شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

البرادعي: يمكنني العودة إلى مصر من الغد.. والثورات العنيفة “قادمة”

البرادعي: يمكنني العودة إلى مصر من الغد.. والثورات العنيفة “قادمة”
بعث نائب رئيس الجمهورية المصري السابق الدكتور محمد البرادعي في الجزء الخامس والأخير من حواره مع برنامج "وفي رواية أخرى" على "التلفزيون العربي" بعدة رسائل سياسية موجّهة إلى الداخل المصري، كما تناول الأوضاع المضطربة في

بعث الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية المصري السابق، في الجزء الخامس والأخير من حواره مع برنامج “وفي رواية أخرى” على “التلفزيون العربي”، برسائل سياسية موجّهة إلى الداخل المصري، كما تناول الأوضاع المضطربة في الإقليم العربي، ومحذرًا من منع أي مسلم من الدخول إلى الدول الغربية.

ووجّه الدكتور البرادعي رسالة تحذير مشددة إلى الأنظمة الحاكمة في العالم العربي، مفادها أن “الثورات العنيفة” قادمة لو استمرت عمليات إجهاض التغيير السلمي والإصلاح بالقوة والقهر.

كما دعا الشباب إلى الاستعداد لهذه المرحلة، قائلًا إن “إسقاط النظام ليس كافيًا، وعليكم تنظيم أنفسكم سياسيًا”، وأن يختاروا قيادة حتى يحكموا أهداف الثورة ويحققوها، وقال إن الأهداف “لم تتحقق” لأن “رغيف العيش مرتبط بالحرية ولا يمكن فصلهما عن بعضهما”.
لن أترشح إلى منصب
وأكد البرادعي أنه لن يترشح إلى أي منصب رسمي تحت أي ظرف من الظروف في المستقبل. وقال: “ما إنْ عدت إلى مصر لم يكن في نيتي خوض الانتخابات الرئاسية، ولكن الشباب ألحوا عليّ وقتها”. 
وأشار إلى أن سنّه المتقدمة تمنعه حاليًا من ذلك. مضيفًا أنه يرى دوره في الفترة المقبلة في إطار تقديم النصائح “كرجل لديه تجربة سابقة”، مشددًا على أنه لن يكون جزءًا من أي عمل تنفيذي.
العودة إلى مصر
وعن إمكانية عودته إلى مصر، قال البرادعي إنه يمكن أن يعود بدءًا من الغد، لافتًا إلى أن سبب خروجه من البلاد يتمثل في أنه وجد جوًا قائمًا على الاستقطاب، وجد نفسه فيه كمن يسبح عكس التيار، وفق تعبيره. 
وردًا على سؤال عن عودته إلى البلاد لو تلقى دعوة من القوى السياسية لإنجاز مصالحة وطنية، أكد أنه لن يتأخر عن القيام بأي شيء يساعد على وضع مصر على الطريق السليم؛ لكنه شدد على أن ذلك سيكون “خارج أي عمل وظيفي”، وفق تعبيره.
ودعا البرادعي قوى المجتمع المصري كافة إلى إيجاد وسيلة للتعايش سويًا، مؤكدًا أن “هذا ليس طلبًا غريبًا؛ فلا بد أن نراجع أنفسنا ونفهم أن أحدًا لن يقضي على أحد؛ وإلا فإن البديل سيكون استمرار الاقتتال، وبالتالي سيخسر الجميع”، بحسب قوله.
الأوضاع بعد 6 سنوات من الثورة
وقال البرادعي إنه بعد مرور 6 سنوات على ثورة 25 يناير “لسنا في الوضع الذي كنا نحلم به ونتمناه؛ وهذا نتيجة الحكم غير الرشيد خلال الفترة الماضية”، مشيرًا إلى أن أكثر ما يثير انزعاجه هو حالة الاستقطاب المستمرة في المجتمع المصري. 
وأضاف أن مصر الآن قائمة على الخوف وليس الحلم؛ فالثورة بدأت بحلم، واليوم الشعب يعيش على الخوف من عدم توافر الغذاء والدواء، مطالباً بـ”وقفة ليراجع الجميع أين نقف الآن”. ووجه نداءه قائلًا: “نحن تجاوزنا مرحلة اللوم، وعلى الفئات الأربع المُكونة للمجتمع، سواء أجزاء النظام القديم، والشباب والقوى المدنية، والقوى الإسلامية، والمؤسسة الأمنية أو القوات المسلحة، يعني كل القوى التي تولت إدارة الدولة من 2010م، عليهم أن يجدوا وسيلة للتعايش مع بعضهم (على غرار) كل الناس”.
وأشار البرادعي إلى أن الثورة بعد 6 أعوام لم تحقق أهدافها، وقال: “الثورة لم تحكم ولا أهدافها تحققت”، وأضاف أنه حتى لما تُرِك “المجلس العسكري يحكم ويبدأ تحقيق أهداف الثورة (فإن ذلك) لم يحدث”، وتابع: “كذلك الأمر مع الرئيس المعزول محمد مرسي”، بحسب قوله. 
