كما وقف العلمانيون مع الفلول في خندق واحد قبل 30 يونيو، فهناك من يدعو الآن لوقوف العلمانيين مع الإخوان في خندق واحد ضد السيسي الآن، وتيران وصنافير هو البوابة لذلك!
هذه الدعوات أتت من شخصيات من الطرفين؛ فسامح أبو عرايس يعتذر للإخوان وللرئيس مرسي، وقناة مكملين تتحدث عن بطولة وشجاعة أحمد ماهر في مولاجهة الانقلاب! هذا غير ظهور مكثف للبرادعي هذه الأيام، وظهور مجدي جمدان وحسن نافعة بشكل مستمر على قناة الشرق!
النظام يدرك هذه التحركات؛ ويدرك دلالة ومعنى البرادعي في هذا التوقيت، فسرب له تسجيل صوتي مع سامي عنان، بعد تنحي مبارك بفترة بسيطة، وهو يتحدث بكل انبطاح معه، مطالبا بأدب جم بإقالة الفريق أحمد شفيق الذي يعترف بكفاءته! وهو تسريب قصد منه إظهار علاقة البرادعي المبكرة مع العسكر، وإفساد خطط التحالف السياسي الجديد الذي يريد البعض أن يجمع “ضدين” ضد “ضد ثالث”!
هذه التحركات لها امتداد في البرلمان، فقام السيسي بالإطاحة بساويرس، وله امتداد في الإعلام فقام السيسي بالإطاحة بابراهيم عيسى، ولها امتداد في القضاء فقام السيسي بتصفية وائل شلبي!
وإذا أخذا في الاعتبار الدعوة لوقفة 11 يناير القادمة اعتراضا على تيران وصنافير، فأول ما يثير انتباهنا هو شخوص الداعين للوقفة، وهم شركاء قدامى في 30 يونيو وأيدوا الانقلاب بشكل ساحق، مثل خالد داوود، وحمدين صباحي وكمال أبو عيطة الذي تولى منصبا وزاريا بعد الانقلاب! فهل يتحرك هؤلاء الآن بهذه الأريحية بدون غطاء قوي؟؟ وهل تذكروا فجأة شعاراتهم الثورية البالية؟؟ والأهم أنهم يرفعون بلا خوف شعار سقوط “شرعية” النظام، وهي شعارات أكثر من قدرتهم على التجمل، كما أن للكلمة وقع خاص، يغازلون بها جممهور الشرعية!
حاول حمدين تهريب ابنته إلى الخارج منذ أيام؛ لأنها نقطة ضعفه الرئيسية، بما عليها من قضايا نصب تخرج عند الضرورة وقد منعها النظام، حتى لا يتحرك حمدين بحرية، لكنه رغم ذلك يتحرك!
الخلاصة؛ نحن الآن في أجواء 15 يونيو 2013.. قبل 30 يونيو بأسبوعين! نفس الأجواء ونفس الرسائل ونفس التحركات السياسية والإعلامية.. ونفس الهتافات والشعارات!
ووليس معنى أننا في أجواء 15 يونيو أنه يتبقى أسبوعين على أي تحرك، ربنا أكثر كثيرا أو أقل كثيرا، لكنها نفس الأجواء، وتبدل المواف السياسة هو المهم! ويبدو هنا سؤال؛ على أي قاعدة قد يجتمع هذان الضدين ولو مؤقتا؟؟ الشرعية أم رفض بيع تيران وصنافير فقط؟؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة!