خطفت قناة الجزيرة القطرية الأضواء مجدداً وتربعت على صدر الصفحات الأولى لعدد من الصحف العالمية وأغلب المواقع الاخبارية الكبرى على الانترنت الأحد بسبب السبق الصحفي التاريخي الذي انفردت به والذي فضح اللوبي الصهيوني في بريطانيا، وكشف أن السفارات الاسرائيلية في الدول الغربية تعمل وتتآمر على المسؤولين السياسيين الذين لا يروقون لها.
واستيقظ ملايين البريطانيين صباح الأحد على فضيحة من العيار الثقيل من المحتمل أن تشعل أزمة دبلوماسية بين لندن وتل أبيب خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعد أن تبين بأن مسؤولا كبيرا في السفارة الاسرائيلية يتآمر مع “عميلة” له من كبار الموظفين في الحكومة البريطانية من أجل تدبير فضيحة أو مصيبة تُطيح بوزير في حكومة حزب المحافظين ببريطانيا، وذلك عقابا لهذا الوزير على موقفه الرافض للاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وهي الفضيحة التي تصدرت الصفحات الأولى للصحف في يوم العطلة الأسبوعية، وشغلت أيضا مئات المواقع الالكترونية الاخبارية في بريطانيا والولايات المتحدة واسرائيل ومختلف أنحاء العالم.
وجاءت تفاصيل الفضيحة عبر تسجيل فيديو مدته ثلاث دقائق ونصف تمكنت قناة الجزيرة من تصويره أو تكليف من يقوم بتصويره سراً، ووصل الى وسائل الاعلام البريطانية صباح الأحد، وسرعان ما تسبب باستقالة الموظفة في الحكومة البريطانية من منصبها، فيما لا يُمثل هذا الفيديو سوى ثلاث دقائق ونصف فقط من أصل فلم وثائقي مدته 120 دقيقة قامت قناة الجزيرة الانجليزية بانتاجه ومن المقرر أن تبثه على مشاهديها الأسبوع المقبل، لتكشف به مزيداً من تفاصيل الفضيحة التي قد تتحول الى منعطف خطير في العلاقات البريطانية الاسرائيلية.
ورغم أن اللوبي الصهيوني يعمل بحرية في بريطانيا وبشكل قانوني، إلا أن القوانين لا تجيز بطبيعة الحال له أن يتلقى الأوامر والتوجيهات أو التمويل من السفارات في لندن، كما أن الاعراف والقوانين الدبلوماسية تحظر على سفارة أي دولة أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدولة المضيفة، أو تتآمر على حكومتها، أو على أي من موظفيها العموميين.
واستعرضت “عربي21” صباح الأحد قائمة طويلة من كبرى الصحف الأجنبية والمواقع الالكترونية العالمية لتجد أن خبر الفضيحة الاسرائيلية التي كشفتها قناة الجزيرة الانجليزية يتصدر أغلب الصفحات الأولى والمواقع، بما في ذلك الصحف والمواقع اليمينية المحسوبة المتعاطفة مع اسرائيل، فضلاً عن أن كافة المواقع الصحافية الاسرائيلية اضطرت لنشر الفضيحة مع فيديو الجزيرة ذاته بعد أن تحول الى الخبر الأول في صحف بريطانيا، وبعد أن أصبحت العلاقات الدبلوماسية بين لندن وتل أبيب مهددة بالتوتر.
وخصصت جريدة “ميل أون صنداي” صفحتها الأولى بالكامل للفضيحة دون أن تضع معها أي خبر آخر، وعنونت تقول: “مؤامرة اسرائيلية لإسقاط وزير من حزب المحافظين”، فيما تجدر الاشارة الى أن “ميل أون صنداي” هي الصحيفة الأوسع انتشاراً والأكثر توزيعاً في بريطانيا من بين نظيراتها من صحف آخر الأسبوع.
أما جريدة “أوبزيرفر”، وهي العدد الأسبوعي الذي يصدر كل أحد عن جريدة “الغارديان” المعروفة، فكتبت على صفحتها الأولى: “مبعوث إسرائيلي يتآمر لإسقاط نواب في البرلمان”، في إشارة الى وزير الشؤون الخارجية آلان دانكين، وهو عضو في البرلمان أيضاً عن حزب المحافظين الى كونه وزير في حكومة تيريزا ماي.
ونشرت جريدة “اندبندنت” التي تحولت الى صحيفة الكترونية تسجيل الفيديو على موقعها الالكتروني، وعنونت للفضيحة بالقول: “مسؤول في السفارة الاسرائيلية تم تصويره وهو يناقش كيفية إسقاط السير آلان دانكين وغيره من البرلمانيين البريطانيين المؤيدين للشعب الفلسطيني”.
وبثت كل من قناة “سكاي نيوز” وقناة “آي تي في” البريطانيتين أيضا تسجيل الفيديو الذي يُمثل فضيحة على مستوى العلاقات الدبلوماسية بين بلدين.
ولاحقا لذلك نشرت جريدة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريراً قالت فيه إن السفارة الاسرائيلية في لندن قدمت اعتذارا رسميا للحكومة البريطانية عما بدر من المسؤول فيها وعن ضلوعه في مؤامرة لإسقاط وزير من منصبه بسبب انتقاده للاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
يشار الى أنَّ هذا السبق الصحفي الجديد يعيد التأكيد على المكانة العالمية لقناة الجزيرة على الرغم من محاولات الكثيرين التشكيك في دورها خلال الفترة الماضية، كما أن هذا السبق يعيد التأكيد على قدرة الجزيرة فرض نفسها على كبرى الصحف العالمية، والتفوق على الاعلام الغربي.