في ظل بناء أصحاب المقاهي لدفاعات لمواجهة عواصف الشتاء، فإن الحكومة المصرية تحذر أن 13٪ من سواحل مصر في خطر من ارتفاع منسوب مياه البحر الأبيض المتوسط.
“قبل أن تغمرنا المياه قبل عدة سنوات، لم نكن نتوقع أن منسوب المياه سيصل إلى تلك المراحل”، هكذا يقول سمير جابر -مالك مقهى بالإسكندرية – مشيرا إلى وجود بعض التجمعات المطلة على ساحل المتوسط.
“جابر” يدير مقهى لاتينو في الاسكندرية منذ 6 سنوات، وخلال هذه الفترة استطاع التأقلم مع العواصف المتزايدة على نحو كبير، ولكن مع العواصف تأتي الفيضانات، حيث الأمواج المتلاطمة التي تجتاح أجزاء كبيرة من العديد من المقاهي التي تقع على الساحل.
وأوضح “جابر”: “كان هناك جدار آخر قبل الفيضانات، ولكن تم تدمير قضبان الصلب التي تدعمها”، متابعا: “نحن الآن نقوم بتشييد مصارف لامتصاص الفيضانات التي تحدث“.
وقد بدأت العديد من المقاهي والشركات على ساحل الإسكندرية بالتكيف مع الطقس المتطرف دون ربط الأمر بتغير المناخ، وعلى الطرف الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، فإن المياه الساحلية تقترب من المباني والهياكل القديمة حيث غمرت المياه بعضها، بما في ذلك المقابر اليونانية الرومانية في الأنفوشي، ما جعل مياه البحر تتسرب إلى المياه الجوفية أيضا حيث الأرض أكثر هشاشة وغير مستقرة، مما أدى إلى انهيار هائل في بعض المباني في المدينة.
وتقول تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مستويات البحار في العالم سترتفع بين 13 إلى 68 سنتيمتر بحلول عام 2050، وتقدر أن منطقة البحر الأبيض المتوسط هو عرضة للارتفاع بشكل خاص، كما تشير التقديرات إلى أن عدد السكان الذين يعيشون مباشرة على الساحل بمناطق الإسكندرية سيصل إلى 120 ألف نسمة، وإن لم تتخذ إجراءات لحمايتهم من ارتفاع منسوب المياه فإن الأمر قد يشكل خطرا حقيقيا على حياتهم.
ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يرافقه ارتفاع درجات حرارة مياه البحر أيضا قد يؤدي إلى زيادة ملوحة نهر النيل، الذي يعد مصدر المياه الرئيسي في مصر، ومصادر المياه المالحة على نحو متزايد يمكن أن تدمر الأراضي الزراعية في دلتا النيل، ففي عام 2007؛ قدر البنك الدولي أن 10.5٪ من سكان مصر يمكن أن ينزحوا بسبب ارتفاع منسوب المياه الناجمة عن تغير المناخ.
يعتقد محمد الراعي، أستاذ الدراسات البيئية في جامعة الإسكندرية، أن تغير المناخ يساهم في زيادة “الظواهر الطبيعية الشديدة”، في جميع أنحاء مصر، مضيفا: “الحكومة تحتاج إلى زيادة الوعي بين السكان حول الأمر”.
وأضاف “الراعي” إلى أنهم بحاجة أيضا إلى أن يكونوا أكثر صرامة حول أهمية التخطيط الحضري، قائلا: “إذا كان الناس لا يجدون الأماكن المخططة لهم للعيش، سيقومون ببناء المنازل أينما وجدوا امكانية لذلك في أي منطقة.”
في عام 2011، أصدرت الحكومة تقريرا مفصلا حول كيف يمكن للبلاد أن تتكيف مع تغير المناخ، مقدرا أن نحو 13٪ من سواحل مصر الشمالية في خطر، ولكن حولت الاضطرابات السياسية والاقتصادية تركيز البلاد عن هذه القضايا الملحة، لكن قضية تغير المناخ في الاسكندرية ورشيد في هذه الأثناء أصبح من الصعب تجاهلها.
*نشر هذا التقرير بتاريخ 1912017 على صحيفة الغارديان، بواسطة روث ميكلسون.