أظهرت دراسات عديدة أن هواء الجبل له تأثيرات مفيدة على صحة الإنسان، وأثبتت أن سكان المناطق الجبلية أو زوارها الدائمين أقل تعرضًا لاضطرابات الدورة الدموية وأمراض القلب مقارنة مع نظرائهم من سكان ومرتادي السهول والوديان.
وفي تجارب للتعرف على آليات تكيف الإنسان مع الارتفاعات الشاهقة، قام متطوعون في الدراسة بتسلق جبل “تشاكالتايا” في بوليفيا والذي يرتفع 5300 متر عن سطح البحر.
وخلال التجارب قام العلماء بدراسة ملفات 20 متطوعا قرروا إجراء فحصوات دم شاملة لهم، قبل التسلقن وبعده،وبحسب “روسيا اليوم” فإن نتائج التحاليل أظهرت تكيف جسم الإنسان مع ظروف الارتفاعات العالية يحدث في غضون يوم واحد فقط.
وأظهرت التحاليل أن الصعود إلى ارتفاعات عالية لا يزيد من نسبة إنتاج الخلايا الحمراء في الدم فحسب ، بل يزيد من نشاط الخلايا القديمة الموجودة أصلا في الدم، ما يؤدي إلى تغذية أنسجة الجسم بالأوكسجين بشكل أفضل وتحسن ملحوظ في الصحة.
وللتأكد من قدرة الجسم على التكيف باستمرار مع التغير السريع في الارتفاعات، قام العلماء بتكرار التجارب على المتطوعين مرة أخرى بعد أسبوع، وبعد الاطلاع على الوضع الصحي للمتطوعين، تبين للعلماء أن الجسم قادر على تخزين طاقة التكيف السابق مع تغير الارتفاع لمدة تصل إلى 120 يوما، وبشكل عام يحسن صعود الجبال بشكل دوري من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
واكد باحثون سويسريون أن ممارسة الأنشطة الرياضية في الجبال مثل المشي لها فوائد أكثر على الجسم من ممارستها في مناطق السهول، حيث تقوي عضلات القلب والأوعية الدموية، كما أثبتت دراسات سابقة أن كبر حجم قلب وسلامة الأوعية الدموية لسكان المناطق الجبلية، لتتمكن من ضخ الدم بقوة أكبر تكيفا مع الطقس السائد هناك.