تمهيد:
في ظل المرحلة الراهنة التي تتصف “بالارتباك” داخل المؤسسة العسكرية، حيث قام السيسي منذ أيام باستبعاد قيادات كبري داخل المؤسسة كالفريق عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوي والفريق أسامة منير ربيع قائد القوات البحرية واللواء توحيد توفيق رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة، واللواء محمد سليمان الزملوط قائد المنطقة الشمالية العسكرية والمتحدث العسكري العقيد محمد سمير، يقوم السيسي بتصعيد أخريين وذلك تماشيا مع مصالحه الشخصية وأحكام هيمنته على المؤسسة العسكرية.
فصدق السيسي، يوم الأربعاء الموافق 18 يناير 2017 على ترقية اللواء أ.ح. محمد أحمد زكى، قائد الحرس الجمهوري إلى رتبة فريق.
تعرف على اللواء محمد احمد زكي:
اللواء محمد زكى كان يشغل منصب قائد وحدات المظلات فى عصر طنطاوي والمجلس العسكري السابق قبل أن ينتدب للعمل كقائد لوحدات الحرس الجمهوري فى عصر محمد مرسى، وكانت المهمة المعلنة لكتائب قوات المظلات بعد أحداث محمد محمود في نهاية عام 2011م، هي تأمين مباني مجالس الشعب والشورى والوزراء بالإضافة إلى مبنى “المجمع العلمي”.
ولكن حقيقة الأمر أن هذه القوات قامت بقمع الثورة وقتل الثوار والمعتصمين وسحلهم وتعذيبهم وتعرية البنات والتحرش بهم جنسيا بشكل ممنهج وغيرها” بالإضافة لإقامة سلخانات للتعذيب داخل قبو وممرات مباني مجلسي الشعب والشورى، كل ذلك فى موقعة مجلس الوزراء ديسمبر 2011.
اللواء محمد زكى هو المتهم الأول فى أحراق المجمع العلمي، بصفته المكلف تأمين المبنى والمثبت بالفيديوهات أن قواته قد اعتلت سطح المبنى الأثري والقت الحجارة وكسر الرخام والملتوف على المتظاهرين، وان خبر أحراق المجمع تمت إذاعته على لسان خيري رمضان قبل حرقة ب 24 ساعة، وجاء فى تقرير المعمل الجنائي الذي أعلنته النيابة أن حريق المجمع العلمي جاء من الداخل وليس من الخارج. وقد رفض اللواء محمد زكى المثول أمام قاضى التحقيق فى قضية أحراق المجمع العلمي حتى يومنا هذا وتوارت القضية عن المباشرة وحفظت فى الأرشيف (إلى حين).
وفى 8 أغسطس 2012 قام محمد مرسى، بتعينه قائداً لوحدات الحرس الجمهوري التي من المفترض أنها مؤتمر بأوامر مرسى فقط، وقد تمت تزكيته من طنطاوي وعنان. لكن فى حقيقة الأمر أن محمد ذكي كان شديد الولاء لمبارك وطنطاوي ومن بعدهم السيسي لذلك تفاني فى قمع الثورة وقتل الثوار تنفيذاً لأوامر المجلس العسكري. وطبقا لتقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الرئيس مرسي عقب توليه السلطة في 30 يونيو 2012، حول أحداث ثورة يناير، وما تلاها، فإن التقرير قال إن قوات المظلات بالجيش “التي يرأسها اللواء محمد زكي” وقوات من الشرطة استخدموا “القوة المفرطة” ضد المتظاهرين، خلال أحداث محمد محمود الأولى ومجلس الوزراء “نوفمبر – ديسمبر 2011”.
وقام قائد الحرس الجمهوري بقتل 61 من مؤيدي الرئيس محمد مرسى يوم 8 يوليو2013 وادعى السيسي فى ذلك الوقت انهم كانوا ينوون اقتحام نادى الجرس الجمهوري وإخراج مرسى بينما تم نقل مرسى من الحرس الجمهوري يوم 5يوليو2013.
