تسبب حادث إطلاق النار في مطار فلوريدا، مساء امس الجمعة، في إثارة الجدل مجددًا حول أنظمة فحص وتأمين المطارات، والذي بدأ الحديث عنه بعد تفجيرات داخل صالة الركاب في مطار بروكسل في مارس عام 2016، أسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة المئات.
ويؤكد خبراء، أن بعض الاماكن داخل المطارات مستحيل تأمينها بشكل كامل، خاصة في المناطق العامة الكبيرة في المطارات الأميركية، بالرغم من إنفاق مليارات الدولارات على الأمن.
يقول خبير الطيران روبرت مان، بحسب “سكاي نيوز”، إنه “بالنسبة لمسألة أن هذا لم يحدث في منطقة آمنة.. فإن الواقعة لا تدل في الحقيقة على أي شيء يتعلق بأمن المطار”.
وأضاف “أي شخص يمكن أن يدخل حانة وأي شخص يمكن أن يدخل صالة استلام الحقائب، كل منهما غير آمن”.
وتابع: بشكل عام، فإن أمن المطارات يتركز على حماية الطائرات من المهاجمين المحتملين والعبوات الناسفة، وليست حماية جميع الصالات العامة، مما يسهل دخول العامة إلى معظم الأماكن في صالات الركاب دون فحص رسمي قبل مرور الركاب بحاجز التفتيش كي يصلوا إلى بوابات المغادرة.
وبعد حادث فلوريدا قالت جهات إنفاذ القانون في العديد من المطارات الأميركية إنها كثفت الوجود الأمني بما في ذلك في شيكاغو ونيويورك.
تأمين قوات الاحتلال للمطارات
ومن جهة اخرى، اتخذ البعض مطار “بن جوريون” في الأراضي المحتلة، مثالًا للتأمين الشامل للمطارات، حيث تقوم شركات أمن خاصة دربها جهاز الأمن الداخلي (شين بيت)، ويدعمها ضباط شرطة بفحص الركاب وتوجيه أسئلة للمسافرين واستخدام أجهزة رصد القنابل عند مدخل المطار.
عيوب توسيع نطاق التأمين
ويعتقد خبراء أن هذا الإسلوب المتبع في مطار “بن جوريون” له عيوب، ومن المتوقع أن يؤدي إلى تغيير الهدف إلى جزء آخر من المطار.
وقال هنري هارتفيلت المحلل بقطاع الطيران: “من غير العملي لوجيستيا للأسف محاولة حماية هذه المناطق، والسبب هو أنه مهما حاولت مد الحدود ستظل هناك دائما منطقة هشة يمكن استهدافها”.
وأكد هارتفيلت، إن التأمين بهذا الشكل ستكون تكلفة تطبيقه كبيرة، نظرا لعدد المطارات الأميركية الكبيرة.
حوادث سابقة 2016
وخلال عام 2016، شهدت عدة مطارات حول العالم هجوما دمويا، أبرزها تفجيرات مطار بروكسل ومترو الأنفاق، مما أسفر عن العشرات من القتلى والمصابين، في الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة في وقت لاحق، كما استهدف مطار أتاتورك في مدينة إسطنبول، أدى إلى مقتل 45 شخصا على الأقل من 9 جنسيات بخلاف التركية، وإصابة أكثر من 230 آخرين، الامر الذي كشف خللا أمنيا كبيرا في البلاد.