ترى قناة “بي بي سي” البريطانية أن تقارب العلاقات بين عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيكون بمثابة انتكاسة لحقوق الإنسان وستشجع على الإرهاب.
وقال تقرير للقناة إنه عندما قرر الرئيس ترامب إغلاق حدود أمريكا مؤقتًا أمام مواطني سبع دول تقطنها أغلبية مسلمة كانت استجابة القاهرة لافتة إلى النظر؛ إذ التزمت أكبر الدول العربية سكانًا بالصمت، وسار “الرئيس” المصري المتعصب وأنصاره في ركب ترامب، وكان عبدالفتاح السيسي القائد العربي الأول الذي هنّأ ترامب بفوزه في الانتخابات، وبدأت الرومانسية منذ أول لقاء بينهما في نيويورك في شهر سبتمبر الماضي عندما كان دونالد ترامب لا يزال في الحملة الانتخابية، وبعد اللقاء امتدح ترامب السيسي واصفًا إياه بأنه يسيطر بالفعل على البلاد.
وبينما لم تُطلق الولايات المتحدة على إطاحة الجيش لأول رئيس لمصر منتخب ديمقراطيًا الإسلامي محمد مرسي “انقلابًا”؛ إلا أن هذا التحرك تسبب في توتر في العلاقة مع الرئيس أوباما، والآن يتطلع السيسي إلى إعادة العلاقات، وزيارة إلى البيت الأبيض التي لم تمنحها له إدارة أوباما.
يتوقع التقرير أن تختفي حقوق الإنسان من جدول الأعمال حال زيارة السيسي إلى البيت الأبيض؛ فكلا الرجلين ليس لديهما الكثير لقوله عن هذا الأمر، لكنهما يتحدثان نفس اللغة عن مواجهة التطرف الإسلامي. وتعهد ترامب بمحو إرهاب التطرف الإسلامي من على وجه الأرض، فيما تعهد السيسي بمواجهة الإرهاب والتطرف ومحوهما.
ويضيف التقرير: يواجه السيسي تمردًا من المتشددين نشأ في شمال سيناء وانتشر إلى مناطق أخرى، واتصل به ترامب مؤخرًا واعدًا بتقديم الدعم اللازم. ومن جانبه، امتدح عبدالفتاح السيسي نظيره الأمريكي لإظهاره “الفهم العميق والكبير للمنطقة”، الذي بدا مفاجأة للعديد في الشرق الأوسط؛ فيما يقول المنتقدون إن قيود الهجرة التي فرضها ترامب -وألغيت لاحقًا من قبل القضاء الأمريكي- عنصرية وستكون لها نتائج عكسية.
ويقول خالد داوود، الناشط الليبرالي: أعتقد أن هذا المنع في صالح المتطرفين، ويضيف: القرار يستعدي أغلبية المسلمين، أو كل مسلمي العالم؛ وهذا بالضبط ما يريده تنظيم الدولة والمجموعات المتطرفة الأخرى أن تقوم به، وهو الدفع نحو المواجهة؛ لإرسال رسالة مفادها أن “الحضارتين لا يمكن تعايشهما”.