سلط تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية”إيه اف بي” الضوء على محاولة تنظيم الدولة تعزيز وجوده في مصربعد خساراته الكبيرة التي مني بها في سوريا والعراق .
وقال التقرير: إن في الوقت الذي يخسر فيه تنظيم الدولة الأراضي في العراق وسوريا فإن أحد أشرس فروعه في مصر يكافح في مواجهة جيش مصر القوي للإبقاء على موضع قدم في شبه جزيرة سيناء ،وشن فرعها المعروف بولاية سيناء حرباً شرسة في شمال سيناء على الحدود مع إسرائيل ،مما أودى بحياة المئات من جنود الجيش والشرطة .
واضاف: لكن تنظيم الدولة فشل في الاستيلاء على المراكز السكانية ،مع محاولة واحدة في احتلال مدينة الشيخ زويد في 2015 ،مما أدى إلى إطلاق الجيش لطائرات “اف16” ضد المسلحين ،وبدلاً من ذلك حاول التنظيم الحفاظ على حرب الاستنزاف التي تتضمن تفخيخ الطرق ،ونيران القناصة والهجمات على نقاط التفتيش مثل هجوم يوم الخميس الماضي الذي أودى بحياة ثماني جنود .
ويقول جانتزن جارنت” الخبير بشئون الجماعات الإرهابية في مجموعة “نافانتي” لتقديم الاستشارات : ” النجاح الكبير للجيش هو قدرته على احتواء التمرد إلى حد كبير في شمال سيناء ، ومع ذلك ،فإن تحقيق انتصار حاسم على المسلحين يبدو أمراً صعب المنال ،وهو ما تبرهنه هجمات الخميس الماضي ، مضيفا: “حقق الجيش المصري تقدماً قصير الأمد ضد ولاية سيناء ،خلال العام الماضي إلا أن الحركة مازال لديها القدرة على التكيف ،ولا يجب تفسير ذلك بأنه نجاح طويل الأمد” .
ويلفت التقرير إلى زيادة التنظيم لعمليات اغتيالات الضباط وخطف وتعذيب للمخبرين المشتبه بهم ،حيث قاموا بخطف إثنين منه وقتلوهم علناً في شوارع العريش ،وخلال شهر نوفمبر وحده أعلنت وسائل الإعلام المصرية مقتل عشرة جنود ،ناهيك عن ثماني جنود قتلوا خلال يوم الخميس الماضي ،ومن المستحيل تأكيد محصلة القتلى في صفوف المسلحين ،الذين لا يعلنون عن قتلاهم ،في حين يقول الجيش إنه قتل المئات من المسلحين ،وينشر صور لجثثهم بين الحين والآخر .
ويقول المحلل مختار عوض “دائماً ما يكتنف الغموض ما يجري في سيناء ،عند تقييم الصورة ، بسبب القيود على التحقق”
ويؤكد أحد المسلحين الأسرى في التحقيقات إن هوية قائد التنظيم مجهولة ، وأنه يمرر التعليمات عبر مرؤوسية ،وتحت زعامة ما يسمى بالوالي تنقسم المسئوليات بين من يتولون الأمن والشئون العسكرية ،وصناعة القنابل ،في حين يتولى شادي المنيعي ،الإعلام بحسب تحقيقات النيابة المصرية التي اطلعت عليها الوكالة .
وختم التقرير بالإشارة إلى أن مجلس شورى التنظيم يضم مسلحين من قطاع غزة المجاور ، ومسلحين مخضرمين من المجموعة التي قامت لتفجيرات في المنتجعات السياحية في الفترة ما بين 2004 و2006 .