف بنقلها إلى مشرحة أحد المستشفيات لحين التعرف عليها.
النهار القناة الوحيدة
وتعد قنوات النهار أول قنوات مصرية تعلن الحداد على ضحايا المركب، حيث وضعت، اليوم السبت، شارات سوداء على قناتي النهار العامة، والنهار اليوم، وسط حالة من الاستهجان بين المواطنين بسبب عدم إعلان أي جهه مسؤولة في الدولة الحداد على أرواح الضحايا.
وغرقت منذ ثلاثة أيام مركب للهجرة غير الشرعية وعلى متنه 440 مهاجرًا، بينهم مصريين و سودانيين و جنسيات أخرى، في محاولة للهجرة إلى إيطاليا، وبحسب شهادات الناجين، لا يزال يتم انتشال جثامين عشرات الضحايا حتى الآن.
يذكر أن حكومة المهندس شريف إسماعيل، أعلنت عن عقد اجتماع وزاري طارئ، اليوم السبت، لبحث تطورات الحادث وعمليات انتشال باقي جثث الضحايا، في دعوة جاءت بعد 3 أيام كاملة من الحادث.