يروي الناجون من حادث غرق مركب رشيد التي لقي فيها 169 شخصًا مصرعهم، لحظات مصارعة الموت من الرابعة فجرًا حتى الثانية عشرة ظهرًا، رأوا موت أصدقائهم أمام اعينهم، أحدهم كان يمسك بجثة بين قدميه وظل متمسكًا بها حتى تم انقاذه وانتشالها، وآخر أنقذ أحد الغرقى بقطعة فلين كانت معه في الحقيبةالتي كان يعوم فوقها..
صياد رشيد
يروى أحد صيادي رشيد الذي انتشل غالبية الناجين من الغرق في لقاء مع برنامج “العاشرة مساءً”عن أغرب واقعة رآها أثناء محاولة إنقاذ الناجين، أنه شاهد رجلا يصارع الغرق فأرسل له حبلاً لكي يمسك به لكنه لم يستطع الوصول له على الرغم من أنه لو تحرك مسافة بسيطة فسوف يصل له.
وعندما سألته عن أسباب عدم تحركه باتجاه الحبل ، فقال له: “أنا ممسك بجثة بقدماي ولا أستطيع السباحة ولن أترك تلك الجثة”، مضيفًا: ساعدناه على الخروج وانتشلنا الجثة التي كان يمسكها بقدمه، وخرج حيًا”.
محمد عماد
ويحكي محمد عماد، أحد الناجين من الغرق “للوطن”: “أصعب مشهد لما كنت بغرق، كله كان بيزق في بعضه ويغرق التاني عشان يعيش، كان فيه واحد طلع من الميه وشه متجرح، وكان بيغرق، وهو مبيعرفش يعوم وأنا مبعرفش أعوم، الشنطة بتاعتي كان فيها فلين كان شايلني على وش المايه، إديته واحدة وبعدت عنه”.
أحمد درويش
ويعلق أحمد درويش، أحد الناجين لليوم السابع، أنه لم يشغل باله بكل المخاطر التى سمع عنها، وكان كل همه أن يسافر لجمع المال، متابعا: “أنصح الشباب بعدم التفكير فى الهجرة حتى لا يرى الموت بعينيه.. أنا شوفت أطفال على وش المياه ومكناش عارفين نعملهم حاجة”.
سعد كمال
أكد سعد كمال، 17 عامًا، أحد الناجين من مركب رشيد الغارقة أن عددًا من الغرقى ماتوا بالسكتة القلبية، ومنهم صديق عمره الذى كان يتمنى أن يفتديه بعمره “كريم حسان”، 15سنة، مطالبًا الجهات المعنية استخراج جثث ما يزيد عن 200 شخص داخل ثلاجة المركب الغارق.
وأضاف لـ”اليوم السابع”: “من السهل أن تهاجر هجرة غير شرعية كل ما تفعله الاتفاق مع أحد سماسرة الهجرة غير الشرعية بقريتنا الجزيرة الخضراء، ولن تتكلف مليماً واحداً إلا أنك ستوقع على وصل أمانة، ويتم الاتفاق على موعد ليلاً وتستقل مركب من الجزيرة وتتجه للبرلس في طريقها للمراكب الكبيرة، التي تقل المهاجرين صوب إيطاليا ، مشيرا الى ان الرحلة تستغرق عدة أيام حتى تصل لسواحل إيطاليا
وتابع: “خضت محاولة الهجرة غير الشرعية 6 مرات وكل مرة أفشل فيها وسأظل أحاول حتى الموت مهما كانت المخاطر أمامى”، مؤكداً أن هناك أكثر من 30 من أصدقائه متفقين على هجرة غير شرعية برغم ماحدث.
ويقول محمود حسين، أحد الناجين ،في لقاء تلفزيوني ببرنامج “كلام تاني” المذاع على قناة “دريم”- مساء الجمعة الماضية: “اتفقت معهم على دفع 30 ألف جنيه في الإسكندرية ويوم الأحد دخلنا مزرعة فراخ في رشيد، أمضينا يوم كامل في المزرعة وفجر الاثنين أخذوا منا الهواتف المحمولة لإغلاقها وأخذونا في زوارق صغيرة في البحر لمدة 6 ساعات”.