أفريل 2008 : زعيم الثورة،والنهضة الكوبية، الراحل فيديل كاسترو، يتنحّى نهائيا، عن أي منصب سياسي، أو عسكري، كاسترو كان قد سلّم مهامه لشقيقه راؤول، العام 2006، بعد جراحة معوية، بسيطة..
ربيع 2013 : الرئيس الجزائري بوتفليقة، وفي عزّ غيبوبته، بعد جلطته الدماغية، غير العابرة، بمشفى فال دو غراس الفرنسي، استفسر وحسب مصادر إعلامية جزائرية، عن أخبار معشوقته الأبدية”الجزائر”، ومُبديا رغبته، في إكمال مسيرته، بوتفليقة كان سؤاله الأكثر إلحاحا: هل هناك من اعتلى الجزائريين، وامتطى ظهورهم في غيابه..؟
أما بعد:
في الجزائر فقط، تعلو العين على الحاجب، عينُ بوتفليقة، عزيز الجزائر، وسلطان حريمها، وفحولها، ففي الوقت الذي ينتظر فيه الشعب الجزائري، إعلانا رسميا، عن عجز الرئيس نهائيا، ودون مواربة، أو نفاق، يصرّ عدد من البغاة، دعاة البغاء السياسي، على العبط والاستعباط، وهاهم يتحدثون، ودون حياء، عن عهدة خامسة، نكاية في الإنقلابيين..الله أكبر، أنعم وأكرم..
خرجات ساسة، موالاة الفساد، والتفسّخ، لم تكن حركات استعراضية، بل تبعية لأعداء الجزائر الأبديين، وإهانة لتاريخها، ونعيا لمستقبلها، فالسيد الرئيس حسبهم، باقٍ، لا مجاملة ولا حبّا في كرسي، ولكنه ببساطة، لأنه من ذوي كل الحقوق السياسية، بعد أن مسح الإرهاب بكل أشكاله، وصان الخزائن، وبنى المدائن؟
ورغم زلزال العهدة الرابعة، والذي لتزال تداعياته حاضرة، بعد أن جاوز كل الحدود، والأعراف، وخرق الدستور، والقانون، وجعل صفوة الأدب، والثورة، وحتى الرياضة، يُحجمون عن مساندة بوتفليقة “المريض”، فالكاتبة العالمية، أحلام مستغانمي، قالت حينها، أن الرجل شكّل طوال فترة حكمه، وعي جيلٍ، على فسيفساء جُرمية، لكارثة منظورة ـ نعيش تفاصيلها اليوم ـ ، مؤكدة على ضرورة المحاسبة، لأن ما سُرق، كان حلما، بولاء مقيت، استبعد الكفاءة، وقدوة حسن التسيير، وقمم نُبوغ الأداء، أما أيقونة الثورة الجزائرية، جميلة بوحيرد، فذهبت إلى أكثر من ذلك، حين حضّت على تحكيم الشارع.
واليوم على كل جزائري حرّ، وما بقي من طبقة سياسية، وعسكرية، ومدنية، وحقوقية، شريفة، أن تحشر أنفها، وتبسط رجلها، للردّ على هؤلاء النواكر الجُرب، قولا وفعلا، سعيهم لوصم الجزائر بالخزي، والعار، ثانية.
ولكلّ الوصوليين الإنتهازيين، دخلاء السياسة، “كومبارسات” الثورة، القائلين بقدرة الرئيس على القيادة المظفرة نقول: هل خرج الرئيس متحدثا للشعب، ومنذ قرابة الأربع سنوات، أوأكثر، بالصوت الجهوري، والصورة الشفافة، كما ينصّ عليه الدستور؟ و هل وقف مصافحا، وجلس ُمنصتا، دون أن تُعاوده آثار الجلطة؟ وهل استوقف وزراء، ومسؤولين في الجيش، والدولة ناصحا، مُدبّرا ؟ وهل استقبل ضيوف الجزائر، دون أن نتعرّض بعدها للتنكيت، والشّماتة؟ وهل..وهل..وهل..؟؟
هي أجندة فرنسا، والتي وجب علينا، أن نُفحم كل فاهٍ مأجورٍ، حاقدٍ، ذليلٍ، لها، ونُذكّره في حلّنا، وترحالنا، أن الجزائر ليست للبيع، يا أوغاد، وإن لم نفعل، جاز لرويدا العطية، ولغيرها، أن يسخروا، ويسخر العالم، وكلّ شعوب المعمورة، من الجزائر، أرضا، وشعبا.