قرر النظام المصري أن يفتتح العام الجديد بإغلاق مكتبه جديدة من مكتبات الكرامة التي يحرص دائما على إغلاقها.
وعاودت قوات الأمن المصرية الهجوم على مكتبات الكرامة، التابعة للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، في حين أطلق النشطاء هاشتاجا على تويتر للتفاعل مع التعدي على حرية المعرفة في مصر.
وكتب الناشط الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة، على تويتر: “أمن الدولة هجم على مكتبتين تاني، لكن كانت مغلقة”.
رسالة لمشيرة خطاب
ووجه “عيد” رسائل للسفيرة مشيرة خطاب، المرشحة لمنصب مدير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، لزيارة المكتبات ومساعدته في إعادة فتحها مرة أخرى، قائلا: “ندعوك لزيارتها لتريها على الواقع.. ماذا نفعل؟”.
وقال “عيد” في تغريدة أخرى: “شاب مصري بالكويت، أرسل مبلغ لقريبه يشتري كتب جلال عامر وبلال فضل ليهديها لمكتبات الكرامة، ميعرفش إن الأمن قفلها”.
زيارة مشيرة خطاب
وزارت مشيرة خطاب، المرشحة المصرية لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو مكتبة الكرامة بمنطقة دار السلام بعد إغلاقها من قبل الأمن الوطني، مساء امس.
وأوضح جمال عيد، مؤسس المكتبة بمبادرة من الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أنه دعاها لزيارة المكتبة ورؤيتها على الواقع بعد ما وصفه بهجوم أمن الدولة عليها ولكنها كانت مغلقة، واستجابت للزيارة، مطالبا النظام أن يبعد خصومته الشخصية معه عن المكتبات .
وأضاف: “السفيرة لقت عندنا رباعيات صلاح جاهين وشخصية مصر لجمال حمدان، وأورج في مكانه من وقت آخر حفلة موسيقية قام بيها الأطفال”.
وقال “عيد”: “أثناء الزيارة أعرب بعض من الآباء والأمهات من ذوي الأطفال المُستفيدين من الخدمات التي دأبت الكرامة على تقديمها في السابق عن استيائهم من إغلاق المكتبة للمرشحة لمنصب مدير عام مُنظمة اليونسكو، وشارك الصغار من رواد المكتبة السابقين كذلك في المشهد، فيما ظن أحد الصغار أن الزيارة تعني انفراجة قريبة لحالة التوقف في المكتبة”، مضيفًا أن الطفل باغت مشيرة خطاب بسؤال: “هي المكتبة هتفتح إمتى يا ميس؟”.
وتابع: “السفيرة شافت آخر سجل للزيارات، بلغ عدد زيارات 4100 زيارة من أطفال وشباب نوفمبر، وفي في شهر ديسمبر صفر، وأُعجبت السفيرة بالوجبة المعرفية التي تُقدمها المكتبة ونوعية الكتب المتواجدة ومن ثم ضرورة تشجيعها لا العكس، وأكدت أنها ستبذل قصارى جُهدها لدعم المكتبات”.
وأردف عيد: “قلت للسفيرة أن الدولة بتفجر في الخصومة، لو في خصومة مع جمال عيد، يبقى خلي مكتبات الأطفال بعيد عنها”.
وقال المحامي الحقوقي إنه يأمل أن تعود الزيارة بالنفع على قضية مكتبات الكرامة. وتابع: “علشان الناس مش علشاني علشان الأطفال، واهتمام السفيرة بزيارة الكرامة أمر طبيعي في ظل ترشحها لمنصب مدير عام اليونسكو التي تستهدف بالأساس دعم الثقافة والفنون في بلدان العالم الثالث”.
غضب على مواقع التواصل الاجتماعي
وعقب إعلان عيد عن اقتحام الأمن للمكتبتين دشن النشطاء هاشتاج “#لا_لغلق_مكتبات_الكرامة” عبر تويتر، والذي احتل المركز الثالث في قائمة أعلى الوسوم تداولا. واستحوذ هاشتاج “#لا.. لغلق مكتبات الكرامة” على أعلى نسبة تداول على شبكات التواصل الاجتماعي.
وندد المحامي الحقوقي، نجاد البرعي، بمعاودة الأمن للهجوم على مكتبات “الكرامة”، التابعة للشبكة العربية لحقوق الإنسان.
وكتب “البرعي” عبر حسابه الشخصي على “تويتر”: “#لا_لغلق_مكتبات_الكرامة، لا يجب حرمان الأطفال الفقراء من القراءة؛ لا تتركوهم فريسة للإرهاب لأنكم لا تحبون جمال عيد.. دعوا الزهور تتفتح”، إشارةً لمدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
وغردت الناشطة السياسية منى سيف: “يا ريت كانت كل منطقة سكنية فيها مكتبة من مكتبات الكرامة، مساحة آمنة للأطفال والشباب يقرأوا ويشاركوا في انشطة مختلفة”.
الناشط الحقوقي زياد العليمي، أدان إغلاق مكتبين من سلسة مكتبات الكرامة، التابعة للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
وقال “العليمي”، في تدوينة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “النظام اللي بيحارب العلم والمعرفة، بيربي إرهابيين، وبيربط مصيره بمصيرهم”.
وأضاف الإعلامي جمال سلطان: “في بلد تنشغل فيه أجهزتها الأمنية والإدارية بغلق مكتبات الأطفال يصعب أن تنتظر لها أي مستقبل في العلم أو حتى الإنسانية”.
وغرد رامي جاد: “اقفل المكتبه يابني عشان العسكر بيتقمصوا من الكتب”.
4100 شخص مستفيد من المكتبات
وطبقا لجمال عيد، فإن عدد المستفيدين من مكتبات الكرامة في شهر نوفمبر 2016 قد بلغ 4100، شخص، بينهم أطفال وشباب، فيما تراجعت تلك الأعداد في ديسمبر بعد أن أغلق الأمن ثلاث مكتبات بالقوة في منطقة طرة ودار السلام (جنوب القاهرة) ومدينة الزقازيق، وأُغلقت مكتبة عين الصيرة (جنوب القاهرة) خوفا من المداهمة، فيما تم إغلاق اثنتين طوعيا، في الخانكة وبولاق (وسط القاهرة).
وتعد مكتبات الكرامة من مشروعات الخدمة العامة، وتتيح المطالعة والاستعارة إلى جانب الأنشطة التثقيفية، وهي واحدة من ضمن مشروع إنشاء مكتبات للقراءة في الأحياء الشعبية الفقيرة، بدعم من عيد بعد أن فاز بجائزة دولية في 2011، حيث خصص مبلغ الجائزة، إلا أنه تم إغلاق هذه المكتبات خلال الشهرين الماضيين.