شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ستيفن كوك : على السيسي ألا يعول كثيرًا على “ترامب”

ستيفن كوك : على السيسي ألا يعول كثيرًا على “ترامب”
يرى "ستيفن إيه كوك" الباحث المختص بشئون الشرق الأوسط ب"مجلس العلاقات الخارجية الأميركي" ضرورة عدم تعويل نظام السيسي على الدعم الذي ستقدمه الإدارة الأميركية الجديدة لأن السيسي قدم الدعم الدولي المناهض للإخوان مجاناً

يرى “ستيفن إيه كوك” الباحث المختص بشئون الشرق الأوسط ب”مجلس العلاقات الخارجية الأميركي” ضرورة عدم  تعويل نظام السيسي على الدعم الذي ستقدمه الإدارة الأميركية الجديدة لأن السيسي قدم الدعم الدولي المناهض للإخوان مجاناً دون أن يحصل على مقابل .

وقال الكاتب إنه في حوالي الساعة 3:30 صباحاً يوم التاسع من نوفمبر ، استقبل دونالد ترامب أول مكالمة تهنئة بصفته الرئيس المنتخب ،وجاءت المكالمة من الرئيس المصري-بحسب الكاتب- عبد الفتاح السيسي ،وفي الأسابيع التي تلت ذلك، أشار المسؤولون المصريون إلى المكالمة باعتبارها رمزا لحقبة جديدة في العلاقات المصرية  الأميركية ، التي توترت بشكل كبير بعد  انقلاب الثالث من يوليو 2013 الذي أطاح بحكومة محمد مرسي ،القيادي بجماعة الإخوان المسلمين ،وأتى بالسيسي إلى السلطة ،بينما المسؤولون المصريون سعيدون جدا بنتائج الانتخابات وقيل أن السيسي سيحضر حفل التنصيب .

بقى السيسي في القاهرة لكن وزير الخارجية التركي جاويش  مولود جاويش أوغلو ظهر شخصياً في حفل التنصيب ، ومن غير المعتاد  حضور سفراء أجانب بمكانة أوغلو ،ولم يحضر أي شخص  من الدول الخليجية على عكس المصريين والإماراتيين و الإسرائيليين ،واتخذت السعودية والإمارات نهجاً حذراً  تجاه التغييرفي البيت الأبيض ،لكن ومع ذلك بدو سعداء لرؤية انتهاء حقبة باراك أوباما .

ويضيف الكاتب أنه بالرغم من سيطرة فكرة الإنغلاق والتخندق على نهج السياسة الخارجية والشرق أوسطية  ل”ترامب” ،فإن القادة في هذه الدول يبدو أنهم مستعدين إلى التغاضي عن الحقائق الغير مريحة لصالح التصور الخيالي بأن ترامب سيكون وكيل أعمال لأمنهم  وللمصالح الأميركية بشكل أفضل من أوباما                                     

على سبيل المثال ، المصريون مقتنعون أن إدارة ستقدم دعمها غير المشروط للسيسي والتغاضي عن اعتراضات إدارتي بوش وأوباما على سجل مصر السيئ في مجال حقوق الإنسان ، من جانبهم، يعرف الأتراك  أن الإدارة الجديدة سوف تدعم نضالهم ضد القومية الكردية ،والإسرائيليون واثقون الآن من الغطاء السياسي والدبلوماسي الأمريكي لمواصلة الضم البطيء والثابت للضفة الغربية ، وغضبت دول الخليج العربية وإسرائيل من تواصل أوباما مع إيران، وتعول على ترامب لاستعادة علاقة واشنطن العدائية مع طهران .

وحتى لو فعل ترامب ما يريده قادة الشرق الأوسط  منه، على المرء أن يتساءل: إلى أي حد؟ كيف سيمكن لـ”ترامب” أن  يجعل الأمور أفضل؟ أليس هناك فرصة كبيرة أن يجعل ترامب الأمور أسوأ بدلا من ذلك؟ ومن الجدير بنا أن نتذكر أن الأوهام بطبيعتها مغرية .

يبدو  أن المصريين  في الغالب يحصلون على مايريدون ;وهو تغير في لهجة في العلاقة الثنائية مع واشنطن ،إلا أن على المصريين تفحص حماسهم  ;فبالإضافة إلى الدفعة السياسية المؤقتة التي ستمنحها العلاقة السياسية الأفضل مع  السيسي ،فإن هذا  التحسن لن ينهي التمرد الموجود في سيناء ،أو سيجعل الاقتصاد المتداعي ينمو فجأة ، وليس هناك ما يدل على أن إدارة ترامب ستكون أكثر استعدادا من أوباما لتقديم المساعدات العسكرية أو الاقتصادية.

يجيد ترامب “فن الصفقة” ،وفي عالمه القائم على الصفقات ما الذي يمكن أن تقدمه مصر ؟ والامتناع المصري عن كونها “قوة استقرار” في المنطقة يزداد قدماً ،بالإضافة إلى ،أن ترامب لا يريد شيء من المنطقة سوى قصف تنظيم الدولة.

ما سيقدمه السيسي للإدارة الجديدة وهو دعم دولي ضد جماعة الإخوان المسلمين أعطته مصر لـ”ترامب” بالفعل ،مجاناً ودون مقابل، وبعد لحظة من الرضا الذاتي والنشوة سببها ترك أوباما المكتب البيضاوي، من المحتمل أن تواجه مصر حقيقة أن المشكلة في علاقتها مع الولايات المتحدة في القاهرة، وليس واشنطن .

ويختم الكاتب حديثه عن مصر بالقول “تكمن أهمية مصر إلى مشاكلها ،وأحد هذه المشاكل –اٌلإرهاب- هي أحد اهتمامات الرئيس الأميركي الجديد  ،وتقترح التجربة المصرية أن استخدام مستويات متزايدة من القوة لحل المشكلة لن ينجح”.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023