شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تعرّف على كاتم أسرار “نتنياهو” وممثل إسرائيل في تسريبات “مكملين”

تعرّف على كاتم أسرار “نتنياهو” وممثل إسرائيل في تسريبات “مكملين”
تصدّر الدبلوماسي الإسرائيلي إسحاق مولخو المشهد عقب التسريب الذي بثته قناة "مكملين" الفضائية لمكالمات هاتفية بينه ووزير الخارجية المصري سامح شكري.

تصدّر الدبلوماسي الإسرائيلي إسحاق مولخو المشهد عقب التسريب الذي بثته قناة “مكملين” الفضائية لمكالمات هاتفية بينه ووزير الخارجية المصري سامح شكري.

ويُعتبر “مولخو” واحدًا من أهم الدبلوماسيين الإسرائيليين المقربين من بنيامين نتنياهو، ومستودع أسراره، ورجل المهمات الصعبة، حسب تقارير إسرائيلية.

يُعرف بأنه “مفاوض محنّك”، قال عنه مستشار الرئيس الأميركي دنيس روس في مذكراته إن “مولخو هو الشخص الوحيد الذي يوليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ثقته الكاملة، وهو على الأرجح الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يقول لنتنياهو أشياء لا يحب سماعها”.

ونشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تقريرًا عن مولخو بعد لقائه وزير الخارجية المصري في زيارة غير معلنة للأخير إلى مدينة القدس المحتلة في يوليو الماضي.

هو باختصار واحدٌ من أبناء الجيل السادس في مدينة القدس المحتلة، محامٍ، وأقرب المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصاحب العلاقة الوثيقة برسم سياسة إسرائيل الخارجية؛ حيث يتولى عددًا من الملفات المهمة.

ولد “إسحاق مولخو” في عام 1945، والده رافائيل مولخو مؤسس أحد أهم البنوك في إسرائيل، وحفيد إسحاق مولخو رافائيل مؤسس حي “رحافيا” في القدس. درس الألعاب الرياضية، وكان بطل شباب القدس في التنس، كما درس القانون في الجامعة العبرية ثم عمل لما يقرب من عامين في شركة محاماة كبيرة في الولايات المتحدة وعاد إلى إسرائيل وانضم إلى مكتب محاماة “أرين شمرون”، وهو متزوج ولديه ولدان.

يعد “مولخو” أحد المقربين من نتنياهو، وهو مبعوثه الشخصي إلى الشؤون السياسية، وأهم المفاوضين الإسرائيليين في عدد من الملفات المهمة.

بدأ عمله محاميًا في إسرائيل عام 1970، وكان “مولخو” مستشار نتنياهو في ولايته الأولى مع دوري جولد، وأصبح مولخو أول ممثل عن حكومة نتنياهو الأولى في عام 1996، ولعب دورًا هامًا في صياغة اتفاقية الخليل.

علاقته بنتنياهو وقتها أصابتها بعض الأزمات، حينما اعترض على تعيين “روني بارون” في منصب النائب العام، بعد استقالة البارون عرض على نتنياهو ليكون هو النائب العام؛ لكن “بيبي” رفض.

في عام 2009، مع عودة نتنياهو رئيسًا للوزراء في الحكومة الإسرائيلية، تم تعيين مولخو لإدارة المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين بوساطة المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل.

وفي أغسطس 2010 تم تعيينه رئيسًا لفريق التفاوض، الذي كانت مهامه إدارة المحادثات الإسرائيلية المباشرة مع الطاقم الفلسطيني برئاسة صائب عريقات.

وإلى عام 2010 كان يعمل مولخو في الحكومة الإسرائيلية متطوعًا؛ ثم تم تعيينه بشكل رسمي في العام نفسه ممثلًا لرئيس الوزراء، وتم تحديد مسؤولياته؛ وهي إدارة الاتصالات السياسية مع حكومة الولايات المتحدة والحكومات الأخرى والسلطة الفلسطينية بشأن المسائل المتعلقة بالعلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمسائل الدبلوماسية كذلك، على أن يقدم تقريرًا إلى رئيس الوزراء ووزير الخارجية قبل رحيله، وبعد إنهاء الاجتماع.

وفي مايو 2013 شارك مولخو مع وزيرة العدل تسيبي ليفني في سلسلة من الاجتماعات السرية في الأردن مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري؛ في محاولة لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقالت صحيفة “معاريف” عن “مولخو” إنه ظل رفيقًا لنتنياهو في قلب النشاطات الدبلوماسية واللقاءات مع الممثلين الفلسطينيين والعرب منذ وصول رئيس الوزراء إلى منصبه للمرة الأولى عام 1996.

ويشغل مولخو عدة وظائف أخرى؛ منها رئيس مجلس إدارة متحف إسرائيل، وعضو مجلس إدارة المعهد اليهودي، والقنصل الفخري في النمسا، ورئيس اللجنة المالية في لجنة تخطيط السياسات والشعب اليهودي في الوكالة اليهودية.

علاقته بحسين سالم

وتعد أهم الملفات التي يتفاوض حولها مولخو في القاهرة ملف قضية الغاز المصري؛ حيث يصل في بعض الأوقات إلى القاهرة بمفرده دون أن يرافقه ممثلون عن وزارة الطاقة أو شركة الكهرباء الإسرائيلية. ومن أهم المفاجآت حول مولخو أنه المحامي الخاص لحسين سالم.

في مايو 2011، عُيّن إسحاق مولخو مع ديفيد مدين مسؤولًا عن المحادثات بشأن الإفراج عن جلعاد شاليط، كما تفاوض مع مصر حول إطلاق سراح الإسرائيلي “إيلان جرابيل” الذي ألقي القبض عليه في القاهرة عام 2012. كما تفاوض مولخو أيضًا قبل عام ونصف العام على الإفراج مبكرًا عن “عودة ترابين”، وعندما فشلت المفاوضات كان يتابع أيضًا الإفراج عنه في موعده.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، التي نشرت بعضًا من رسائل هيلاري كلينتون السرية، أوضحت الصحيفة أن آخر رسالة تلقتها كلينتون عن سيناء بعنوان “مولخو والتوترات في سيناء”؛ في إشارة إلى كبير مستشاري الأمن الإسرائيلي إسحاق مولخو، مضيفة أن محتويات الرسالة حُجبت تمامًا؛ وهو ما يعني أن مولخو يلعب دورًا كبيرًا في التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل في سيناء.

وبحسب جريدة “هآرتس”، فإن أهم الملفات أيضًا التي بحوزة مولخو أنه سيحاول من خلال المفاوضات إعادة العلاقات الدبلوماسية إلى مجراها الطبيعي، كما ترأس مولخو الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة بشأن المفاوضات غير المباشرة مع حماس، وفي بعض الأحيان يلتقي نيابة عن نتنياهو بالفلسطينيين والأميركيين في الأردن ورام الله وفي واشنطن؛ فمولخو هو بطل كل الاتفاقات السرية مع الفلسطينيين.

محنّك ومخضرم
قال المحامي “دانيال ريزنر”، رئيس سابق لمكتب النائب العام الدولي، عن مولخو: هو محنّك ومخضرم، ولديه مهارة في تقصير طريق المفاوضات؛ فنتنياهو يثق فيه تمامًا، فهو شخص يستطيع الحصول على ما يريد بالضبط، ويفعل ذلك مع الحفاظ على كرامة دولته، كما أنه استطاع أن يجبر عددًا من الدول على احترام آراء إسرائيل، على الرغم من أن هذا ليس سهلًا؛ فهو يعلم كيف يحمي مصالح البلاد دون غطرسة، بل بأدب؛ ما يجعل “بيبي” يثق فيه كل هذه الثقة؛ لأنه ليست لديه طموحات سياسية، فلا يهدد نتنياهو.

وأضاف دانيال: “دائمًا تجده مبتسمًا، وقبل أن يبدأ في التفاوض يلقي نكتة لكسر الجليد ويخلق جوًا لطيفًا.

أما المثير عن مولخو، بحسب التقارير الواردة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن آراءه السياسية غير واضحة، رغم أنه يقترب كثيرًا من آراء “الليكود”؛ لكنه يتعمد عدم الكشف عن آرائه السياسية. يُذكر أنه رفض عرض نتنياهو الأول ليكون ضمن مستشاريه في مكتبه، وقال إنه “يشمئز من السياسة”.

وقال عنه الدكتور شمعون شابيرا، الذي كان السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «من الصعب التنبؤ بما في المفاوضات داخل الغرفة ونحن في آخر القاعة؛ ولكن شيئًا واحدًا واضحًا: إذا كان هناك خطأ سيحدث فإنه لن يحدث لأن مولخو في الداخل”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023