بحفاوة بالغة قابلت الحكومة تقديم المركز القومي لبحوث المياة تجربة جديدة لزراعة القمح عن طريق التبريد، حيث احتفل وزيرا الموارد المائية والري والتموين، ومحافظ الإسماعيلية، وأعضاء لجنة الزراعة والري بمجلس النواب وعدد من قيادات القوات المسلحة، ببدء حصاد محصول القمح “بالتبريد” فى مدينة التل الكبير، في الوقت الذي أكد فيه خبراء أن هذه التجربة لا تصلح للزراعة في مصر لاختلاف الأجواء عن أوروبا وهو ما يجعل هذه التجربة غير مجدية.
وأعلنت الحكومة أن من خلال هذه التجربة يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، ومعلنة عدم حاجة مصر إلى استيراده من الخارج مرة أخرى، وأشارت إلى أن “طريقة التبريد” تعتمد على زراعة القمح مرتين سنويًا بدلا من مرة واحدة، مما يؤدي إلى زيادة إنتاجية المحصول، وتوفير 45% من مياة الري المستخدمة في زراعة القمح.
نتائج ضارة على الإنسان
تقريران “علمى وفنى”، أصدرهما معهد بحوث المحاصيل الحقلية، أثبتا أن التجربة الحالية تؤدي إلى محصول “متدنٍ”، في كلا الموعدين المقترحين، مقارنة بالزراعة في الميعاد المناسب، خلال شهر نوفمبر، والحصاد في آخر إبريل، وأوائل مايو.
وأوضح التقريران أن حصاد القمح خلال شهري يناير وفبراير سوف يسبب عدم جفاف الحبوب إلى الحد الآمن من الرطوبة، وهى 12- 14%، ما ينتج عنه مهاجمة الحبوب بفطيرات التخزين التي تؤدى إلى تدمير الحبوب، فضلًا عن إفرازها سموما فطرية ضارة بالإنسان والحيوان.
التقرير العلمى أشار إلى أن الزراعة المبكرة والمتأخرة المقترحة من وزارة الرى لها أضرارها على نمو نبات القمح، وتؤثر تأثيرًا كبيرًا على المحصول لعدم إكمال النبات مراحل نموه الأساسية، خلال الموعدين المقترحين، مشيرًا إلى أن زراعة القمح مرتين في السنة تؤدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بنسبة 100%، وانخفاض العائد المتوقع، فضلًا عن شغل القمح للأرض لمدة 10 أشهر متتالية، ما يؤدى إلى عدم زراعة المحاصيل الصيفية.
أما التقرير الفنى الذي أعده قسم بحوث أمراض القمح التابع لمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، فأكد أن استمرار تواجد نباتات القمح لمدة 10 أشهر في التربة، سيسبب وجود جسر أخضر من نباتات القمح يكون له آثار مهمة على توقعات إعادة هيكلة الخريطة المرضية للقمح، وحدوث معدل أكبر لوبائية تلك الأمراض وزيادة أمراض التربة.
ولفت التقرير الفنى إلى أن العروة الأولى لتجربة الرى في زراعة القمح مرتين سوف تؤدى إلى تعرض المحصول إلى عدة نوبات صقيع تسبب موت حبوب اللقاح، وبالتالى عقم كلى أو جزئى للسنابل وتظهر بيضاء اللون أو مشوهة وينتج عنها خسائر عالية في المحصول، موضحًا أن حصاد القمح خلال شهرى يناير وفبراير سوف يسبب عدم جفاف الحبوب إلى الحد الآمن من الرطوبة، وهى 12- 14%، ما ينتج عنه مهاجمة الحبوب بفطيرات التخزين التي تؤدى إلى تدمير الحبوب، فضلًا عن إفرازها سموما فطرية ضارة بالإنسان والحيوان.
اجواء مصر غير صالحة
ومن جانبه، وصف مجدي الشراكي رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعى، الزراعة بالتبريد لمحصول القمح بأنها نوع من الخرافة، مشيرًا إلى أنه لن يكون لها نتائج ملموسة.
وقال “الشراكي”، في تصريحات صحافية، إن أجواء مصر غير صالحة لهذا النوع من الزراعة على عكس الأجواء الأوروبية التي تتم فيها زراعة القمح قبل سقوط الثلوج، ويظل حتى انقضائها ليبدأ في مرحلة النمو.
فنكوش الحكومة
وعلق على الموضوع الاعلامي، عمرو أديب خلال برنامج”كل يوم”، المذاع على قناة”أون”، بقوله “إن مشروع زراعة القمح بالتبريد أو مرتين في العام “فنكوش كبير”، مؤكدا على ضرورة استغلال رجال الأعمال في صناعة السلع الأساسية مثل الزيت والسكر”.
وأضاف أديب، مصر مش ولادة زي ما بيقولوا عليها، إحنا مش عارفين نعمل إزازة زيت واحده، ويتم استيراد الخام منه ومرهون بالدولار”. متساءلًاً:”الزيت صعب في إيه؟؟ وإيه التكنولوجيا في كده، ولا فيه مافيا في إنتاج الزيت واستيرداده؟!”.