في الأيام الأولى لتولي دونالد ترامب منصبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت إدارته وحلفاؤها أن الرئيس هو المصدر الوحيد الموثوق فيه لمعرفة الحقيقة، مطلقين على أي أكاذيب تقال من جهته بأنها “حقائق بديلة”!
قد يبدو هذا الكلام مألوفًا لدى البعض، وكأنه سمعه أو قرأه من قبل. في الحقيقة، هذا صحيح؛ فهذه التصريحات حول دونالد ترامب تبدو مطابقة تمامًا لما ورد في رواية جورج أورويل باسم “1984”، بحسب تقرير نشره موقع “فوكس”.
ومن عجائب القدر أنه في الأيام الأولى لرئاسة ترامب حققت رواية أورويل أفضل مبيعات في عام 2017م على موقع الأمازون.
تتناول الرواية وضع العالم بشكل بائس بعد أن تعلن الحكومة فيه احتكارها للحقيقة، بحسب موقع فوكس نفسه.
لخّص أورويل الفرضية التي تكمن خلف روايتها القاسية في عام 1944، واستلهمها من عواقب تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ بموجب “مؤتمر طهران”، ثم شرع في كتابتها بعد ثلاث سنوات على جزيرة جورا الأسكتلندية بين سنتي 1947 و1948 رغم معاناته المريرة مع مرض السلّ.
أرسل المخطوطة النهائية إلى دار النشر، وصدرت الرواية في 8 يونيو 1949، وترجمت إلى 65 لغة بحلول 1989؛ أكثر من أي رواية إنجليزية أخرى في ذلك الحين.
ويضيف موقع فوكس أن رواية أورويل تركز على الآليات التي تجبر بها الحكومة مواطنيها على الاعتقاد بالأكاذيب الصارخة التي تقولها الحكومة والإيمان بها، وكيف يقوم رجال الدولة بكتابة الوثائق الرسمية والتاريخية وتغييرها لتدعم أكاذيب الحكومة وجعل الشعب يصدق كل ما يقال له؛ وهو وضع مناسب تمامًا ومطابق إلى ما يقوم به ترامب.
ولكن، وكما كتب جو ليفينغستون في صحيفة “نيو ريبابلك”: 1984 ليست الحل المثالي للوضع الحالي.
ويضيف ليفينغستون: “إدارة ترامب لا تحاول حتى أن تداري أكاذيبها، مفترضة أن الانقسامات الأيديولوجية بين المواطنين الأمريكيين ستضمن أن تمر أكاذيبها دون مساءلة؛ بل ويتم تصديقها أيضًا”.
ويضيف موقع فوكس أن رواية أورويل تحكي عن “كيف يتم ضبط عقول المواطنين لرؤية حقيقة واحدة ولا شيء غيرها، وأن أي مواطن يسعى إلى التفكير والخروج عن عقلية القطيع يتم إجراء عملية تأديب له وإعادة تأهيل لكي لا يرى حقيقة في العالم سوى ما تخبره به الحكومة”.
ولكن إدارة ترامب لا تعمل على محو الواقع، كما يحدث في رواية أورويل؛ لكنها توظف الأفراد في وسائل الإعلام والأحزاب لوصف الواقع كما تراه الإدارة الأمريكية ورئيسها، وهو ما يضيف إلى نسخة ترامب قوة الواقع.
ويؤكد موقع “فوكس” أن 15% من مؤيدي ترامب على استعداد أن يقولوا إنهم رؤوا أرقامًا قياسية في حفل التنصيب، في حين أن الواقع كان غير ذلك تمامًا.