“كل ده ولسه ما جبتلكمش حقكم؟!”
هكذا بدا السيسي متعجبا من سؤال الإعلامي عمرو أديب له ” هتجيب لنا حقنا يا ريس؟”
فهل يرى السيسي نفسه ناجحا بالفعل؟ ويرى أنه قد جاء للمصريين بحقهم؟ وإن كانت تلك هي الحقيقة فمن أين استمدها وما هي دلالاته على ذلك؟ فإجابة الرجل على السؤال بسؤال آخر تعجبي يعكس ثقة عالية بالنفس، وأنه قد حقق للمصريين ما يفوق أحلامهم.
ولم تكن تلك هي المناسبة الأولى التي يعبر فيها السيسي عن اعتقاده بأنه قد حقق إنجازات ونجاحات غير متوقعة، وأن العالم يتعلم منه ويراه طبيبا للفلاسفة، كما صرح من قبل بأن ما حققه من إنجازات في سنتين كان يحتاج لعشر سنوات من العمل المستمر!
خدوهم بالصوت
من جانبه رأى الدكتور عبد العزيز محمد، الناشط السياسي المهتم بالشأن الداخلي، أن السيسي يتعامل مع الشعب المصري بمبدأ شعبي شهير وهو “خدوهم بالصوت ليغلبوكم”؛ “فهو يعلم جيدا مدى فشله، والتقارير التي تصل إليه تنقل له واقع الشارع المصري ومدى حنق الشعب عليه، ولكنه أيضا يسوق لفكرة نجاحه من منطلق المبادرة وعدم إعطاء الفرصة للآخرين للنقد، بدليل أن عمرو أديب الذي سأله عن حق الشعب وهل سيأتي به أم لا لم يجرؤ على الرد على السيسي ومواجهته بالواقع المرير الذي يعيشه المصريون”.
وأضاف “محمد” في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “الواقع الاقتصادي في شبه حالة انهيار فالسياحة في تراجع مستمر والبطالة في تزايد والفقر والمرض يفتكان بالشعب المصري، فهل هذا واقع يشير إلى النجاح أو إعادة حق الشعب؟ طبعا لا، لكن السيسي رجل مخابرات سابق ويعتمد في إجاباته على المكر والخديعة ومصادرة الرأي في ظل اعتماده على سياسة التخويف والترهيب التي كرس لها منذ انقلاب يوليو ٢٠١٣.
إعادة تسويق
وفي نفس السياق؛ قال الإعلامي المصري بهاء الدين إبراهيم، في تصريح خاص لـ”رصد”: “الإعلام يسعى لإعادة تسويق السيسي من جديد حتى يتمكن من إكمال مدته الرئاسية، فمعالم الفشل تسيطر على المشهد المصري ولذلك تأتي الأوامر، إلى عمرو أديب وغيره لمحاورة السيسي وإظهار إنجازات وهمية تسويقية، إلا أن السيسي دائما ما يفسد خطة آلته الإعلامية بنفسه، فعندما يقول “كل ده ولسه ما جبتلكمش حقكم؟!” فهو يستنكر على الشعب أنه ما زال ينتظر حقه وكأن الرجل قد استرد للشعب حقوقه ولكن الشعب غير مدرك أو مقدر، وهو ما يذكرنا بالمشهد السينمائي الشهير عندما يصر الفنان توفيق الدقن أن يعترف الفنان عبد المنعم إبراهيم أن العلبة “فيها فيل!””، على حد قوله.
أبعاد نفسية
من جهته؛ علق أستاذ علم النفس بكلية البنات الدكتور محمد عبد الله، في تصريحات خاصة لـ” رصد”، قائلا: “الآن فهم الشعب المصري لماذا كان البعض ينصحون السيسي بالتعاقد مع شركات علاقات عامة لتسويقه وتسويق إنجازاته الوهمية، لأن السيسي عندما يعتمد على نفسه في ذلك يكون الأمر مفضوحا حيث يظهر الرجل واثقا بنفسه لدرجة الغرور في مواضع لا تحتمل ذلك؛ فبدلا من أن يطمئن الشعب أن القادم أفضل تجده يجزم بأننا أصبحنا مثل اليابان!”.
وتابع “عبدالله” قائلا: وكذلك نجد السيسي يتعمد تسذيج العقل المصري والتعامل معه بصفة الجاهل ومن يسهل خداعه وكل هذه أعراض نفسية تحتاج بالفعل للعلاج”. على حد قوله.
اكذب حتى يصدقك الناس
في السياق ذاته، يقول أستاذ علم الاجتماع الدكتور عزت علي رمضان، في حديث خاص لـ”رصد”: “تصريحات السيسي عن إنجازاته لا تعكس سوى إيمانه بمقولة وزير الدعاية السياسية إبان حكم (هتلر) (بول جوزيف غوبلز) : اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتي يصدقك الناس”، مستطردا: “فمقولة “كل ده وما جبتلكوش حقكم؟!” يريد الرجل من خلالها أن يقول للشعب يجب عليك أن تصدق رغما عن أنفك أنني قد فعلت ما علي وأنني المخلّص الذي كنتم تبحثون عنه!”.
بلحة ليس غائبا
وعلى المستوى الشعبي؛ علق محمود عبد القادر، مواطن مصري، قائلا: “الآن فقط عرفنا من أين جاءت تسمية “بلحة” التي أطلقها البعض على السيسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالرجل، كما يرى المواطن، عندما يرى أنه قام بما عليه تجاه الشعب في ظل المعاناة التي يعانيها فهو بذلك يذكرنا جميعا بشخصية “بلحة” المريض النفسي الذي لطالما هرب من مستشفى الأمراض العقلية مُصرا أنه في حالة عقلية جيدة، على حد تعبيره.