نشرت صحيفة “الأهرام الزراعي” الصادرة عن مؤسسة الأهرام المصرية، تقريرا صادما عن مشروع المليون ونصف مليون فدان بعنوان “فضيحة بالتسجيل الصوتي الخبراء: وزارة الري خدعت «الشعب والحكومة».. المقننات المائية تكفى زراعة ثلث أراضي الـ1.5 مليون فدان فقط”.
ووثقت «الأهرام الزراعي» تقريرها بتسجيل صوتي لورشة العمل التي كشف الخبراء خلالها تلك الحقائق ووضعها أمام الرأي العام، فيما يخص مشروع المليون ونصف مليون فدان، والذى كان من أهم مشاريع برامج عبد الفتاح السيسي أثناء ترشحه في انتخابات الرئاسة.
تخبط وعدم وضوح
وفي تصريح “للأهرام الزراعي” قال الدكتور عادل البلتاجي، وزير الزراعة الأسبق ومقرر مجلس بحوث الزراعة والغذاء بأكاديمية البحث العلمي المسئول عن إعداد الدراسات الفنية والاجتماعية والاقتصادية للمشروع القومي لاستصلاح وتنمية 1.5 مليون فدان، انه في بداية المشروع تم اقرار والتوقيع مع وزير الري على المساحات التي سيتم زراعتها والمقننات المائية اللازمة للمشروع لمدة مائة عام، ولكن مؤخرا فوجئنا بالخطاب الموجه من وزير الري الدكتور محمد عبد العاطي لرئيس مجلس الوزراء بخفض المساحة المقررة ومقننات مائية تكفى لزراعة 26% فقط من المساحة المعلنة، أي أنه سيتم زراعة 246 ألف فدان من واقع 933 ألف فدان في 10 مواقع.
فهل من المنطقي أن يعلن السيسي عن مشروع متكامل دون دراسة واضحة ومع الوقت يثبت أن المشروع غير قابل للتنفيذ؟ أم أنها كانت مجرد عناوين لمشروعات للتسويق السياسي وتسجيل إنجازات وهمية؟
مجردة من السياسة!!
وكان الدكتور عبد الغنى الجندي، عميد زراعة عين شمس الأسبق، وعضو الفريق البحثي للخارطة، قد أعلن تصريحات صحافية له أن الهدف كان تقديم دراسة للدولة مجردة من السياسة، ولكن الجزء الشائك مدى توافر المياه لـ 90% من المساحة المخصصة للزراعة والتي تعتمد على المياه الجوفية.
وقال، إن وزارة الري تطرح استخدام الطاقة الشمسية وتحدد 8 ساعات للري، ولكن عمليا فان استخدام الطاقة الشمسية سيحتم الري خلال النهار مما سيساعد على فقد 50% من المياه الموجهة للري.
من زاويته يرى ن. م . ا رئيس قسم بأحد الهيئات الزراعية بالقاهرة في تصريحات لـ”رصد” أن المسألة من البداية كانت معروفة والدولة كانت على علم لكن النظام كان يرغب في الترويج لنفسه سياسيا ويرتب لتحميل غيره المسئولية عند ظهور الحقيقة. ويستطرد: من المعلوم أن المقننات المائية في مكان المشروع لن تكفي لهذه المساحة كلها وإن لم تكن الدولة على دراية بهذا فهي كارثة أكبر.
أمر متوقع
وعطفا على ذلك قال الكاتب الصحافي والإعلامي سليم عزوز في تصريحات لشبكة الجزيرة من الملاحظ أن كل المشروعات التي أعلن عنها السيسي في بداية ترشحه للانتخابات الرئاسية قد شابها العوار والريبة فنجده كذب على الناس بتفريعة قناة السويس ثم اتضحت الخدعة في المليون وحدة سكنية والمشاكل الفنية والإدارية في العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك التلاعب بأحلام الناس في شبكة الطرق التي وعد بها في ٢٠١٤ ويؤكد: الأمر ليس مستغربا على رجل عسكري لم يسجل أي خبرات فنية في أي مجالات علمية أو فنية.
الجهل والاستخفاف
وبحسب رئيس قسم التخطيط بالجامعة العالمية الجديدة – إسطنبول، عبد العزيز محمد، في تصريح لـ” رصد” فإن السيسي عندما يعلن رسميًا عن مشروع ويتضح فيه هذا العوار واحتمالية الفشل على النحو المذكور فهذا لا يعني سوى أنه جاهل على المستوى الفني بأبسط مواصفات المشروع أو أنه على علم بهذه العيوب التي تجعل المشروع غير قابل للتنفيذ وفي هذه الحالة فهو يستخف بعقول الشعب ولا يقدره من الأساس.
فهل يظل المصريون في انتظار التنفيذ العملي لأحد وعود السيسي المستمرة أم أنهم أصبحوا ينتظرون النتائج السلبية لكل مشروع تلو الآخر؟!
