على غرار الحفلات التاريخية، لأم كلثوم، والتي اعتادت أن تحييها الخميس الأول من كل شهر، انطلق مشروع “أم كلثوم تعود من جديد” عام 2007 على مسرح الساقية لإعادة إحياء التراث المصري بشكل مختلف ولجميع الفئات العمرية.
حفلات أم كلثوم الخميسية
انطلق المشروع الذي قدمه محمد عبدالمنعم الصاوي، مؤسس مركز ساقية عبدالمنعم الصاوي الثقافي، ليكون امتدادا لحفلات كوكب الشرق، والتي استمرت طول 40 عامًا دون انقطاع منذ وقوفها أمام الميكرفون بالإذاعة المصرية وكان ذلك عام 1934.
لم يكن اختيار السيدة أم كلثوم والتي لقبت بسيدة الغناء العربي، عشوائيًا، بل اختيارا موفقًا استطاع أن يجذب إلى المسرح المئات، فهي التي قيل عنها “أنه لم يجتمع العرب على شيء مثلما اجتمعوا في صوت أم كلثوم”.
بعد أربعين عامًا على وفاتها، لا يزال جمهورها يتزايد كل يوم، وأصبح غير مقتصر على فئة كبار السن والشباب، بل حتى الاطفال، الذين تغنوا بأغانيها في برامج الصوت.
أم كلثوم دمية تجذب مفتقديها
انطلق مسرح الصاوي في 2006 بعرض “الماسورة الكبيرة” عن أطفال الشوارع وكيفية الاهتمام بهم، وكيفية الاهتمام بهم، ثم لم يمر عام حتى انطلقت فكرة مسرح لدمى تحمل صورة أم كلثوم، بموسيقاها وأغانيها، ليظهر مشروع “أم كلثوم تعود من جديد”، والذي استمر إلى يومنا هذا، بعد إقبال لم يتوقعه فرق العمل ذاته.
تحضيرات الحفل ليست هينة، فحفل لأم كلثوم يجب الاستعداد الأمثل له، فتُصمم العرائس المشاركة في الحفل بالتعاون مع اختصاصيين بنحت الخشب والأزياء.
ويتدرب الفريق بالاستماع إلى أغاني أم كلثوم ليعرف كل محرّك وظيفته ويتمكن من تحريك العازف المخصص للأداة الموسيقية بشكل صحيح، ويستعين بالنظر إلى الحفلات الأصلية للتعرف إلى حركات أعضاء الفرقة لتقليدها بالعرائس.
يضطر المنظمين للحفل بتقليص أغاني أم كلثوم، حتى تناسب مدة العرض بما لا يخل بها، حيث يحتوي كل عرض على أغنيتين وكل أغنية تتراوح مدتها بين 22 و 30 دقيقة. يُدار محركو العرائس من قبل مايسترو متخصص بالموسيقى.
أراء القائمين على المسرح
قال الفنان التشكيلي في مسرح الساقية للعرائس محمد بكار، بحسب موقع “CNN”، “أردنا أن يستعيد الكبار ذكرياتهم مع المغنية وبالوقت ذاته يمكن للأطفال الاستمتاع بالعرائس والاستماع للغة العربية ومخارج الحروف الصحيحة”
وتابع: “وأردنا إعادة إحياء فن العرائس (الماريونيت) الذي لم يكن يأخذ اهتماماً كبيراً في المنطقة العربية”.
يذكر أن مسرح الساقية، يقدم عروض لتعليم الأخلاق مثل “متأسف ومتشكر”، كما ظهرت العديد من الشخصيات والمسرحيات مثل: فرقة البيتلز، وأبا، ريا وسكينة، عبدالحليم حافظ، ومحمد منير.