وأردف الدكتور محمد البرادعي قائلًا إن “البلاد لا تزال في مرحلة استقطاب، ولا نزال نشهد غياب الحرية عندما نجد الشباب في السجون نتيجة قوانين قمعية، وأشخاصًا أعرفهم شخصيًا اختفوا قسريًا”، وفق قوله.
منع المسلمين من دخول أمريكا
وقال البرادعي إن الغرب قد يمنع دخول أي مسلم إلى بلاده بسبب الهجمات الإرهابية، مؤكدًا أن ما يشهده العالم هو “أسلمة التطرف”، وليس “التطرف الإسلامي”، على حد تعبير أحد الخبراء الفرنسيين؛ بمعنى أن هؤلاء الأشخاص يكونون متطرفين بالأصل ويجدون إطارًا أيديولوجيًا لتبرير أفعالهم، وفق تعبيره.
وانتقد صمت الدول العربية حيال تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تتخذ موقفًا سلبيًا من المسلمين، وأضاف أن “اسم محمد أصبح مرتبطًا بأن من يحمله شخص مُسلم يدعو إلى العنف، وهذه الحقيقة المُرة التي نعيشها، ونحن نقول لا؛ (إذ إن) الإسلام دين سماحة، ولكن ماذا فعلنا لنثبت أنه كذلك؟”، بحسب البرادعي. 
وأكد أهمية عودة العلم والاجتهاد الديني، وقال: “انتهينا يوم حرقت كتب ابن رشد وطردناه من قرطبة واعتبروه كافرًا، وحرقنا كتب الفلسفة وقفلنا باب الاجتهاد”، وأشار إلى أسباب تاريخية أخرى بالتراث الإسلامي مثل تهميش دور المعتزلة، وكذلك تهميش الجانب العقلي في المذهب الأشعري. وشدد على ضرورة إعلاء قيم الإسلام المتمثلة في العمل والاجتهاد لتحقيق النهضة العلمية كما كانت في العصر الذهبي للإسلام، وحينها كان الإسلام والعلم يكمل أحدهما الآخر، وفق قول البرادعي.
الثورة السورية  
ولخص نائب رئيس الجمهورية المصري السابق مشاكل العالم العربي في أمور ثلاثة وهي: الحرية والمعرفة والمساواة؛ خاصة في ما يتعلق بتمكين المرأة، موضحًا أنه من دون حرية لا توجد معرفة، ومن دون الاثنين لا توجد مساواة؛ لذلك علينا مواجهة مشاكلنا بشجاعة حتى لا نخسر جميعًا، على حد تعبيره. 
وقال إن الثورة لم تفشل، وعادة ما تأخذ الثورات وقتًا طويلًا لتحقيق أهدافها؛ فالثورة الفرنسية شهدت بعدها عصر القمع، على حد تعبيره. ووجه رسالة إلى الحكام العرب قائلًا: “من يجعل الثورة السلمية مستحيلة فهو يفتح الطريق للثورة العنيفة، الثورة السلمية تأتي إذا لم يكن هناك إصلاح، وإذا لم تفتح الطريق للثورة السلمية فستعقبها ثورة عنيفة”.
كما رأى البرادعي أن الثورة السورية اختطفت من قوى عالمية وإقليمية، والوضع الآن أسوأ مما كان منذ 5 سنوات، والشعب السوري هو من دفع الثمن، وقتل 300 ألف من أبنائه، وتم تهجير الملايين. وأضاف أن كل ذلك يدفع للمبادرة من أجل الإصلاح “لأنه عندما تقوم الثورات فإن تبعاتها ثقيلة وفادحة”، وفق وصفه.
وأكد أن كل الأطراف تخسر من الاقتتال الأهلي، متسائلًا: “من هي الجهة الرابحة في ليبيا اليوم؟ من هو الرابح في سورية واليمن؟ وأضاف أن الجميع خاسر، ولا يمكن القول إن طرفًا من الأطراف كسب (في الصراعات القائمة). لكن البرادعي اعتبر أن الحكم المستبد يؤدي إلى تفجير الوطن.
العلاقة بين السعودية وإيران
قال البرادعي إنه يرى خلافات السعودية وإيران إقليمية وصراعًا على النفوذ، محذرًا من إعطائها صبغة دينية؛ لأن هذا يؤدي إلى تحريف الدين وتأجيج الصراع، ومشددًا على أنه لا فرق بين السنة والشيعة. ودعا البرادعي إلى احترام حرية العقائد والممارسات الدينية، والتركيز على القيم المشتركة مثل التسامح والمحبة.
واقترح البرادعي عقد مؤتمر بين دول منطقة الشرق الأوسط يشبه مؤتمر “صلح وستفاليا” الذي عُقد في القرن السابع عشر (عام 1648) وأنهى حرب الثلاثين عامًا في أوروبا. وقال: “المنطقة عندنا وصلت الآن إلى حالة من الدمار والتفجر والتهتك؛ فلا بد من مؤتمر مثل (مؤتمر وستفاليا) يشمل كل مشاكلنا، بما فيها القضية الفلسطينية والشيعة والسنة والعلاقات الإقليمية والحكم الرشيد”، وفق تعبيره. وحول مدى واقعية هذا الطرح، قال البرادعي إن ذلك يتطلب “قادة سياسيين مفكرين”.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023