منذ أن ظهر عبدالفتاح السيسي على الساحة السياسية ترسّخ لدى المصريين انطباعٌ نفسي رسم عنه صورة ذهنية ربما تكون سلبية لدى البعض؛ بسبب بكائه المتكرر في أكثر من مناسبة.
فماذا وراء هذا البكاء المتكرر من رجل وصل إلى سدة الحكم عبر العديد من الأحداث التي يصفها البعض بالدموية، وارتقت برؤية بعض المؤسسات الحقوقية إلى درجة “المجازر”؟
المبادئ لا تتجزأ
يقول الناشط السياسي محمد عباس، عضو جبهة “طريق الثورة”: إذا كان بكاء السيسي يعكس جوانب إنسانية في شخصيته فإن المبادئ لا تتجزأ. وتساءل: لماذا لم يبك السيسي عندما سقط شهداء ثورة يناير الشاب تلو الآخر أمامه في ميدان التحرير وكان حاضرًا بالميدان يوم “موقعة الجمل”؟ ولماذا لم يبك والشعب كله يشاهد طفلًا لم يتجاوز العاشرة من عمره يترجى أمه أن تستيقظ من الموت وتعود إلى الحياة قائلًا لها: “قومي يا ماما بالله عليكِ”؟! أين كانت دموع السيسي و74 شابًا من خيرة شباب مصر يتم قتلهم في ملعب لكرة القدم على مرأى من العالم أجمع ومسمعه في “مذبحة ستاد بورسعيد”؟! ويوجّه عباس الحديث للسيسي قائلًا: المبادئ لا تتجزأ، والإنسانية كذلك لا تتجزأ؛ ولو كانت دموعك صادقة من أجل الضحايا لصدقت من أجل الجميع.
أمر مستغرب
من جانبه، يرى أحمد عبد الله، أستاذ علم النفس، أن تكرار بكاء شخص في موضع سلطوي تنفيذي -مثل موضع السيسي- هو أمر مستغرب؛ خاصة وأن السيسي في الأصل رجل عسكري تدرب جيدًا على ضبط النفس على مدار حياته العسكرية وتعرض للعديد من المواقف العصيبة التي ترسّخ داخل الإنسان الانضباط والتحكم في الذات.
الخداع والمراوغة
وأوضح خبراء أن السيسي يعتمد في مخاطبته للشعب المصري على الخداع والمراوغة، وهو يعلم جيدًا مدى عاطفية الشعب المصري، ويتخذ من البكاء طريقًا لكسب تعاطف الشعب. ويتابعون أن “هذه هي عادة من عمل في المخابرات: اعتماد المراوغة وكسب التعاطف؛ خاصة في حالات الفشل على مستويات أخرى”.
يُذكر أن السيسي منذ توليه رئاسة مصر عقب انقلاب عسكري في يوليو 2013 لجأ للبكاء في 12 موقفًا، أشهرها بكاؤه في احتفالية توسعات شركة النصر للكيماويات واستماعه إلى والدة أحد الضباط ضحايا الهجوم على كمين الرفاعي بمدينة الشيخ زويد.
