شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

العمليات الإرهابية في تركيا.. هل يعاقب الغرب أردوغان؟

العمليات الإرهابية في تركيا.. هل يعاقب الغرب أردوغان؟
لم يعد هناك أدنى شك لدى المتابعين للشأن التركي بأنه ثمة من يسعى لتفكيك عناصر الدولة على شكلها الذي يسعى لتثبيته أردوغان، ويعكس هذه النظرة تكرار العمليات الإرهابية داخل تركيا ما بين العاصمة أنقرة وعاصمة السياحة أسطنبول ومسقط

لم يعد هناك أدنى شك لدى المتابعين للشأن التركي بأنه ثمة من يسعى لتفكيك عناصر الدولة على شكلها الذي يسعى لتثبيته أردوغان، ويعكس هذه النظرة تكرار العمليات الإرهابية داخل تركيا ما بين العاصمة أنقرة وعاصمة السياحة أسطنبول ومسقط الأكراد ديار بكر.
فمن يقف وراء كثافة العمليات العنيفة ضد عسكريين ومدنيين في تركيا؟ وما هي مؤشرات تورط جهات بعينها في هذه العمليات؟ وما هي الرسائل التي تحملها تلك العمليات؟
الخروج عن طاعة الغرب
يرى المحلل السياسي السوري هيثم سندان، أن تركيا خطت خطوات عديدة على غير ما كان يريده الغرب لها، وخاصة الولايات المتحدة التي لا تسمح باستمرار التجربة التركية في النجاح، وأظهرت العديد من المؤشرات عدمَ رغبتها في صعود أنقرة خاصة على المستوى الاقتصادي، ويستطرد: “من هنا فإن أصابع أمريكا والغرب ليست بعيدة عن تلك العمليات وإن أظهرت الولايات المتحدة غير ذلك”.

ويقول إن هناك عوامل عدة زادت من مستوى العداء الذي قد يكون بعضه خفيًا بين أمريكا والغرب من ناحية، وتركيا من ناحية أخرى، على رأسها إصرار تركيا على لعب دور مهم في القضية السورية سواء عسكريًا بعملية درع الفرات، أو سياسيا بالتحالف مع موسكو وتزعم اتفاق وقف إطلاق النار الأخير. فضلاً عن إعلان أنقرة أن صبرها قد نفد مع أوروبا وأنها قد تتجه اتجاهات أخرى فيما يخص التبادل التجاري والتحالفات.

جهات في مرمى الاتهام
العديد من الخبراء العسكريين والسياسيين يرون أن العمليات الإرهابية من تفجيرات أو إطلاق نار في تركيا قد تدعو لشيء من الدهشة نظرًا لتعدد الجهات والتنظيمات التي تستهدف تركيا كدولة. 
ويقول الكاتب السوري خورشيد دلي في مقال له بعنوان” رسائل تفجيرات تركيا” : دائما ما نشهد عقب كل تفجير توجيه الاتهام إلى التنظيميْن (داعش وحزب العمال الكردستاني)، رغم اختلافهما في الأهداف والبرامج والأيديولوجيا.
وإذا كان حزب العمال الكردستاني نادرًا ما يعلن مسؤوليته عن هذه التفجيرات بل وأحيانا يدينها، فإن تنظيم داعش بدأ في الفترة الأخيرة يتبنى هذه المسؤولية، لا سيما بعد إعلانه الحرب على تركيا بسبب انخراطها في الحرب عليه. كذلك لا يتوانى تنظيم صقور حرية كردستان في إعلان مسؤوليته عن بعض هذه التفجيرات.
ويستطرد: هذا التبني يعقد الأمر أكثر نظرا لطبيعة هذا التنظيم الغامض وحجم الشكوك في قدرته على تنفيذ مثل هذه التفجيرات المحكمة التدبير، والتي غالبا ما تحصل في قلب المدن الكبرى وتستهدف مقار الجيش والمؤسسات الأمنية والرموز السياحية، وتحتاج لخبرة كبيرة وإمكانات نوعية وكوادر مدربة ومعلومات دقيقة عن الجهة المستهدفة، لا يُعتقد توفرها لدى هذا التنظيم.
بعيدا عن داعش وحزب العمال الكردستاني، تتوجه الأنظار أيضا إلى حركة الخدمة بزعامة فتح الله غولن المتهم بالوقوف وراء الانقلاب العسكري الفاشل، حيث ثمة قناعة عميقة لدى الحكومة التركية بأن الحركة ما زال لديها أنصار كثر داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية، وأن هؤلاء يعملون بشكل سري ودقيق لضرب بنية الحكم، وما هذه التفجيرات إلا وسيلة لتحقيق مبتغاهم بعد أن فشل الانقلاب العسكري.
وعليه فإن جملة الرسائل السياسية والأمنية تتقاطع مع بعضها، وتشي بأن الهدف منها هو ضرب حكم حزب العدالة والتنمية، وتحميل أردوغان المسؤولية عنها على خلفية خياراته السياسية.

صراعات داخلية
من حانبه يرى الدكتور محمد العادل أكاديمي وسياسي، بأن هذه العمليات غير بعيدة عن الصراعات الجارية داخل المؤسسة العسكرية والأمنية التركية، وأن قضية “الدولة السرية” أو “دولة الظل” التي يتحدث عنها أردوغان هي حقيقة قائمة في صلب بنيان النظام السياسي للبلاد.
ويتفق الدكتور العادل في ذلك مع خورشيد دلي في أن هذه العمليات تعكس هذا الصراع حيث ثمة جهات داخل المؤسسة العسكرية والأمنية ترفض سياسات أردوغان الداخلية، والتي تنحو منحى الأسلمة التدريجية وتغيير هوية الدولة والمجتمع، للتخلص من إرث أتاتورك وتطلعا إلى تركيا منسجمة مع هويتها الإسلامية، وما يترتب على ذلك من خيارات سياسية داخلية وخارجية.
نتائج متوقعة
ويرى بعض الخبراء أن متوالية العمليات الإرهابية داخل تركيا سيدفع بأنقرة في اتجاهين أحدهما داخلي وهو التصعيد الأمني ضد المنطمات التي تشتبه بها الدولة وزيادة في قوة القبضة الأمنية، والآخر خارجي يحمل في مضمونه مزيدا من الانفكاك عن الغرب ويطير بجناحين أحدهما يمثل مزيدا من الإنتاج والصعود الصناعي والآخر يمثل تقاربا مع معسكر روسيا – الصين وهو ما يحمل رسالة واضحة للولايات المتحدة والغرب مفادها أن البدائل متوفرة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023