تنبّأ تحليل سياسي نشره موقع “جلوبال ريسك إنسايتس” الأمريكي بأن الأوضاع السياسية في البحرين ستشهد مناخًا سلبيًا الفترة القادمة، على الأقل حتى منتصف الشهر الجاري.
واعتمد التحليل على بيانات متطورة تنص على أن المشاعر التي يتم التعبير عنها في وسائل الإعلام يكون لها تأثير على البيئة السياسية في البحرين، وبم أن هذه المشاعر مسيطرة على الإعلام البحريني؛ فإن البلاد تنتظر تقلبات سياسية على مدار الأيام القادمة، بحسب الموقع الأمريكي نفسه.
ويفسر لنا جلوبال ريسك الأسباب التي تدفعنا إلى الاعتقاد بالتقلبات التي ستشهدها دولة البحرين:
1- زيادة المعارضة الشديدة للنظام في البحرين في الآونة الأخيرة:
زادت الاحتجاجات ضد نظام البحرين السني في عهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال الشهر الماضي، وكان جمهور المعارضين يتكون أغلبه من الشيعة.
وكانت النقطة المحورية في هذه المظاهرات اعتقال الحكومة لرجل الدين الشيعي البارز الشيخ عيسى قاسم واتهامه بمجموعة من الجرائم؛ بما في ذلك زرع الانقسامات الطائفية وغسل الأموال، كما حلت الحكومة أيضًا الحزب السياسي الذي كان يرأسه قاسم، حزب “الوفاق”.
واتخذت المعارضة الشيعية في البحرين بُعدًا عسكريًا، أو تسليحيًا بوجه أدق؛ حيث كان الشيعة مسؤولين عن عدد من الهجمات الإرهابية التي حدثت في البلاد في الآونة الأخيرة.
ومن المرجح أن ترفع المعارضة من وتيرة احتجاجاتها الفترة المقبلة؛ حيث من المنتظر أن تعقد محاكمة الشيخ عيسى قاسم يوم 12 فبراير الجاري.
2- المملكة البحرينية تضيّق الخناق بقسوة على المعارضة الشعبية:
تعمل الحكومة على قمع المعارضة بطريقة لم يسبق لها مثيل منذ انتفاضات البحرين عام 2011م، وقد بدأت الشرطة في الرد على الاحتجاجات بالسلاح، كما تعرض مرتكبو أعمال العنف إلى التعذيب والإعدام.
وتقوم وكالة الأمن القومي في البحرين أيضًا بإعادة الاستحواذ على السلطة بإجراء تحقيقات داخلية ومداهمة المنازل وشن حملة اعتقالات كبيرة.
كما قاومت الحكومة لمنع الصحفيين الأجانب والمنظمات غير الحكومية من دخول البلاد من أجل مساءلة النظام.
ويشير هذا الاتجاه إلى تصاعد العنف السياسي في الأسابيع المقبلة مع تكثيف الاحتجاجات.
3- توابع الإصلاحات الاقتصادية في البحرين:
خلال العام الماضي اتخذت البحرين المزيد من التدابير التي تهدف إلى “تحرير الاقتصاد” لجذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز القطاعات المالية والصناعية والصمود أمام انخفاض أسعار النفط.
وتتجه الدولة إلى تقليص الدعم الحكومي للماء والغذاء والطاقة، وهو الدعم الذي تعتمد عليه نسبة كبيرة من العائلات؛ مما يشير إلى أن البلاد الفترة القادمة ستشهد تصعيدًا كبيرًا في احتجاجات الشيعة؛ استغلالًا للموقف.
وفي نهاية التقرير، يشير الموقع الأمريكي إلى أن حالة عدم الاستقرار السياسي في البحرين ستكون قصيرة الأجل؛ حيث تعْتَبِر دولُ الخليج البحرين مركزًا ماليًا رئيسًا وحصنًا ضد توسع النفوذ الإيراني.
كما أن الوجود العسكري القوي للولايات المتحدة والمملكة المتحدة في البلاد سيجعلهما يطالبان النظام البحريني بالاستقرار في البلاد.