حالات الاعتقال التعسفي المفرط في سيناء تزداد يومًا بعد يوم، تطال الجميع، النساء قبل الرجال والأطفال قبل الشباب، مما ينبئ بأن الوضع أوشك على الانفجار.
القتل هنا شيء متكرر معتداد، هنا لا تصحو إلا على أصوات طلقات الرصاص، التي ربما لم يصيبك صوتها فأخطأتك، هنا لا توجد آثار أقدام بل آثار دبابات ولا حفريات فقط أشلاء، اختلط لون الرمال بالدماء، وعناقت أدخنة النيران شجيرات الزيتون أو أحيانًا تعانق السحاب.
قوات الأمن ترتكب على عادتها جريمة جديدة في حق عشرة معتقلين سياسيّن كانوا قد أُعتقلوا منذ أشهر على خلفية مُبررات لم يَعرف أحد ماهيتها أو أسباب اعتقالهم، تترواح أعمار الشباب بين الثامنة عشر والسابعة والعشرين، تم إخفائهم قسريًا ولم يُدلي الأمن المصري عن أي معلومات تفيد بأماكن إحتجازهم حتى على سبيل طمأنة ذويهم.
بعد الهجوم الإرهابي على كمين المطافي بحي المساعيد والذي راح ضحيتها ما يزيد عن خمسة عشر من أبناء الجيش المصري وعقبها عدة انفجارات وانتهى الحال بالهجوم على كمين متحرك أمام المستشفى العام بالعريش وقتل البعض وخطف الآخرين بالإضافة إلي مدرعة، عادت المدرعة ولكن أبنائنا لم يعودوا بعد.
بعد انتشار الخبر إعلاميًا وذاع صيته في أنحاء المعمورة لم تجد الدولة حلاً للتغطية على الحدث وإظهار قوتها وبراعتها المفبركة سوى تصفية العشرة شباب متبعة سياسة أنا أحي وأميت وكذلك مقولة المشير “مفيش مشكلة نضحي بجيل أو جيلين علشان الأجيال الجاية تعيش”
رحلوا وتركوا آثارهم وربما ثورة تشتعل.
إلا أن المعطيات ونتائجها والأحداث وبوادرها تبدوا فى عكس مصلحة النظام، موجات الغضب تصاعدت فسرعان مادعى المخلصون من أبناء العريش لاجتماع طارئ لقبائلها في ديوان آل أيوب عندما رأوا العريش على خطى رفح والشيخ زويد، كانت أبرز نتائج الاجتماع القبلي رفض لقاء وزير الداخلية ودعوة نواب سيناء في البرلمان المصري لتقديم استقالتهم احتجاجًا على الأوضاع فانصاع أحدهم إلى مطالب الأهالي وقدم استقالته وطالب آخر في مجلس النواب الدولة بإعداد لجنة لتقصي الحقائق وأوضح أن أهل سيناء ليسوا إرهابيّين ولكن سرعان ما قاطعه رئيس المجلس، أيضًا دعوا إلى إضراب عام في حالة تعتيم الدولة على الحقيقة كاملة وعدم محاسبة الجناة.
في كل جنازة تخرج لتأبين أحد العشرة ضحايا تحوي آلاف المشيعين مرددين هتافات “يا نجيب حقهم يا نموت زيهم” “وحياة ربك يا شهيد ثورة تاني من جديد”.
فهل تخرج ثورة من العريش ؟
أم تستمر الدولة في صناعتها للإرهاب مما يؤدي في النهاية إلي أحد المصيرين سوريا أو العراق!
أم تنجرف سيناء إلى الحرب الأهلية كما حدث في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي!