تستعد أول فرقة “أوبرا” ناطقة باللغة العربية، إلى الانطلاق نحو العالمية، من خلال الاستعداد والتدريبات المكثفة لأول عرض مسرحي خارج لبنان والذي سيقام في البحرين.
وانطلقت أولى عروض أوبرا لبنان” منذ 7 أشهر، على مسرح “كازينو لبنان”، بعد تأسيسها اواخر عام 2015.
وقدمت الفرقة على نفس المسرح الذي انطلقت منه، مسرحية “عنتر وعبلة”، والذي لاقت نجاحا جماهيريا كبيرًا خاصة، لغياب ذلك النوع من الأوبرا، واعتياد الجمهور على الاوبر الغربية.
وتأتي مسرحية “عنتر وعبلة” في سياق القصة الغرامية الأشهر في روايات الأدب العربي ويقوم ببطولتها المغني اللبناني المسرحي غسان صليبا (وهو من خريجي مسرح الرحابنة)، وهو الوحيد من بين أعضاء الفرقة الذي لم يدرس الغناء الأوبرالي في معهد “الكنسرفاتوار” اللبناني.
“صليبا” الذي عرفه اللبنانيون خصوصا في مسرحية “صيف 840” لمنصور الرحباني أواخر الثمانينات، يجسد في “عنتر وعبلة”، نضال ذلك “العبد الأسود” للحصول على حقه في الحرية وفي أن يكون مساويا لأبناء قبيلته من دون تمييز ببسبب لونه الأسود.
وتشارك السوبرانو “لارا جوخدار” بدور عبلة، وآخرين من بينهم متخصصون في غناء الأوبرا بالعربية، علاوة على 30 طفلاً، بالإضافة إلى فرقة رقص.
وترى نائبة رئيس الفرقة سمر معلوف أن “هناك مؤشرات إيجابية تحيط بهذا العمل، وقد بدأت التحضيرات الفعلية والتمرينات المكثفة للفرقة للسفر إلى البحرين، وستكون هناك عدّة عروض أخرى في دول عربية ثانية”.
وتضيف: “تكمن صعوبة الغناء الأوبرالي باللغة العربية الفُصحى كونها من أصعب اللغات وتعتمد على مخارج الحروف الصحيحة، ما يتطلب جهداً إضافياً لتخرج الكلمات متناسقة وإنسيابية مع اللحن”.
وتابعت: “في أول عرض لنا قمنا به في لبنان شاهده أكثر من 2000 شخص، وهذا دليل عافية بأنه في حال أعطينا الجمهور فناً مميزاً سيأتي إلينا ليشاهدنا، ولولا تقبل هؤلاء الناس لما أتتنا عروض للسفر إلى البحرين وغيرها”.
وتتألف فرقة “أوبرا لبنان” من 150 عازفاً ومغنياً إلى جانب مؤلفين وكتاب وتقنيين، وتحاول الفرقة أن تملأ الفراغ في دعم المشاريع المسرحية، وتتعاون مع القطاع العام، ولا سيما وزارة الثقافة اللبنانية في دفع عجلة التنمية الثقافية اللبنانية والعربية، بحسب القائمين على الفرقة.
يشار إلى أن العالم العربي شهد في وقت سابق قيام بعض الفرق الأوبرالية بتأدية أعمال باللغة العربية، غير أن “أوبرا” لبنان تعد أول فرقة بالعالم متخصصة في العربية فقط، وفق القائمين عليها.
ومع عدم وجود دار أوبرا رسمية في لبنان، تأمل “أوبرا لبنان” أن تشكل مؤسسة حاضنة لهذا الفن الغنائي المسرحي.