يتزامن حديث عبدالفتاح السيسي عن إنجازاته مع تحويل الصحف المصرية إلى أوراق إعلانية وبرامج “التوك شو” إلى جلسة مديح الصحف المصرية؛ الأمر الذي اعتبره خبراء أن مصر لم يعد بها أي صحافة، والبرامج التلفزيونية لم يعد بها أي مهنية؛ فالكل متفرغ لمهمة واحدة هي عبدالفتاح السيسي، ومؤخرًا بدأ تلميع هيئة الرقابة الإدارية التي يعمل بها نجله.
وبدأ إعلامه حملة واسعة للترويج لها، فيما دعا محمود الكردوسي إلى استمراره ثماني سنوات في الحكم.
اختفاء الموضوعية
وقال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، في تصريح لـ”رصد”، إن الإعلام المؤيد لعبدالفتاح السيسي، والذي يقوم بتلميع مشروعاته وحركاته وكلماته ساعة تلو الآخرى، هو عبارة عن ماكينة أشخاص مرتزقة ليس إلا؛ فالحياد اختفى من بعد 30 يونيو، إلا البعض الذي لجأ إلى الخارج ليقدم كلمة حرة”.
وأضاف العالم أن الماكينة الإعلامية المصرية الرسمية أو المحسوبة على الحكومة الحالية تعمل على ترويج أخبار وتقارير ترفع من شأن عبدالفتاح السيسي؛ فمجرد نقل التصريحات التي تسبح بحمد كل أفعال السيسي وخطاباته ما هو إلا حملة ترويجية على حساب الموضوعية والمهنية”.
غيّر جغرافيا العالم!
واعتبر عمرو أديب أن السيسي صاحب إنجاز كبير، قائلًا في برنامج “القاهرة اليوم” الذي كان يقدمه على قناة “أوربت” قبل انتقاله إلى “أون تي في”: إن “السيسي غيّر في جغرافيا العالم بافتتاح قناة السويس الجديدة”.
تامر أمين: السيسي “حمّر عينيه” فانخفض الدولار
وقال تامر أمين إن عبدالفتاح السيسي “حمّر عينيه لرئيس البنك المركزي” فنزلت قيمة الدولار جنيهين ونصف.
وأضاف أمين في حلقة من برنامج “الحياة اليوم” بثتها فضائية “الحياة”: لازم نعترف إن السيسي جامد، حمّر عينيه لرئيس البنك المركزي فالدولار نزل بقدرة قادر من 13 جنيهًا إلى 10.5 جنيهات خلال ساعتين، ولو دخل بثقله الجنيه هيساوي 10 دولارات”.
القرموطي يمدح مبادرة السيسي «صبّح على مصر بجنيه»
مادحًا مبادرة “صبّح على مصر بجنيه”، تبرع الإعلامي جابر القرموطي إلى صندوق “تحيا مصر” على الهواء بـ “5 جنيهات”، وذلك من خلال رسالة نصية أرسلها إلى رقم الصندوق مدون عليها دعمًا لمبادرة عبدالفتاح السيسي.
وقال القرموطي خلال تقديمه إحدى الحلقات من برنامجه “مانشيت”: “يا ريت الناس كلها تشارك، وكل يوم لو واحد اتبرع ولو بجنيه هتفرق كتير أوي مع مصر، زي ما قال الرئيس السيسي، وبلاش ناخدها بسخرية”.
أحمد موسى: السيسي هو شخصية العام في الوطن العربي
طالب أحمد موسى بدعم عبدالفتاح السيسي في استفتاء قناة روسيا اليوم عن الشخصية الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط لعام 2016.
وقال موسى، خلال تقديمه لبرنامج “على مسؤوليتي” الذي يعرض على شاشة “صدى البلد”: “كل الاحترام لباقي الشخصيات العربية الموجودة في القائمة، لكن المصريين سيدعمون رئيسهم في هذا الاستفتاء”.
فيلم إنجازات السيسي
ولم يكتف السيسي بأدوار الأذرع الإعلامية؛ إذ أنتج المكتب الإعلامي لعبدالفتاح السيسي فيلمًا تسجيليًا عبر التلفزيون المصري بمناسبة مرور عامين على حكمه، وعرض عددًا من الصور التي يظهر فيها مع عدد من الرؤساء والملوك خلال زياراته الخارجية، مع الاعتماد على أبرز المشروعات التي افتتحها.
شكوى للأمريكان
وبعد انتقادات شهدها الإعلام الفترة الماضية، اشتكى عبدالفتاح السيسي الأمريكان إلى الإعلام. ففي حوار مع تشارلي روز بقناة “بي.بي.إس” الأمريكية قال إن الإعلام المصري لا يقدم الحقائق بشكل دقيق ولا يعكس الواقع في مصر، وذلك في حديث متعلق بقضية حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية.
وأضاف، وفقًا لوكالة “أنباء الشرق الأوسط”، أن “وسائل الإعلام والصحافة تقول ما تشاء؛ حيث لا توجد قيود ولا يوجد ديكتاتور في مصر”، لافتًا إلى أن ما تحاول الحكومة فعله هو تحقيق الأمن والاستقرار، بينما يوجد فصيل يحاول فرض قواعده ويلجأ إلى العنف ضد الدولة والشعب المصر.
الرقابة الإدارية
وتحوّلت أعمال هيئة الرقابة الإدارية إلى مادة يتناولها الإعلام، وحتى السياسيون، بشكل متكرر؛ في إطار عملية ترويج للهيئة وتلميعها التي يعمل نجل عبد الفتاح السيسي بها.
وخلال الشهور الماضية، لا يكاد يمر أسبوع إلا ويُعلن فيه “إنجازٌ” للهيئة التي يعمل بها مصطفى نجل السيسي، يتمثل في كشف قضايا فساد بمؤسسات الدولة، والمثير أن ذلك يتم بالتزامن مع حملة انتقادات تطال أجهزة رقابية أخرى.
وفي تقرير نشرته مؤخرًا صحيفة الأهرام الحكومية، قالت إن “الرقابة الإدارية تستحق التقدير بعد تطور أدائها في التصدي للفساد رغم ارتفاع مكانة المتهمين”، كما اعتبرت صحيفة الوفد (حزبية) أن الهيئة “حققت إنجازات متتالية في ضبط الفاسدين”، في حين وصفت صحيفة اليوم السابع (خاصة مقربة من السلطة) الرقابة الإدارية بـ “الحامي الأول لأموال الشعب”.
