شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

التقارب المصري مع حماس بين التفاؤل والاستهلاك السياسي

التقارب المصري مع حماس بين  التفاؤل والاستهلاك السياسي
جاءت أنباء التقارب بين مصر وحركة حماس الفلسطينية لتحدث ردود أفعال متباينة، ما بين التفاؤل بهذه الأنباء وهذا التقارب، ومن يري أن هذا التقارب المعلن عنه مجرد حبر على ورق وأنه للاستهلاك السياسي فقط

جاءت أنباء التقارب بين مصر وحركة  حماس الفلسطينية لتحدث ردود أفعال متباينة، ما بين التفاؤل بهذه الأنباء وهذا التقارب، ومن يري أن هذا التقارب المعلن عنه مجرد حبر على ورق وأنه للاستهلاك السياسي فقط، خاصة أن هذا التقارب إُعلن عنه أكثر من مرة ولم يتم تفعيله على الأرض سواء من حيث حصار القطاع أو من ناحية فتح معبر رفح.

يرى الرأي المتفائل أن الطرفين أدركا حاجة كل منهما للآخر ولابد من تعاون سياسي وأمني للحفاظ على أمن مصر وغزة على حد سواء، واستكمال مشاورات المصالحة واستمرار دعم مصر للقضية الفلسطينية، فضلا عن أن غزة تمثل عمقا إستراتيجيًّا للأمن القومي المصري بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية خاصة إذا تم تفعيل المنطقة الحرة بين مصر وقطاع غزة كما هو متفق عليه.

يقول السفير إبراهيم يسري، وكيل وزارة الخارجية الأسبق: “إن ما يتردد عن تقارب بين مصر وحماس وتحسين للعلاقات بينهما هو كلام على ورق للاستهلاك السياسي والتهدئة وليس للتفعيل خاصة من جانب الطرف المصري لأنه لا توجد بوادر حقيقية على الأرض تؤكد هذا التوجه، أما بالنسبة لحماس فهي لا تريد الصدام مع نظام السيسي خاصة في ظل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة ولا سيما أنها ليست في صالح حماس وبالتالي لا تريد التصعيد مع مصر وتريد علي الأقل ان يكون شعار المرحلة هو التهدئة”.

وأضاف “يسري” في تصريحات خاصة لـ “رصد”: “الواقع يؤكد عكس ما يقال تماما فإذا كان النظام المصري جادا في هذا التقارب فليفتح معبر رفح أو يكف عما يحدث علي الحدود المصرية مع غزة أو يتوقف عن سياسة إغلاق الانفاق بل وإغراقها بالمياه والحصار الشديد للقطاع بشكل لم يسبق له مثيل، فضلا عن تغيير موقف الإعلام المصري من حماس الذي دأب على اتهامها بالإرهاب تارة وبالتواطؤ ضد أمن مصر تارة أخرى وبالتالي كل ما يقال عن تقارب في تقديري هو غير مقنع”.

وحول رؤيته للسياسة الخارجية المصرية، أكد السفير “يسري” أنها  لا تحتكم إلى معايير السياسة الخارجية المعمول بها في العلاقات الدولية كما تفعل الدول الأخرى فهي متخبطة، متابعا بقوله: “يمكن القول أنه لا توجد سياسة خارجية مصرية في عهد السيسي، فلو هناك سياسة حقيقية ما كان التعامل مع حماس وغزة تحديدا بهذا الشكل الذي يصب في مصلحة الكيان الصهيوني ومحاولة حصارها، ولكان التعامل مختلفا كونها تمثل عمقا إستراتيجيا وبوابة مهمة للأمن القومي المصري”.

الكاتب الصحفي فهمي هويدي، أشار في تصريحات صحفية ه، إلى أن القاهرة تجاوزت موضوع شيطنة الحركة كما كان في السابق.

وأكد “هويدي” أن مفتاح التقارب بين نظام  السيسي وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” يرجع إلى حاجة الأولى لقطاع غزة والعكس، وهذه حقيقة ينبغي أن تكون حاضرة دائمًا، مضيفا: “نحن في بدايات رحلة طويلة في العلاقة بين مصر وحماس، المهم فيها الاتجاه الصحيح، وليس بالضرورة الخطوات التي يتم اتخاذها في ذلك الاتجاه”.

وأوضح هويدي أن المطلوب لإحداث التقارب في الجانب المصري أكثر منه في الجانب الفلسطيني، بأن تكون سعة الصدر أكثر، في إشارة إلى “الحملات الإعلامية المصرية التي كانت تتضمن تلفيقات وإشارات غير صحيحة”.

ولفت “هويدي” إلى وجود مسائل عالقة حتى اللحظة كـالمختطفين الأربعة، وانتظام فتح معبر رفح، لكن “هذه المسائل نريد أن نشجع التوافق فيها ولا نبحث عن الثغرات فيها”، بحسب تصريحاته.

وشدد “هويدي” على “أن الطرفين أدركا أن لهما مصلحة في التوافق أو التصالح”، لافتًا النظر إلى تجاوز الالتباسات لدى مصر في السنوات الماضية. وهذا الأمر اقترن، وفق “هويدي”، بوقف الحملات الإعلامية بين الطرفين، مؤكدا أن “الأمور بحاجة إلى مزيد من الوقت حتى يتم إدراك إذا ما كان هذا التحول تكتيكيا أم إستراتيجيا، بمعنى أن هذا التطور والتحول بين مصر وحماس هل هو لمرحلة معينة أم سياسة جديدة؟”، بحسب ما قال.

ويرى طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة “الأيام” الفلسطينية في تصريحات صحفية اإن “هناك العديد من الإشارات لتحسين العلاقة بين مصر وحماس”، مضيفا: “السلطات المصرية تدرك جيدا أن العلاقة مع حماس المسيطرة على غزة، ستحمل للقاهرة آثارا إيجابية على الصعيد الاقتصادي والأمني والسياسي، وبدورها قدمت حماس إشارات على أنها معنية بعلاقة جيدة مع السلطات المصرية وفض الاشتباك القديم”.

وشهد العام الماضي نوعا من التحسن الإيجابي في العلاقة بين النظام المصري و”حماس”، بعد أن سادت علاقة متوترة، عقب الإطاحة، في 3 يوليو 2013، بمحمد مرسي، أول رئيس مدني مصري منتخب ديمقراطيا، والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وفي 12 مارس 2016، وصل وفد من “حماس” إلى القاهرة، حيث عقد لقاء مع مسؤولين مصريين بحثوا خلاله العلاقة الثنائية. وقالت الحركة إن الزيارة فتحت صفحة جديدة في العلاقة بين الطرفين.

ووفق “عوكل”: “يلعب الاقتصاد دورا مهما في تحسين العلاقة بين الجانبين، فحماس تسعى إلى لتحسين الوضع المعيشي والإنساني لسكان القطاع (قرابة مليوني نسمة) المحاصرين للعام العاشر على التوالي، وفي الوقت نفسه من شأن الانفتاح التجاري على غزة أن ينعكس إيجابا على اقتصاد مصر”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023