دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، المسلمين إلى “الدفاع عن مدينة حلب السورية، ونصرتها ضد الهجمة الشرسة” التي تتعرض لها منذ نحو ثلاثة أسابيع.
جاءت دعوة الشيخ القرضاوي، في تصريحات أدلى بها لـ”الأناضول”، خلال تواجده في مدينة إسطنبول ؛ للمشاركة في أعمال الدورة الـ 26 للمجلس الأوروبي للافتاء والبحوث.
ومنذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام، تشنّ قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وشدّد القرضاوي، على ضرورة “أن يقف كل المسلمين على قلب رجل واحد للدفاع عن مدينة حلب”، وأن يتوحدوا من أجل نصرتها.
وأضاف “لا يجوز للأمة أن تتبعثر، وأمامها بلد (مدينة) مثل حلب يؤكل لحمها من هنا وهناك (..) نأمل أن نجد نهضة مقابل هذه الهجمة الشرسة المتوحشة الكبيرة على هذه المدينة الصابرة، وأن تتوحد الأمة وتعرف أن مصير المسلمين واحد”.
وتابع: إن “قضية حلب وما أصابها وما يصيبها وما زال يخطط لها، قضية كبيرة، اشترك بها أعداء الإسلام من كل ناحية، من نصارى وشيوعيين ومبتدعين”.
وأكد الشيخ القرضاوي، أن “المسلمين في أنحاء العالم لا يحبون سفك الدماء ولا القتال أو الحروب ولا يعادون أحدا باستثناء من يعتدي عليهم”.
وفي 9 سبتمبر الماضي، توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، إلاّ أن الاتفاق لم يصمد بعد أن تعرضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، في 19 من الشهر ذاته لقصف جوي في سوريا.
وتعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حصارا بريا من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية؛ ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني موجودين فيها.
جدير بالذكر أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجري اليوم تصويتا على مشروعي قرارين مختلفين بشأن سوريا، وتقدمت فرنسا بمشروع قرار بشأن خطة لإرساء هدنة في مدينة حلب السورية المحاصرة، لكن روسيا أشارت إلى أنها سوف تستخدم حق النقض (فيتو) الذي تتمتع به في مجلس الأمن للحيلولة دون تمرير القرار.
ويدعو مشروع القرار الفرنسي إلى وقف فوري لإطلاق النار في حلب، وكذلك إلى إنهاء الطلعات الجوية التي تقوم بها طائرات عسكرية سورية وروسية في سماء المدينة.