سلط تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية الضوء على توتر العلاقة بين مصر والسعودية بسبب تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسي حول سوريا.
وقال التقرير إن خلافًا ظهر للعلن بين مصر والسعودية اللذين تربطهما علاقة تحالف وثيقة، وهو الخلاف الأول منذ تولى عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم في البلاد منذ عامين ، ويشير الخلاف حول سوريا إلى خلاف أوسع ،لكنه صامت حول القضايا الإقليمية بين القاهرة والرياض.. بذل البلدان جهود مضنية من أجل عدم ظهور خلافاتهم للعلن، وأكدا في الغالب على العلاقات والتعاون الوثيقين، لكن مصر صوتت لصالح مشروع قانون روسي وفرنسي، وهو ما أثار غضب السعودية بشكل واضح .
أضافت الوكالة: الخلاف المصري السعودي حول سوريا يعود إلى قناعة الرياض بضرورة الإطاحة ببشار الأسد من أجل لإنهاء الحرب الأهلية ، في حين تطالب مصر بعملية سياسية لا تتضمن أي مسلحين إسلاميين في مستقبل سوريا ، كما تعارض السعودية التدخل الروسي في سوريا لدعم الأسد ، وتريد مصر تحت حكم السيسي خروج الجيش والمؤسسات السورية سالمين من الصراع ، ولم تنتقد علناً حكومة الأسد أو التدخل الروسي .
ويشير التقرير إلى ردود الفعل السعودية الغاضبة من القرار ؛ففي انتقاد علني للموقف المصري غرد عبدالله المعلمي ،ممثل المملكة بمجلس الأمن “من المؤلم أن نرى موقف ماليزيا والسنغال أقرب إلى الإجماع العربي حول سوريا، مقارنة بممثل الدول العربية”
وذهب سالمان الأنصاري عضو جماعة ضغط مؤيدة للسعودية ، والذي يتخذ من واشنطن مقر له إلى أبعد من ذلك ،حيث استخف بالعبارات الشعبية التي تمجد من مكانة مصر في المنطقة وخارجها ،حيث غرد ” معذرة يا مصر ،لكن تصويتك لصالح مشروع القرار الروسي يجعلني أشك في أمومتك للعرب والعالم”.
ويقول عبدالله السناوي – الكاتب والمحلل السياسي – “هناك أزمة في العلاقات، لكن لا أعتقد أن كلا الجانبين لا يرغب في تصعيد الأزمة، وكلاهما يعتقد أنهما بحاجة إلى بعضهما البعض”.
وتلفت الوكالة إلى ما وصفته بالدعم القوي الذي قدمته السعودية من أجل إطاحة الجيش بمحمد مرسي ،أول رئيس منتخب، حيث صبت –بحسب التعبير – مليارات الدولارات في مصر لإبقاء اقتصادها المتعثر واقفاً على قدميه ، وبالإضافة إلى سوريا، انزلقت العلاقة بين البلدين في عدة مطبات منذ وفاة الملك عبدالله وتولي أخيه غير الشقيق الحكم.
وتابع التقرير: يبدو أيضًا أن الرياض توقعت من مصر- التي أعلنت عن التزامها الصارم بأمن الخليج – أن تلتزم بنشر قوات برية كجزء من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن ضد المتمردين المدعومين من إيران، لكن التزام مصر حتى الآن اقتصر على انتشار بحري محدود بالقرب من جنوب مدخل البحر الأحمر، والمستشارين العسكريين بالسعودية، كما أن مصر رفضت الانجرار إلى الخطاب الطائفي الذي يحدد الخصومة بين السعودية السنية وإيران الشيعية، علاوة على ذلك؛ أبقت على قنوات اتصال مع طهران – على الرغم من الانتقادات المستترة بين الحين والآخر للنفوذ الإيراني في المنطقة – كما أن القاهرة لديها علاقات وثيقة مع الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة.