أثارت تصريحات الوزير المرشح للخارجية الأمريكية في عهد ترامب ، ريك تيليرسون، أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، بشأن تركيزهم خلال الفترة المقبلة فى منطقة الشرق الأوسط على دحر تنظيم الدولة، وجماعات أخرى مثل”الإخوان والقاعدة”، تساؤلات عن موقف الإدارة الجديدة من الإخوان.
يعتزم عضوا مجلس الشيوخ الأميركي، المرشح السابق للرئاسة الأميركية تيد كروز، والنائب الجمهوري دياز بالارت، العمل مجددا على مشروعي قانونين يصنفان جماعة الإخوان المسلمين والحرس الثوري الإيراني، باعتبارهما تنظيمات إرهابية مسؤولة عن أعمال عنف.
مهندس المشروعين
مهندس المشروعين هو عضو مجلس الشيوخ السيناتور تيد كروز، الذي نافس دونالد ترامب العام الماضي على نيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، ويدعم كروز في مجلس النواب النائب الجمهوري مايكل ماك كول من ولاية تكساس، وزميله النائب ماريو دياز بالارت من ولاية فلوريدا.
وقال تيد كروز في تغريدة على موقع تويتر “فخور بتقديم قانون يصنف الإخوان كجماعة إرهابية، حان الوقت لتسمية العدو عدوا”.
نص المشروع
ينص مشروع القرار على أن الشروط متوفرة لإدراج وزارة الخارجية الأمريكية جماعة الإخوان المسلمين في قائمة المنظمات الإرهابية، مطالبًا بالإفصاح للرأي العام عن الأسباب في حال لم يتحقق الأمر.
وكانت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي “أحد غرفتي الكونجرس” وافقت على مشروع قرار تقدم به كروز نهاية 2015 لإدراج الإخوان كتنظيم إرهابي، إلا أن المشروع لم يطرح على الجمعية العامة.
ويتطلب تقنين المشروعين المذكورين مصادقة مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين لينتقل إلى رئيس البلاد من أجل إقراره.
رامي: الشعوب تدرك خرب اميركا على خيارتهم
استنكر الدكتور احمد رامي، القيادي بحزب الحرية والعدالة، حديث الإدارة الأمريكية الجديدة عن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.
وقال رامي في تصريح خاص لرصد: ان الإرهابيين هم من تحركت جيوشهم لاحتلال بلاد غيرهم بحجج و ذرائع اختلقوها ثم أعترف سياسيييهم بخطأ هذه الحجج و الذرائع بعد أن قتلوا مئات الألوف و استولوا على ثروات بلد كالعراق.
واضاف رامي: الإرهاب هو تهجير المواطنين العزل من بلادهم بعد تدمير الأحياء التى يسكنون فيها كما يحدث فى سوريا.
وتابع: الإرهاب هو ما يفعله الصهاينة المحتلون لأرض لم يولدوا فيها بل و يقتلون و يصادرون أصحاب الأرض..الإرهاب هو دعم أنظمة مستبدة تنقلب على الديمقراطيات و تقتل خصومها السياسيين أمام الكاميرات فى مذبحة هى الأكبر فى العصر الحديث (رابعة ).
وعن تأثير اعتبار الجماعة إرهابية يعلق رامي:الأثر على المدى الطويل هو الأهم، فالشعوب التى منحت ثقتها لمؤسسات تصفها الإدارة الأمريكية بالإرهاب بسبب مثل هذه الإجراءات ستصبح أكثر وعيا بطبيعة علاقة الأمريكان بما يقع بهم من مظالم عن طريق أنظمة مدعومة أمريكية و سيدركون إلى أى مدى ترفض بل تحارب امريكا خيارتهم الحرة.
قيادي اخواني بستبعد اي تبعات تدين الجماعة
بدوره، استبعد القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، أشرف عبدالغفار، أي تبعات تدين الجماعة إثر المشروع، قائلًا: “المشروع سياسي، ولكن الخوف أن تلجأ أمريكا إلى نوع من التعامل الأمني لبعض قيادات الإخوان وهو ما سيسبب خلطًا شديدًا في الأوراق”.
واضاف: إن “الجماعة صمام الأمان في الإسلام السياسي على مستوى العالم..ليس منطقيًا بأي حال من الأحوال أن تتهم جماعة الإخوان بالإرهاب، بعد كل ما حدث لأعضائها من قتل واعتقال وحرق واغتصاب”.
مغازلة لا تعكس السياسة الأمريكية
يرى الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن هذا الحديث لا يعدوا كونه مغازلة من وزير الخارجية المُعين بحكومة دونالد ترامب، لمجلس الشيوخ الأمريكي حتى يوافق عليها.
ويؤكد إن هذه التصريحات لاتعكس السياسة الأمريكية خلال فترة ” ترامب”، مُرجعاً لجوء وزير الخارجية المنتظر إلى وجود تحفظ من مجلس الشيوخ على العديد من الأسماء بالحكومة التي عينها ” ترامب”، وهو ما دفعه إلى مغازلة بعض الأعضاءالمعروف عنهم موقفهم المعادي للجماعات الإسلامية ومنها ” الإخوان”.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية: ان حديث وزير خارجية ” ترامب” المُعين” مثل تصريحات ووعود المرشحين بأي انتخابات، والتي تُحدد طبيعتها الجمهور المُستهدف، ممُثلاً هذا الأمر بتصريحات الإدارة الأمريكية عن نقل عاصمة إسرائيل للقدس.
الفقي: ضربة عنيفة للإخوان
ويشير الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، الى انه في حال وصف الكونجرس الأمريكي جماعة الإخوان بأنها إرهابية ستكون ضربة عنيفة لها.
وأضاف “الفقي” خلال لقائه ببرنامج “يحدث في مصر” عبرى فضائية “إم بي سي مصر”: تصنيف الكونجرس لجماعة الإخوان بـ”الإرهابية” يعني ملاحقة قيادتها في الولايات المتحدة الأمريكية.