حذّر محللون من تبعات الغارة “الفاشلة” التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية الشهر الماضي على اليمن وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 23 شخصًا من المدنيين اليمنيين وضابط بحرية أميركي، بحسب تقرير نشره موقع “فايس نيوز” الكندي الأميركي.
وأكد المحللون أن هذه الغارة التي قامت بها أميركا تحت رئاسة دونالد ترامب ستكون سببًا في تقويض جهود مكافحة الإرهاب الأميركية في هذا البلد الذي تمزقه الصراعات.
ويقول تقرير “فايس نيوز” إنه بعد النتائج الكارثية لأول عملية تقوم بها إدارة ترامب في مكافحة الإرهاب، تراجع اليمن عن الإذن الذي منحه لأميركا لتشغيل بعثات العمليات الخاصة على أراضيه، التي تعتبر موطنًا لواحدة من أكثر فروع تنظيم القاعدة خطورة.
وقد تسببت صور المدنيين اليمينين الذين لقوا حتفهم في الغارة -بما في ذلك نوار أنور العولقي البالغة من العمر 8 سنوات وابنة زعيم تنظيم القاعدة الراحل أنور العولقي- في عاصفة من الجدل على شبكة الإنترنت.
وقد خلق عدد القتلى المدنيين مشكلة إدراك رئيسة للحكومة المحاصرة في اليمن، والتي تستفيد من دعم الولايات المتحدة لقوات التحالف التي تقودها السعودية للمكافحة في حرب نيابة عنها ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران منذ ما يقرب من عامين، بحسب الموقع نفسه.
ولا تتوقف خسارة أميركا على تراجع اليمن عن مساندتها في مكافحة القاعدة، ولكن أيضًا تنظيم القاعدة نفسه يسعى إلى الحصول على مكسبه من هذه الغارة الفاشلة؛ حيث استغل هذه الواقعة وأفرج عن تسجيل من زعيمه قاسم الريمي هذا الأسبوع يسخر فيه علنًا من رئيس الولايات المتحدة، بحسب فايس نيوز.
ويضيف الموقع أن الإدارة الأميركية حاولت تخفيف وقع فشلها بإصرارها أن عدد القتلى لم يكن كبيرًا مثلما تنشر وسائل الإعلام.
وتعليقًا على ذلك، يقول بيل روجيو، من مجلة “لونج ور”، إن الغارة “ضربة سياسية ولها كوارث على العلاقات العامة لإدارة ترامب”، مضيفًا أنه من المرجح أن تكون الغارة عائقًا يعرقل جهود مكافحة الإرهاب الأميركية المستقبلية في البلاد.
وبحث ترامب خلال الفترة الماضية عن أمر يجعله يتجاوز تكتيكات إدارة أوباما، التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على حرب الطائرات من دون طيار لإخراج قادة تنظيم القاعدة من البلاد؛ لذلك تعهّد ترامب بحملة أكثر عدوانية ضد من وصفهم بالمتشددين الإسلاميين، وأكد أنه سيتجه إلى عمليات على الأرض ولن يعتمد فقط على سلاح الطيران.
ولكنّ ما حدث سيكون عائقًا كبيرًا أمام ترامب في طريق تنفيذه للتكتيك الذي يريده في قتال تنظيم القاعدة.
