نجح النظام المصري في منع رابطة “أولتراس أهلاوي” من إقامة أي فاعليات في ذكرى مذبحة بورسعيد، والتي راح ضحيتها 74 من مشجعي النادي الأهلي، حيث أن هذه هي المرة الأولى التي لم يستطيع فيها مشجعي النادي الأهلي أن يحيوا فاعليتهم.
ألتراس أهلاوي تلغي فاعليتها
أعلنت رابطة “أولتراس أهلاوي” عن إلغاء كافة الفعاليات التي كانت تنوي إقامتها اليوم إحياءً لذكرى شهداء بورسعيد ، مؤكدة أنها تلقت تهديدات بالقتل .
وقالت في بيانها: “علي مدار الأيام السابقة يتعرض عدد كبير من أعضاء الجروب لاقتحامات مستمرة من بيوتهم و القبض على ذويهم في حال عدم تواجدهم، ناهيك عن التهديدات المستمرة للمحبوسين بأنهم لن يخرجوا من سجنهم في حالة حضور الجروب لإحياء ذكرى الشهداء،. هذا بالإضافة إلى التهديد العلني بالقتل وملاقاة نفس مصير شهداء بورسعيد يوم ذكراهم”.
وأضافت: “في الحقيقة لا نفهم بيان الداخلية بخصوص أحداث الذكرى ومفاده بأنهم سيتواجدون في مكان الذكرى لمنع الاحتكاك مع قوات الأمن.. ذكري تقام منذ 4 سنوات دون تواجد امني تحضر الداخلية في السنة الخامسة خوفا من حدوث احتكاكات مع الأمن.. ربما لغتكم العربية لا تسعفكم إلى التعبير عن نواياكم السيئة وتذويقها بطريقة مغلفة.. لكننا نظن انفسنا نفهمكم جيدا ونفهم مخططكم في تشويه صورة المجموعة والجر بها إلى حرب شوارع لتكملوا مخططكم الذي بدا بحبس اعضاء الجروب وترحيلهم إلى سجن 15 مايو المشدد في ظرف 24 ساعة بتهمة الدعوة إلى التظاهر و الاعتداء على قوات الأمن غدا”.
مخطط الداخلية
وتابع البيان قائلا: “ونعلم جيدا مخططكم ونعلم حرصكم على استغلال المشاعر المكبوتة لجماهير الأهلي في هذا اليوم وحرصهم على التواجد لإحياء ذكرى شهدائهم في أغراض دنيئة أهدافها تشويه صورة المجموعة وإكمال مخطط الاتهامات الفارغة لأعضاء المجموعة لإحداث الفوضي التي بدأت بأحراز وهمية كتيشرتات الأهلي و 74”.
وأردف البيان: “كما أننا ايضا لا ننساق وراء مساعيكم بإقامة الذكرى الخامسة في حديقة الفسطاط بتعليمات من سيادتكم بإغفال كل من له دور في المذبحة والتركيز فقط على جماهير المصري وبور سعيد وإغفال دور الداخلية الأبرز في القضية”.
واختتم البيان: “على كل ما فات يعلن الجروب عدم تواجده في أي مكان لإحياء ذكرى الشهداء ومهما طال الزمن الحق لا يموت ودوام الحال من المحال”.
القبض على ٤٥
وألقت الخدمات الأمنية المكلفة بتأمين محيط النادي الأهلي، تزامناً مع ذكرى مذبحة استاد بورسعيد، القبض على 45 من أعضاء رابطة “ألتراس أهلاوي”، وأَبْلَغَ مصدر أمني مسؤول بمديرية امن القاهرة: “ضبطناهم فور تجمعهم أمام النادي”.
وعززت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، إجراءاتها بمحيط النادى الأهلى بالتزامن مع الذكرى الخامسة لأحداث بورسعيد التى راح ضحيتها 74 مشجعاً أهلاوياً.
ودعا بعض مشجعي الأهلي والألتراس بالزحف للنادى للأهلي لاحياء الذكرى الخامسة لوفاة زملائهم.
اعتقال القيادات
واعتقلت مباحث غرب القاهرة، خمسة أعضاء من قيادات “ألتراس” النادي الأهلي، وذلك بناء على القرار الصادر من نيابة أمن الدولة بضبطهم وإحضارهم على خلفية تحريات الأمن الوطني التي أوردت أن الشباب بصدد التظاهر لإحياءً ذكرى مذبحة بورسعيد يوم 1 فبراير 2017، ويخططون لارتكاب أعمال عنف.
وجاء عبر صفحة الألتراس على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “تم اقتحام بيوت بعض أفراد المجموعة الحاليين والسابقين فجراً والقبض على من تواجد منهم وذلك لمنع إقامة ذكرى شهداء بورسعيد”.
وتم عرض المضبوطين وهم “أحمد إدريس أبو العلي، أحمد خالد عبد الرحمن، محمود مصطفى عبد الدايم، سامح زيدان عزيز، محمد عبد الله علي”، على نيابة غرب القاهرة الكلية والتي قررت حبسهم لمدة 15 يوماً، على ذمة القضية.
وقال مختار منير، أحد محامين الدفاع عن شباب “الألتراس” ، إن “التهم التي وجهتها النيابة للشباب هي الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون ألتراس أهلاوي، والترويج بالقول والعلانية لهذه الجماعة، وحيازة مفرقعات بالواسطة دون الحصول على ترخيص بذلك، والتحريض على التظاهر اليوم أول فبراير أمام النادي الأهلي”.
وأضاف أن “الأحراز المقدمة للنيابة تمثلت بـ «ثلاث تيشرتات موقعة من حسام غالي ووليد سليمان ومحمد أبو تريكة، بالإضافة لأغطية رأس وبعض الملصقات المكتوب عليها 74 “.
وتابع: “سيتم عرضهم بعد 15 يوم على رئيس النيابة لينظر في استمرار حبسهم من عدمه لأنه يقوم بصلاحيات قاضي تحقيق”.
مذبحة بورسعيد
“بعد فوز المصري “3/1″، على النادي الأهلي، اقتحم أرضية الملعب الآلاف بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصي من جانب فريق المصري، وقاموا بالاعتداء على جماهير الأهلي، ما خلف العشرات من القتلى والجرحى”.
وقال بعض المهاجمين إن سبب ما حدث كانت لافتة حملها بعض الأفراد بين صفوف مشجعي النادي الأهلي كتب عليها “بلد البالة ما فيهاش رجالة”، الأمر الذي اعتبروه إهانة لمدينتهم.
لم يكن هجوم مشجعي المصري فقط هو السبب وراء المذبحة ولكن تقاعس قوات الأمن في الحماية تسبب في ذلك، حسب شهود العيان، حيث قال بعض شهود العيان إن قوات الأمن قامت بقفل البوابات في اتجاه جماهير الأهلي، ولم تترك سوى باب صغير لخروجهم، ما أدى إلى تدافع الجماهير ووفاة عدد كبير منهم.
الصحة والطب الشرعي
وقال هشام شيحة، وكيل وزير الصحة وقتها إن الإصابات كلها إصابات مباشرة في الرأس، وهناك إصابات خطيرة بآلات حادة تتراوح بين ارتجاج في المخ وجروح قطعية”.
وأكدت تقارير صادرة من الطب الشرعي وجود وفيات نتيجة طلقات نارية وطعنات بالأسلحة البيضاء، كما سببت قنابل الغاز حالات اختناق إضافية من ضمن الشهداء.