بالرغم من تصدر الجيش المصري ترتيب الجيوش العربية في قائمة “جلوبال فاير باور” لعام 2016 التي ضمت 126 دولة في العالم، إلا أن القوات المسلحة المصرية قررت الاتجاه لتقديم الخدمات العامة المدنية والمجتمعية، بدلاً من الدفاع عن الأراضي المصرية وحدودها مع جيرانها.
وفي ذكري حرب أكتوبر، شاركت مصر في جنازة قائد جيش الاحتلال الذي حاربته القيادة المصرية لتحرير أراضيها قبل 43 عامًا، وظهر وزير خارجية مصر، سامح شكري وهو يذرف الدموع علي بيريز.
منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، التي نصت علي إنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بين مصر وإسرائيل ، لم يتم توجيه سلاح مصري نحو أعدائه، وخاصة خلال الأعوام الأخيرة فقد اتجهت لتقديم الخدمات العامة المجتمعية.
خلال الفترة الأخيرة تعرضت رفح وشمال سيناء، إلى العديد من الهجمات والتفجيرات، وتبنتها تنظيمات أعلنت تحديها للقوات المسلحة، وخلال 3 أعوام توالت الضربات في عضد الجيش دون رد، إلا بتهجير أهالي مدينة رفح.
تهجير الأهالي رد الجيش على الهجمات المسلحة:
– 27 يناير 2014 أعلن “بيت المقدس” إسقاط مروحية عسكرية بسيناء وقتل فيها 5 من الطيارين المصريين ومعاونيهم.
– سبتمبر 2014 استهداف حافلة لنقل الجنود بالشيخ زويد، قتل على إثرها 11 مجنداً وضابطاً.
– أكتوبر 2014 الهجوم على كمين كرم القواديس بشمال سيناء، الذي راح ضحيته 33 جنديًا مصريًا.
– في يناير 2015 تم استهداف نادي وفندق القوات المسلحة ومقر الكتيبة 101 في العريش، واستراحة للضباط قرب قسم شرطة العريش ليلا، بثلاث سيارات مفخخة تحمل 10 أطنان، وقد قُتل في الهجوم قرابة 32 عسكريا ومدنيا.
– في 2 أبريل 2015 أعلن “ولاية سيناء” في بيان مسؤوليته عن 7 هجمات استهدفت مواقع للجيش المصري في شمال سيناء، وأدت إلى مقتل 18 جنديا و3 مدنيين وأصيب 15 آخرون.
– في 14 أبريل قتل 14 شخصاً، معظهم من رجال الأمن، وأصيب أكثر من 45 آخرين في ثلاث هجمات تبنتها “ولاية سيناء”.
– وفي 20 أبريل أعلن تنظيم “ولاية سيناء” مسؤوليته عن تفجير مدرعة قرب ميدان صلاح الدين برفح، وقتل 3 عسكريين بينهم ضابط برتبة نقيب وإصابة 5 آخرين.
– يوم 7 مايو2015، بدأ تطور جديد بدعم قبائل سيناوية للجيش، بعدما دعا الشيخ موسى الدلح، أحد زعماء قبيلة “الترابين” للانضمام لتحالف قبلي لقتال تنظيم “ولاية سيناء”.
– في 16 مايو 2015 أعلن تنظيم “ولاية سيناء” استهدافه– لأول مرة– لقضاة مصريين، بعد تفجير باص يقلهم في شمال سيناء ومقتل 3 قضاة من محكمة شمال سيناء بمنطقة حي المساعيد بالعريش.
– في أول يوليو2015 قام “ولاية سيناء” بأكبر هجوم من نوعه على 20 هدفاً عسكرياً وشرطياً في الشيخ زويد، لكن الضربات الجوية بطائرات إف 16 لأول مرة أدت لخسائر كبيرة في صفوف المهاجمين وأعلن المتحدث الرسمي للجيش المصري مقتل 21 عسكرياً، مقابل قتل 242 من مسلحي ولاية سيناء.
– في 16 يوليو 2015 حدث تطور نوعي خطير في هجمات “ولاية سيناء” تمثل في إطلاق صاروخ موجه علي سفينة حربية مصرية قبالة شاطئ مدينة رفح، وظهر أن التنظيم يمتلك صواريخ “كورنيت” الحرارية، القادرة على اختراق المدرّعات، وصواريخ لإسقاط طائرات، وأخرى لضرب قطع بحرية.
