يصعب التكهن بما تحمله الأيام المقبلة للدكتور محمد مرسي الرئيس المنتخب في ظل التحديات الداخلية والخارجية، وتربص الكثيرين به والرهان على فشله في مواجهة المشكلات والأزمات التي لا تنتهي وحرب الفلول المستمرة عليه، وسط هذا الزخم يدرك الكثيرون أن جماعة الإخوان المسلمين المشهود لأعضائها بالكفاءة وحسن التنظيم الذي أبهر الجميع بالداخل والخارج بمن فيهم المعارضون أنفسهم، ونجد السؤال الذي نفسه ونجيب عنه في السياق التالي هو هل يستعين الرئيس بخبرات الإخوان في مواجهة بعض الأزمات بصفتها جماعة مصرية مشهود لها بالكفاءة والتاريخ الخدمي المشرف بالمجتمع المصري ؟
الحراك الشعبي
في البداية أكد مصطفى علوي -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أن مرسي سيراهن على الحراك الشعبي الذي يمتلكه في ظل انتمائه لجماعة الإخوان، التي تعمل في الشارع المصري منذ سنوات طويلة، وسيركز في الفترة المقبلة على تحريك الشارع معه أكثر من الحرص على إرضاء الاغلبية الصامتة.
وأضاف علوي أنه سيواجه أزمة كبيرة، نظراً لأن مؤسسات الدولة لن تكون لديها رغبة حقيقية للعمل بكفاءة معه، ما سيجعله يلجأ إلى خيارين، إما أن يسعى لـ أخونة مؤسسات الدولة حتى يضمن أن تعمل معه بكفاءة، أو أن يغير من السياسات الفكرية لعمل المؤسسات بما يجعلها أكثر فاعلية، وللتغلب على الأزمات المفتعلة التي تمس المواطن المصري، مثل اختفاء البنزين والسولار واستمرار طوابير العيش، بخلاف كثير من الأزمات الاقتصادية التي يعيشها المواطن، وستساعد الجماعة مرسي بخبراتها وقوتها كثيراً في مواجهة تلك المشاكل .
وأكد علوي أن السياحة ستختلف كثيراً في ظل رئاسة مرسي ؛ لأن التيار السلفي القريب من الإخوان سيؤثر عليه حتى يتجه نحو السياحة الدينية التي ستعتمد على استغلال الأماكن والمزارات الدينية في مصر، والترويج إليها، وستتأثر قطاعات السياحة الأخرى، خصوصاً السياحة الشاطئية والمدن السياحية، ومنها شرم الشيخ، لأنهم سيحجمون بعض مميزاتها وخدماتها، مثل تقديم الخمر في الفنادق .
الشراكة الوطنية أفضل السبل
وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد -الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية- إن مرسى سيكون مطالباً بتنفيذ مبادئ التوافق الوطني التي قطعها على نفسه، ليتجه بجدية إلى تشكيل حكومة ائتلافية تلبي مطالب الشارع الذي يتألم منذ تنحي مبارك بسبب أخطاء قوى سياسية، موضحاً أن أفضل الطرق أمامه لكسب رضا الشارع هو أن يأتي بالدكتور محمد البرادعي على رأس حكومته، لأنه الشخص الوحيد الذي يشعر حقيقة بمشاكل الشعب في ظل انتشار العشوائيات وزيادة معدلات الفقر .
وأضاف أن الشارع لن ينتظر كثيراً حتى تتحقق مطالبه اليومية، لافتاً إلى أن الشراكة الوطنية أفضل السبل أمام مرسي للإفلات من مطبات أعضاء الحزب الوطني المنحل، الذين سيسعون لتصعيد الأزمات، خصوصاً أنهم ما زالوا يتحكمون في أساسيات الحياة مثل البنزين، والخبز .
الجماعة والحقائب الوزارية
وأشار الدكتور عبد السلام نوير -أستاذ العلوم السياسية جامعة اسيوط- أن مرسي سيلجأ لخبرة جماعة الإخوان في أول مشكلة تقابله لأنها الجماعة التي عاش فيها سنوات طويلة وكان يلجأ إليها في كل مهام حياته، مؤكدا أن مرسي لا يستطيع الاستغناء عن الجماعة خاصة أن الجماعة لها باع طويل وخبرة كبيرة في التعامل مع الشارع وكسب تأييده، وهو ما ظهر خلال الأيام السابقة منذ بداية الثورة وحتى تولي مرسي الحكم، وهو ما يجعل مرسي يفكر في إسناد أكبر عدد من الوزارات لجماعة الإخوان حتى يضمن مساعدتهم له .