رأى الكاتب “جيمس دورسي” أن مؤتمر “أهل السنة الذي عقد في العاصمة الشيشانية “جروزني” يهدف إلى إستعادة الخطاب الديني من السعودية بدعم من الأزهر الشريف
وقال الكاتب في مقاله المنشور بصحيفة “هفنجتون بوست” الأميركية إن تجمعاً من زعماء السنة، التقوا في العاصمة الشيشانية “جروزني” ، ويظهر جليًا منع التيار شديد المحافظة المدعوم سعوديًا من حضور المؤتمر، وهو من المتوقع أن يفتح الباب لانقسام ديني فقط في الشرق الأوسط، بل أيضًا انقسام جيوسياسي؛ إذ تمت رعاية وحضور المؤتمر من اثنين من أقرب الحلفاء المقربين من السعودية.
واستضاف الرئيس الشيشاني “رمضان قاديروف” الحليف الوثيق للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بعض من أبرز قادة العالم الإر للإجابة على السؤال المثير للجدل ، من هم أهل السنة ،وبفتقد قاديروف المعتنق للمذهب الصوفي المصداقية الدينية خارج وطنه حيث انتخب رئيسًا مرة أخرى بنسبة 98 بالمائة.
ويرى الكاتب أن قدرة “قاديروف” على استضافة مجموعة لامعة من العلماء المسلمين يلقي الضوء على الدور الناجح الذي تقوم به دولة الإمارات في مواجهة السلفية بالرغم من التعاون الوثيق بينها وبين السعودية كدولة في مجلس التعاون الخليجي والحرب في اليمن، كما يبرز الجهود الروسية في رعاية زعماء المسلمين.
ويشير الكاتب إلى المشاركة المصرية الكبيرة في المؤتمر إذ حضر كل من شيخ الأزهر أحمد الطيب، و مفتي الديار المصرية شوقي علام والمفتي السابق على جمعة، و أسامة الأزهري، المستشار السياسي لعبدالفتاح السيسي، بالإضافة إلى عبدالفتاح البزم مفتي دمشق والصديق المقرب من بشار الأسد، والداعية علي الجفري رئيس مؤسسة طابا التي تتخذ من أبو ظبي مقرًا لها، وصاحب العلاقات الوثيقة مع ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد.
وبحسب الكاتب ، فإن هذ المؤتمر هجوم مباشر على الحركات المدعومة سعوديًا مثل الوهابية والسلفية ،حيث أكد المؤتمر على أن مصطلح أهل السنة تم إختطافه من قبل المبتدعة الذين شوهوا الإسلام بالممارسات المنحرفة ،وفي تعريفه للإسلام السني ، إستثنى المجتمعين الوهابية من أهل السنة ، وهو ما يعد هجومًا كبيرًا على السعودية ،إذ أنها -بحسب الكاتب – استثمرت مليارات الدولارات خلال الأربعة عقود الأخيرة في الترويج للتفسير شديد التطرف للإسلام .
ويقترح المؤتمر تعزيز الجهود الروسية الإماراتية في مواجهة الجهود السعودية التي مكنت التيار المتشددة من إحراز إنتشار كبير في المجتمعات الإسلامية في العالم ، ويقترح الحضور المصري القوي قيام الإمارات التي تعد هي والسعودية الممول الرئيسي للقاهرة بدق إسفين بين المملكة ومصر التي تعد أكبر الدول العربية سكاناً .
ويضيف الكاتب أن المؤتمر دليل على أن الجهود الروسية الرامية إلى خطب ود التيارات الإسلامية الأساسية قد بدأت تؤتي ثمارها ، وبالرغم من دعم بشار الأسد في سوريا حالياً ،فإنها نجحت قبل أربعة أعوام في جمع مسلمين من أربعة طوائف مختلفة بما في ذلك حزب الله الشيعي والسلفيين المدعومين من السعودية و الإخوان المسلمين حول طاولة واحدة ، وأكد المسئولون الروس أن القيم الأرثوذكسية الروسية المحافظة مشابهة ،إن لم تكن مطابقة للقيم الإسلامية .
ويلفت الكاتب إلى مشاركة مؤسسة طابا ،الراعي لمجلس كبار العلماء، في تنظيم المؤتمر ، وتهدف المؤسسة إلى استعادة الخطاب الإسلامي ، الذي يؤكد العديد من غير السلفيين أنه تم إختطافه من قبل الدعم السعودي السخي ،كما أن “طابا” أسست لمواجهة الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتخذ من الدوحة مقراً له .
ويرجع دعم الإمارات إلى المبادرات المناهضة للسلفية ومعارضة الإخوان المسلمين إلى تجذر نفور محمد بن سالمان للإسلام السياسي ،وينسب إلى محمد بن زايد إقناع الملك السعودي محمد بن سالمان حظر جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية .
و يستطرد الكاتب: “تقترح مشاركة الشيخ أحمد الطيب ،شيخ الأزهر أن التمويل السعودي الضخم لعدد كبير من الباحثين بالأزهر، ودعم المملكة للسيسي بمليارات الدولارات منذ الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس منتخب، لم يمنح المملكة نوع الولاء الديني والسياسي التي كانت تتوقعه”.
ويختم الكتابة بالإشارة إلى ما ذكره أحد الباحثين القانونيين بالأزهر، من دعم سعودي للأزهر الشريف حاليًا، وهو ما يتبع بتغيير مناهجه.
ويزعم هذا الباحث -الذي لم يسمه الكاتب- أنه عندما تحدث مع شيخ الأزهر أحمد الطيب عن هذا الأمر قال له “يدي مكبدتين”، في حين يؤكد أن شيخ الأزهر السابق رفض رفضًا تامًا هذا التمويل .