رفض الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية، تبرير عبدالفتاح السيسي الذي قال فيه إن تصويت مصر بمجلس الأمن لصالح القرارين الروسي والفرنسي بشأن الأزمة السورية ليس متناقضا، قائلا إنه “يختلف مع السيسي، وكان عليه أن يجد تبريرا للقرار يقبله عاقل”.
وأضاف في برنامج “كلام مصري”، الذي تقدمه الإعلامية دينا موسى، عبر قناة “الحرة”: “كان ممكن تتقدم مصر بمشروع خاص إذا كانت المسألة تتعلق بشأن الهدنة وإدخال المساعدات الإنسانية”، واصفًا القرار بـ”محاولة إرضاء الجميع على حساب الجميع”.
وفي ذات السياق، قال في منشور له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “عن كلمة الرئيس اللائذ بالأخلاق، لا أعرف إن كان رئيس الدولة يعرف معنى القرارات الدولية المستقلة أم لا، لكنني أعرف أن ما اتخذته الدولة من قرارات دولية – لا فى مجلس الأمن وحده – كان يقوده الارتباك لا الاستقلال، فليس من الاستقلال والتوازنات في شيء أن تحاول إرضاء الجميع على حساب الجميع”.
وأضاف: “كى يكون لمصر قرارها المستقل، لابد وأن تكون لها رؤيتها المستقلة، وقدرتها المستقلة، وعقلها المستقل، ومنطق التعبير المستقل عن مصالحها وعن أهدافها وعن المسارات التى اختارتها لتحقيق هذه المصالح وهذه الأهداف”.
وتابع “حسني” : “الأمم لا تنجو من فخاخ التاريخ – وما أكثرها – بهذه اللغة التي تحدث بها السيسي صباح أمس الخميس، فأنا لا أعرف ما الدروس التى استخلصها السيسي من تجربتي محمد علي وعبد الناصر مما يبرر هذا التخبط الذى صارت فيه مصر؟، نعم، هما تجربتان ثريتان بالدروس، لكن ما معنى حشرهما فى كلمته؟ وكيف خرج منهما السيسي بسياساته التى أوصلتنا لما وصلنا إليه خارجياً وداخلياً؟”.
واستطرد: “عفواً، لكنني وجدت أمامي رئيساً ضعيفاً ومهزوزاً – إن لم يكن مهزوماً – يحاول طمأنة المصريين واستمالتهم بكلمات لا تحمل أي رؤية، اللهم إلا هذا الحديث عن الأخلاق الذي خاطب به الخارج والداخل، وكأنه واعظ ديني يحمل فوق كتفيه رسالة إتمام مكارم الأخلاق”.
واختتم: “هذه ليست لغة رئيس دولة، ولا هو عقل رجل دولة، ولا هي رؤية يمكن أن تطمئننا على مستقبل أمة لها تاريخ الأمة المصرية ودولة لها قدر الدولة المصرية، يؤسفني أن أقول أن اللوذ بحديث الشرف والنبل والأخلاق “في وقت عز فيه الشرف” – على حد تعبير السيسي – لم يبد لي إلا هروباً من حديث المسؤولية “فى وقت عز فيه الإحساس بالمسؤولية”.