كشفت مصادر مطلعة داخل مشيخة الأزهر، اليوم الأربعاء، عن كواليس وأسباب زيارة وفد من الأزهر الشريف المملكة العربية السعودية.
وكان وفد من الأزهر الشريف المملكة العربية السعودية، برئاسة الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، وبمشاركة الدكتور محمد مهنا، عضو المكتب الفني لشيخ الأزهر، والدكتور صلاح العدلي، أستاذ الشريعة الإسلامية، زار أول أمس، وامتدت الزيارة حتى اليوم الأربعاء، في إطار الاجتماع الأول للجنة التنسيقية بين الأزهر و”وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية”.
وأوضحت المصادر، في تصريحات صحفية، أن الأزهر يستهدف تهدئة الأجواء مع السعودية، بعد توترها بسبب مشاركة الدكتور أحمد الطيب في مؤتمر جروزني بالشيشان، والذي قصر مصطلح “أهل السنة والجماعة” على الأشاعرة والماتريدية والصوفية، مستبعدًا الوهابية والسلفية.
وتسبب المؤتمر في موجة عارمة من الغضب داخل الهيئات الدينية بالمملكة، والتي وصفت الواقعة بـ”المؤامرة”.
وتزامنت زيارة وفد الأزهر وسط تقارير حول اندلاع أزمة سياسية بين مصر والسعودية، على خلفية تصويت القاهرة لصالح مشروع قرار روسي لوقف إطلاق النار في مدينة حلب السورية، لم ينص على وقف الغارات الجوية ولم يحظ بموافقة مجلس الأمن.
وأضافت المصادر، أن تخوف المشيخة من غضب السعودية راجع لحصولها على دعم المملكة في أوجه عدة، فيما يتعلق بالتطوير وأعمال الصيانة بالجامع الأزهر، وكذلك تمويل قناة الأزهر، إلى جانب الدعم المادي أيضًا في عدة مشاريع، منها “مدينة البعوث”، ومكتبة الأزهر.
وأصدر مسئولون بالأزهر عدة بيانات خلال الفترة الماضية، يستنكرون فيها ما تناولته بعض وسائل الإعلام حول استبعاد “أهل الحديث” من تعريف “أهل السنة والجماعة”،
كما تبرأ الدكتور عباس شومان من تصريحات بعض أساتذة الأزهر التي هاجمت الفكر الوهابي، خلال لقائه مسئولين بالمملكة، واصفًا إياها بأنها لا تعبر سوى عن قائليها، ولا تمت للأزهر كمؤسسة من قريب أو من بعيد، وفقًا للمصادر.