قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إن الحملة العسكرية على تنظيم الدولة في الموصل تجري بسرعة أكبر مما كان مخططا لها في البداية.
وأكد العبادي، الذي كان يتحدث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع مسؤولين رفيعين في الاجتماع الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية لبحث مستقبل الموصل، أن القوات العراقية تتقدم صوب المدينة بسرعة أكبر مما كان متصورا ومما كان مقررا في خطة الحملة.
وأعلن قائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي عبد الغني الأسدي استعادة السيطرة على ناحية برطلة ورفع العلم العراقي فيها.
وكانت قوات مكافحة الإرهاب قد شنت هجوما واسع النطاق على البلدة التي تقطنها غالبية مسيحية بهدف فتح ممر لتقدم القوات نحو مركز مدينة الموصل ، وشهدت العملية العسكرية مواجهات عنيفة مع مسلحي تنظيم الدولة .
وأعلن المتحدث باسم العمليات المشتركة إن العملية أسفرت أيضا عن مقتل ثمانين مسلحا من بينهم قادة في التنظيم
ومن جانبها، قالت قوات البيشمركة الكردية إنها شنت عمليات عسكرية واسعة النطاق في مناطق شرق وشمال الموصل، في سياق الهجوم المتواصل لطرد مسلحي تنظيم الدولة من ثاني أكبر المدن العراقية.
وتهدف هذه العمليات إلى تضييق الخناق على مسلحي التنظيم في آخر أقوى وأكبر معاقلهم في العراق.
تقدم الجيش العراقي من المحور الجنوبي في سياق الهجوم ذاته، بمشاركة من القوات الخاصة في طليعة الهجوم ، ويقول الجيش الأميركي إن ثمة مؤشرات على مغادرة قادة تنظيم الدولة الاسلامية لمدينة الموصل ، ويعتقد أن نحو 5 آلاف مسلح من التنظيم ما زالوا داخل المدينة.
وأفاد مصدر في قوات البيشمركة بأن تلك القوات وصلت إلى مركز ناحية النوران واقتحمت بعشيقة وسط اشتباكات عنيفة مع المسلحين .
وفي غضون ذلك، انضمت القوات الخاصة العراقية إلى الهجوم أمس بتقدمها قبيل الفجر في بلدة برطلة، حسبما نقلت وكالة اسوشييتد برس عن اللواء الركن معن السعدي.
وقال الفريق الأول الركن طالب شغاتي قائد العمليات العسكرية العراقية المشتركة ، إن القوات العراقية لم تواجه أية صعوبات خلال عملياته العسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل.
وأكد مصدر في قيادة عمليات نينوى أن قوات الجيش العراقي تحتشد في محور الكوير (جنوب شرق الموصل) لغرض التقدم وتنفيذ حملة تمشيط للقرى المحررة واقتحام الحمدانية شرقي الموصل.
وتواصل طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضرباتها الجوية على مواقع التنظيم لدعم تقدم القوات في هجومها على الأرض.
وفي الأيام القليلة الماضية، وصل آلاف اللاجئين من المناطق المحيطة بمدينة الموصل إلى معسكر خلف الحدود السورية مباشرة، حيث يواجهون هناك ظروفا شديدة الصعوبة.
وتقول منظمة “أنقذوا الأطفال” البريطانية إن نحو خمسة آلاف شخص فروا من مناطق القتال ووصلوا إلى مخيم في سوريا في الأيام العشرة الماضية، وثمة نحو ألف آخرين ينتظرون على الحدود.
وتقول الأمم الأمتحدة إنها تتوقع فرار ما لا يقل عن 200 ألف شخص في الأيام والأسابيع القادمة.
ويُعتقد بأن نحو 1.5 مليون مدنيٍّ لا يزالون في الموصل، ويقول بعض هؤلاء إن مسلحي التنظيم يمنعونهم من المغادرة وإنهم بدأوا يفتقدون الحاجات والتجهيزات الاساسية للعيش.
بدأ الهجوم لاستعادة المدينة الاثنين الماضي ، مع تقدم للقوات العراقية التي سيطرت على عدد من القرى على حافات المدينة تمهيدا للاندفاع إلى داخلها.
