بقلم: إسماعيل محسب
إن إستخدام المصطلحات في غير موضعها لتغير معناها في عقول الناس عما تعنيه في الحقيقة هو ليس بالشئ الهين إنما قد يستعمل كسلاح لغوي خطير بقدر خطر أي نوعاً آخر من الأسلحة أو حتى أشد خطراً منها لأنه سلاح لا يحتاج أن يوجه العدو ويضغط علي الزناد في كل مرة أراد استخدامه بل هو يشبه الأسلحة البيولوجية فيكفي أن يطلقه العدو مرة واحدة في اتجاهنا وبعد ذلك نصبح نحن من ينشر هذا السلاح بيننا مع أن الأسلحة البيولوجية قد تصيب العدو وتنقلب عليه إلا أن سلاح المصطلحات لا يصيب سوي من خطط ليستهدفه ،وبالرغم من أن هذا السلاح يستخدم من قديم الأزل ومازال يستخدم حتى الآن إلا أننا لم نتعلم الدرس مازلنا نقع فيه في كل يوم بل ونستخدمه ضد أنفسنا واسمحوا لي أن أعطي مثالاً لأوضح ماذا أعني بهذا.
أول هذه المصطلحات وأكثرها إنتشاراً هو الإرهاب وهو لم يصبح مجرد كلمة بل هو حرب تتمثل في كلمة فقد أستخدمها أعداء الإسلام واستغلوا الفرق في الثقافات عند ترجمتها فهي تعني بالعربية التخويف بينما ارتبطت في عقول غير العربي بنشر الذعر والفتن والقتل، وقاموا بزراعة هذه الفكرة في عقول العالم وتنميتها عملاً بمبدأ النازية (كلما كبرت الكذبة كلما سهل تصديقها) و (الدعاية الناجحة يجب أن تحتوي على نقاط قليلة وتعتمد التكرار) وللآسف أصبحنا نحن من يستخدم هذه الكلمة أكثر منهم فأعلنا الحرب علي الإرهاب ونسينا ما ورد في الآية القرآنية: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾«سورة الأنفال:60» ونسينا ما تعنيه هذه الكلمة بل حولنا معناها من الاستعداد بالسلاح لإخافة أعداء الله وأعدائنا ليكفينا الله شر قتالهم إلا معني الإجرام والاعتداء علي حرمات الله لا بل ربطوا بين المعنيين فإذا ما أردنا أن نعد أسلحة ونأخذ احتياطاتنا لنحمي أنفسنا ونكون دولة قوية قالوا عنا أننا دول راعية للإرهاب ،ولكن السؤال هنا إن كنا كمسلمين نعد القوة لنرهب أعداء الله وأعدائنا فهل عندما يعلن الغرب الحرب علي الإرهاب هل يعترف بأنه عدو الله وعدونا؟، ومن العجب العجاب أن نعلن نحن الحرب علي الإرهاب أنعلنه علي أنفسنا أنحن بهذا الغباء والجهل إلا يوجد في آمة تمتد من المحيط الهادي إلي المحيط الأطلسي أحد رفض هذا الربط ألا يوجد شخص يبين هذا الخلط، لقد استطاعوا أن يسيسوا هذا المصطلح لخدمة أهدافهم في طعننا دون إي اعتراض منا فاستخدموه للهجوم علي بلدننا واحدة تلو الأخرى أما عن طريق الغزو العسكري وتبرير بأنها دولاً داعمة للإرهاب أو بدعوي تحريرها أو عن طريق العزل عن العالم والمقاطعة بدعوى أنها لا تتعاون في سبيل تحقيق السلام أو عن طريق الأستأناس بدعوي التحالف أو بتخويف بعضنا من بعض وبذلك دعونا الغرب لكي يحمينا من أنفسنا أي ضد إرهابنا بعضنا بعضاً ،وزاد علي ذلك أن أي دولة إسلامية أو عربية أو أي دولة أخري تحاول أن تمتلك أسلحة حديثة وقوية لتنافس الدول العظمي وضعوها في جعبة الدول الإرهابية وإذا لم تصبح حليفاً أعلنوك عدواً فأصبحنا لا نستطيع حتى أن نكون علي الحياد فأنت أما إرهابياً أو حليفاً، لا بل ارتبط مظهر المسلم وأسمه وعالمه في عقل الغرب بالتطرف والجهل بسبب الحرب الإعلامية التي يشنها الصهاينة والماسونين وآخرين من دونهم لا نعلمهم والله يعلمهم لتبرير العداء علي الإسلام لتبرير قتلنا وللسماح لهم بإستخدام كل الطرق لمنعنا من الوقوف علي أقدامنا ولمنع الإسلام من الرجوع قوياً ولكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
مما لاشك فيه أن الإسلام ينهي عن انتهاك حرمات الله ينهي عن القتل والفتن والاعتداء علي المدنين ولكن ألا يحق لنا أن ندافع عن أنفسنا ألا يحق لنا أن نقتل من يقتلنا ،من هنا أعتقد أنه يجب علينا التوقف عن إستخدام مصطلح الإرهاب بهذا الشكل وتغيرمفهومه المرتبط في عقولنا الآن بمصطلح الإجرام ،علينا البدء بمعرفة حقنا في إعداد قوة نرهب به الأعداء، نعم علينا أن نرفض الإجرام بكافة أشكاله وتبرئة الإسلام منه ولكن يجب أن نكون من الشجاعة لنعترف بأحقية أي شخص في العالم ليدافع عن دينه وحريته ودمه وأرضه وأهله وماله وإلا ننساق خلف الحرب الإعلامية يجب أن نتعلم إلا نكون رؤوساً في القطيع، أن لا نكون مجرد صدى يردد كل ما يسمعه، أن نكون بالشجاعة لنعترف بأن أكثر الدول المتطرفة والمجرمة هي أمريكا وحلفائها وروسيا والصين وأن من أكثر الشعوب التي عانت من إجرام هذه الدول عليها هي الدول التي يطلقون عليها داعمة للإرهاب، لنضع نحن هذه الدول المجرمة في قائمة الدول ليست الداعمة للإجرام فقط بل هي أساسه ومصدره بالإضافة إلا بريطانيا وفرنسا والصهاينة الغاصبون، وآخر كلمة مني هي لإعلامنا أقول توقفوا عن أن تكونوا مجرد أبواقاً تحدثنا من نظرة الغرب لنا عنا، أتقوا الله فينا فبجهلكم أنتم تعادينا.
(والله أعلي وأعلم)