يرى الكاتب والمحلل السياسي عمرو خليفة أن عام 2017 ربما يشهد خروج السيسي من السلطة ،نظراً للإخفاقات المتكررة التي شهدتها فترة حكمه .
يقول الكاتب في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني: إن العام الجديد دائماً ما يبدأ بالأمل ،لكن منذ أن تولى عبدالفتاح السيسي مقاليد السلطة ،أصبح الأمل صعب المنال ، وخلال حديثي مع أحد المعارف في نيويورك ،الذي وصل للتو من مصر ،تأكد لدى أن الغضب المتزايد وفقدان الأمل أصبحا الطبيعة الجديدة للمصريين .
ويلفت صديق الكاتب إلى أن مرتبه في نيويورك لن يكفيه للعيش في مصر ويقول “اشترينا غسالة قبل ثلاث سنوات بـ 3500 جنيه مصر (195 دولار) ،والآن نفس الغسالة ب 17.000 جنيه مصري (945 دولار) .
مطرقة تبحث عن مسامير
يضيف الكاتب: ان السبب في فشل السيسي الأساسي ينبع من عقليته العسكرية ;وهو تطبيق للمثل القائل :إذا كنت مطرقة ،فإن كل مشاكلك ستراها كمسمار يجب أن يثبت في الأرض ،بغض النظر عن تلك ” المسامير” ،سواء كانوا مصريين سلميين من ذوي القناعات الإسلامية أو نشطاء من أصحاب الميول الثورية أو مثقفين أو صحفيين أو غير ذلك ،وبعد بمجيئه إلى السلطة أراد السيسي أن يكون الصوت الوحيد المسموع من المصريين، وبالرغم من التأكيدات التي تقول أن السيسي كان واحدا من عدد قليل من المسؤولين الذين دبروا مجزرة رابعة، التي قتل فيها ما يزيد عن 1000 من المصريين إلا أنه لم يكن لديه مشكلة في أن يصبح رئيسا لأن التصور العام لديه أنه سيخلص مصر من الإخوان المسلمين والذي من شأنه أن يكون كافياً لضمان ترشحه للسباق الرئاسي .
إخراس المنتقدين
ويتابع: لم يستغرق الوقت طويلاً ،بعد سجن السيسي لـ60.000 من المصريين المعارضين له ،حتى بدأ من الواضح أن النظام سيوسع من إسكاته للمصريين باستهداف منظمات المجتمع المدني ، ويدعي السيسي أن البلاد تتمتع بحرية صحافة “غير مسبوقة” إلا أن منظمة صحفيين لا حدود وصفته بالمفترس لحرية الصحافة، كما انالسيسي فشل فشلاً ذريعاً في المجال الاقتصادي ،وزاد من تعقيد الوضع عن طريق سوء إدارته للعديد من العلاقات الخارجية ،خاصة مع دول الخليج التي فقدت الإيمان بحسن إدارته ،وشعر الجميع بعدم وقوف السيسي في صفهم بما في ذلك الإماراتيين والسعوديين والطبقة المتوسطة والفقيرة في مصر والمسيحيين ،وبدأو في القفز سريعاً من السفينة .
غرد الملياردير المصري ،نجيب ساويرس على تويتر قائلاً “لا أدري كيف كانت2016 بالنسبة لكم ، لكنها بالنسبة لي كانت فظيعة” ، وإذا كانت الأمور غير مستقرة سياسياً واقتصادياً ،بالنسبة لرجل منتمي إلى الطبقة العليا ،إذاً كيف عاش الأغلبية العظمى لتسعين مليون تحت قيادة السيسي .
ويتوقع الكاتب أن يكون السبب في أن يتحول السيسي إلى مواطن عادي أو أن يلقى نفس مصير سابقيه من الرؤساء ،هو الاقتصاد الذي يمثل حبل المشنقة بالنسبة له بعد أن اتخذ قرار تعويم الجنيه المصري تطبيقاً لشروط صندوق النقد الدولي ، ويبين الكاتب انه خلال حواره مع العديد من المحللين في نوفمبر ،أكدوا له أن التضخم سيصل إلى أرقام غير مسبوقة ، ،وعندما يشعر الكثير من المصريين بالبرد ،والجوع والعضب ،لن تستطيع أي حسابات سياسية أن تعوق الفيضان الذي لا يمكن تجنبه .
منجم أسلحة والشعب جائع
ويواصل الكاتب تحليله: أحد العوامل التي تسرع النهاية السياسية للسيسي هو عدم القدرة على قيادة الأمة دون إنجاز أي شيء سوى أنه رجل عسكري ،ويعلم السيسي جيداً أن الأمة تغرق بسرعة إلى أدنى مستويات اقتصادية غير مسبوقة ،إلا أنه نجح في أن تكون البلاد ثاني أكبر مستورد للأسلحة ،بعد قطر في 2015 ،بأنفاق يبلغ 12 مليار دولار .
وعند التفكير في قصة السيسي ،نتذكر أن السياسة والبقاء في السلطة أشبه بمكعب “روبيك” من التحالفات وبناء العلاقات ،واستعدى مرسي قبله العيد من معسكرات القوى ودفع الثمن ،ونسى السيسي ذلك ،وسيذُكره العام المقبل ، وفي اللحظة التي ستبدأ فيها الشرطة أو الجيش إدراك أن رئاسته تتعارض مع مصالحهم ،ستكون لحظة تاريخية .
وختم الكاتب: لا أحد في كامل قواه العقلية يمكن أن يحدد اليوم الذي سيتم فيه إزالة السيسي من السلطة، ولكن الأمر المؤكد أن السيسي بدلا من محاولة تصحيح عدد لا يحصى من أخطاء الحكم، لا يزال يسير نحو الهاوية مع موهبته التراجيدية الكوميدية الخاصة..اذا استمر هذا الامر، فإن التوقع الجديد سيكون واقعا قبل نهاية العام الجاري”.