الترقيات في عهد السيسي:
منذ تولي السيسي رئاسة الجمهورية بعد الانقلاب العسكري الذي قام به علي الدكتور محمد مرسي في 3 يوليو2013م، لم يقوم السيسي بإعطاء رتبة فريق التي حصل عليها “محمد ذكي” إلا للفريق أسامة منير ربيع قائد القوات البحرية السابق والذي أطاح به السيسي منذ أيام.
الأسباب والدلالات:
هناك عدة أسباب من الممكن أنها تكون وراء ترقية قائد الحرس الجمهوري في ذلك التوقيت ونتناولها في النقاط الأتية:
1-محاولة من السيسي لطمنئة رجالة داخل المؤسسة العسكرية الذين وقفوا ونفذوا معه الانقلاب العسكري، حيث يدار داخل المؤسسة العسكرية مقولة أن السيسي يطيح بشركائه مثل اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني، واللواء أسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميداني، وقائد البحرية الأسبق والذي قام باختطاف الرئيس محمد مرسي والاحتفاظ به في هنجر تابع للبحرية المصرية وهو الفريق أسامة الجندي، ومدير المخابرات العامة اللواء محمد فريد التهامي، واللواء محمد العصار ريس هيئة تسليح القوات المسلحة السابق ووزير الإنتاج الحربي الحالي، ووزير داخلية ومهندس فض ميداني رابعة والنهضة اللواء محمد إبراهيم، ومدير المخابرات الحربية اللواء صلاح البدري والمتحدث العسكري العقيد أحمد علي إلي أخر المقالين وهم الفريق عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوي والفريق أسامة منير ربيع قائد القوات البحرية واللواء توحيد توفيق رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة، واللواء محمد سليمان الزملوط قائد المنطقة الشمالية العسكرية والمتحدث العسكري العقيد محمد سمير، كنوع من فرض السيطرة علي المجلس العسكري والمؤسسة العسكرية ككل، فبترقية “محمد ذكي” يعطي السيسي إشارة تطمين إلي من هم ينتمون للمؤسسة العسكرية أنه مازال يحافظ علي شركائه والذين لا يفكرون بعيدا عنه كما حال من أطاح بهم.
2-مكافأة لهذا الرجل من قبل السيسي، الذي كان من الممكن أن يكون مستاء لعدم ترقيته طوله هذه المدة وخصوصا أن “محمد ذكي” كان قائد الحرس الجمهوري للرئيس محمد مرسي وتخاذل “ذكي” في حماية الدكتور محمد مرسي في أكثر من موقف فالموقف الأول أثناء أحداث الاتحادية في شهر ديسمبر 2013 وبناء علية تعرضت صحة الرئيس “مرسي” أثناها إلى خطر، والموقف الثاني هو يوم 3 يوليو الذي أنقلب فيه السيسي علي الرئيس محمد مرسي، بل كان ذكي من ضمن المشاركين في الانقلاب.
