“العمل ليلاً ونهارًا حتى يصل للنجاح أكثر وأكثر”. هذا ما قاله تقريرٌ مفصلٌّ لصحيفة “الدايلي ميل البريطانية” عن الحارس المصري عصام الحضري الملقب بـ “السد العالي”.
يقول التقرير إن الحضري لاعب مخضرم، اشتهر بالبساطة، ويتجلى ذلك عندما يظهر ممسكًا بـ “البطيخة”؛ لتصبح هذه اللقطة بمثابة أيقونة لرجل يعمل ليلًا ونهارًا حتى ينجح.
ويتابع: “ظهر الحضري للمرة الأولى دوليًا في 1996م، وقتها كان خصمه الحارس البوركيني هيري كوفي -الذي فشل في تسديد ركلة ترجيح- في سن الستة أشهر حينها، ومع هذا لم نر عليه عامل السن أو بطء الحركة؛ هذا أيضًا بفضل عمله الجاد على لياقته. وحين حصد الحضري أول لقب إفريقي في حياته عام 1998، فإنه قد رُزق بابنة في عمر زميله رمضان صبحي، أصغر لاعبي المنتخب الوطني؛ ومع هذا لم تظهر علامات التكبّر في تعامله مع صبحي.
واستشهد التقرير بتصريحات سابقة للحضري قال خلالها: “أعامل جميع لاعبي المنتخب مثل عائلتي وإخوتي، ورمضان مثل أي زميل عادي، رغم أنه في سن ابنتي، وأحرص على إعطائهم النصيحة باستمرار؛ لأنه جزء من وظيفتي كقائد؛ لذلك لا يشعرون بأي اختلاف في السن”.
من ناحية أخرى، ألقت الصحيفة الضوء على تصريحات ديديه دروجبا، لاعب تشيلسي ونجم منتخب كوت ديفوار السابق، حين قال إن الحضري أصعب منافس لعب ضده طوال مشواره؛ رغم مشاركته في دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي لسنوات عديدة.
والآن، نرى الحضري على بعد أيام قليلة من خوض نهائي أمم إفريقيا -الأحد المقبل- التي فاز بها 4 مرات (في 1998، 2006، 2008، 2010)، وهو الرقم الجديد الذي يسعى إلى كسره حتى يتخطى رقم زميله المعتزل أحمد حسن الذي يمتلك 4 ألقاب أيضًا.
وحافظ الحضري على شباكه نظيفة لمدة 10 ساعات و53 دقيقة في أمم إفريقيا هذه المرة، قبل أن ينهي أرتسايد بانسي هذا الرقم بهدف بوركينا أول أمس.
ولا يزال حارس الأهلي السابق ووادي دجلة الحالي يمتلك الكثير ليفخر به؛ ففي رصيده 153 مباراة دولية يتوج بها عميدًا للحراس المصريين، ويحتفظ بموقعه خلف جيانلويجي بوفون وإيكر كاسايس والسعودي محمدي الدعيع.
في النهاية، سيبقى الحضري دائمًا ذكيًا بما يكفي من أجل استكمال مشواره وإنقاذ بلاده في ركلات الترجيح ونظافة شباكه، وكذلك توافر الوازع الديني بحرصه على الصلاة قبل انطلاق كل مباراة وثقة زملائه الشديدة فيه.
ويختتم التقرير بأن “الحضري على بعد انتصار واحد ليكسر رقمًا جديدًا، وإذا لم يحققه فهذا لا يعني أن لن يظل عظيمًا ومحتفظًا بمكانته لسنوات طويلة”.