– في 18 يوليو 2015 الهجوم على 3 مواقع للجيش المصري جنوب الشيخ زويد وقتل 7 عسكريين.
و استمرت التفجيرات ضد مؤسسات الدولة الأمنية وخاصة النقط الأمنية في سيناء ، وكان رد الدولة والقوات المسلحة تهجير سكان رفح وهدم منازلهم فوق رؤوسهم ، وكانت من أبرز الضربات ضد المصريين بث مقطع فيديو لعملية قطع رؤوس 21 قبطي مصري في ليبيا، دون أن تحرك القوات المسلحة ساكنا.
النشاط الاقتصادي للجيش المصري:
اتجه الجيش إلى التوسع في النشاط الاقتصادي الذي برز بشكل ملحوظ في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأصبح يمارس الجيش في مصر نشاطه الاقتصادي من خلال مؤسسات اقتصادية تدار مباشرة من قبل القوات المسلحة ولا تخضع ميزانياتها لرقابة من قبل أية جهة مدنية سواء كانت حكومية أو خاصة وتدرج رقمًا واحدًا في الموازنة العامة للدولة وفقًا للدستور المصري .
وتم إنشاء جهاز مخصص للخدمات المجتمعية، بقرار جمهوري رقم 32 لسنة 1979 عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني، بحسب ساسة بوست .
وضم الجهاز 21 شركة تغطي مجموعة واسعة من القطاعات من البناء والنظافة إلى الزراعة والمنتجات الغذائية. وتباع السلع التي تنتجها هذه الشركات، والتي تفيض عن حاجة الجيش، في السوق المحلية ، علي سبيل المثال في مجال الأمن الغذائي يمتلك الجهاز شركة مصر للتصنيع الزراعي التي تمتلك 7 مصانع لإنتاج صلصة طماطم و منتجات ألبان و أعلاف الماشية والأسماك و البصل المجفف، وشركة كوين لإنتاج المكرونة، إضافة إلى قطاع الأمن الغذائي الذي يمتلك عددًا كبيرًا من المزارع والمجازر للحيوانات والدواجن إضافة إلى وحدات إنتاج الألبان ومجمعات إنتاج البيض وغيرها.
وتبلغ ميزانية الجهاز وفقًا للأرقام المعلنة عام 2013 مليار و625 مليون جنيه بصافي أرباح بلغ 63 مليون جنيه وفقًا للأرقام المعلنة في الجريدة الرسمية، وبالطبع لا تخضع تفاصيل هذه الميزانية لأية جهة رقابية.
نشاط الخدمات المجتمعية:
في شهر مارس الماضي، نظمت القوات المسلحة قافلة طبية فى محافظة الوادى الجديد، لإجراء الكشف الطبى المجانى على المرضى من ابناء المحافظة .
وفي شهر مايو نظمت القوات المسلحة، قافلة طبية على مدار ثلاثة أيام، لأهالى قبائل العبابدة والبشارية وقرية العلاقى بمحافظة أسوان.
وفي سبتمبر 2016 ، دفعت القوات المسلحة بقافلة طبية متخصصة تضم 18 تخصص من: “أنف، أذن، رمد، جلدية، جراحة، عظام، أطفال، باطنة، أسنان، نساء وتوليد، صيدلي، بيطري، واعظ ديني، طاقم تمريض” في الوادي الجديد .
وفي شهر فبراير ، أعلنت القوات المسلحة عن تنظيم قافلة طبية لسكان مدينة بئر العبد بشمال سيناء ولمدة خمسة أيام وستشمل كافة التخصصات الطبية ، واعلنت القوات المسلحة إشرافها علي أعمال تنفيذ عدد من المشاريع التنموية في سيناء من بينها مستشفي نخل المركزي وبئر العبد الجديدة فضلًا عن عدد من المشاريع في مجال الطريق والصرف الصحي .
ونظمت في الفترة من 17 سبتمبر 2016 حتى 20 سبتمبر لأهالي الفرافرة، قوافل مجانية ضمت عدة تخصصات طبية . ، لتستعيض القوات المسلحة بتقديم تلك الخدمات بدلا من تنمية أسلحتها ضد أعدائها .