3-يعمل السيسي علي تصعيد الشخصيات الضعيفة داخل المؤسسة العسكرية نوعا ما كي يقدر على التحكم فيها وإخضاعها وكي لا تكون عندها تطلعات وذلك تماشيا مع مصالح السيسي الشخصية وأحكام هيمنته على المؤسسة العسكرية. ولكن هذا من الممكن أن يسبب بلبلة داخل المؤسسة العسكرية وتحديدا على مستوي القيادات العليا كقادة الأفرع الرئيسية وقادة الجيوش الثاني والثالث الميداني وقادة المناطق العسكرية لأن السيسي لم يقم بترقية أي منهم لرتبة فريق بل معظمهم حاصلين على رتبة لواء فقط، بخلاف وزير الدفاع صدقي صبحي والحاصل على رتبة فريق أول ورئيس الأركان محمود حجازي والحاصل على رتبة فريق وقائد القوات الجوية الفريق يونس المصري وبترقية “ذكي” يصبح أكبر رابع رتبة عسكرية داخل المؤسسة العسكرية والأيام القادمة ستبين لنا إلي مدي ستصل هذه البلبلة بين القيادات داخل المؤسسة العسكرية، والجدول التالي يوضع أكبر خمسة قيادات عسكرية داخل المؤسسة العسكرية حاليا:
الاسم |
المنصب |
الرتبة |
المانح |
||
1-عبد الفتاح السيسي |
رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة |
مشير |
عدلي منصور |
||
2-صدقي صبحي |
وزير الدفاع المصري |
فريق أول |
عدلي منصور |
||
3-محمود حجازي |
رئيس الأركان |
فريق |
عدلي منصور |
||
4-يونس المصري |
قائد القوات الجوية |
فريق |
محمد مرسي |
||
|
قائد الحرس الجمهوري |
فريق |
السيسي |
4-من المحتمل أن نري عن قريب الفريق “محمد ذكي” في منصب أعلي أخر داخل المؤسسة العسكرية يمكنه بأن يكون أحد أعضاء المجلس العسكري لان قائد الحرس الجمهوري ليس عضو بالمجلس العسكري وبالعودة للتاريخ فإن عددا من قادة سلاح الحرس الجمهوري، رقوا من رتبة اللواء، إلى الفريق منتقلين لقيادة رئاسة الأركان هما، اللواء مجدي حتاتة “1993- 1995″، ثم رقي لرتبة الفريق وتوليه رئاسة الأركان “1995- 2001″، واللواء حمدي وهيبة “1999- 2001” ثم رئاسة الأركان “2001 – 2005″، وقبلهما تولى المشير محمد حسين طنطاوي، رئاسة الحرس الجمهوري “للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك”، ثم تولى رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع في 1991 برتبة فريق.
5-مسئولية حماية السيسي هي المسئولية الأولي للفريق “محمد ذكي” لأنه من ضمن مهام قائد الحرس الجمهوري واختصاصاته، تولى مسئولية تأمين رئيس الجمهورية وأسرته ومقار الإقامة والقصور الرئاسية، وجميع تحركات رئيس الجمهورية، فيعمل السيسي علي كسب الفريق ذكي اليه أكثر فأكثر، وذلك تزامنا مع وجود تقارير تشير أن هناك حالة من الخلاف بين القيادات العسكرية داخل الجيش المصري، وكان نتاج هذا الخلاف القادة العسكريين الذي أطاح بهم السيسي في الفترة الأخيرة، فإن صحة تلك التقارير فإن السيسي يعمل على كسب أقرب رجل اليه ومن عائلته خوفا علي حياته، اذا أرادت مجموعة ما عمل أي شيء داخل المؤسسة العسكرية، وعمل “محمد ذكي” بعد ما أبقي علية السيسي قائد للحرس الجمهوري على إعادة هيكلة الحرس الجمهوري، حيث شكل لواءين٬ كل لواء يضم 6 كتائب٬ والكتيبة بها قرابة 600 جندي، وأشرف على كل مراسم تأمين٬ واستقبال السيسي، وكان في استقباله في حفل التسليم والتسلم، ويتولى فتح القصر قبل وصول السيسي، ويعرف عن “ذكي” انه منذ قدوم السيسي علي أسدة الحكم انه يتلقى موعد ومكان زيارة السيسي قبل موعدها بمدة 3 أيام، فيذهب بنفسه لاستطلاع المكان أولا، ثم يرسل في اليوم التالي فريقًا شاملًا من وحدة مهندسي الحرس الجمهوري المتخصصين في كل المجالات من مفرقعات وكشف تنصت واتصالات ومفرقعات وحرب إلكترونية وغيرها لمسح الموقع وتأمينه، ضد أي أخطار ويرفع تقريرًا وبعدها ويتسلم المكان.