سلط تقرير لقناة “أي تي في” البريطانية الضوء على استمرار تساقط ضحايا الألغام في مصر على الرغم من مرور 75 عاما على معركة العلمين التي شهدت أكبر عملية لزراعة الألغام في العالم.
وقال التقرير إنه يعد مضي خمسة وسبعين عاما على معركة العلمين، لا يزال المدنيون المصري يتعرضون للإصابات المؤدية إلى التشوهات الجسدية بسبب الألغام الأرضية التي خلفتها واحدة من الحملات المعروفة خلال الحرب العالمية الثانية، ويصادف هذا العام الذكرى الخامسة والسبعين للحملة، التي شهدت نهاية الجهود الحربية الألمانية في شمال إفريقيا.
وتحتل معركة العلمين أهمية كبيرة في نتائج الحرب العالمية الثانية، ويقول “تشرشل” رئيس الوزاء البريطاني آنذاك “قبل العلمين لم نعرف الانتصار أبداً وبعد العلمين لم نعرف الهزيمة أبداً”، ولكن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كان هناك أكثر من 8000 إصابة بسبب الألغام الأرضية التي خلفتها القوات البريطانية والإيطالية والألمانية، وتركت هذه القوات نحو 17 مليون لغم أرضي وتمثل أكبر حقول الألغام المزروعة على الإطلاق، وإلى يومنا هذا تجعل الألغام المزروعة خمس مساحة البلاد غير صالح للعمران.
وساعدت رمال الصحراء الغربية في الحفاظ على مادة “تي إن تي” في الذخائر غير المنفجرة، ولم يكن لها أي تأثير في الحد من قوتها، ويقول قاسم الذي فقد ذراعه بسبب لغم من الحرب العالمية الثانية عام 1991: “كان على الدول الأوربية التي زرعت هذه الألغام أن تزيلها قبل ترك مصر”
ويشير التقرير إلى أن الجيش المصري قضى أعواما في إزالة هذه الألغام في عملية ضخمة وبطيئة للغاية، وشاركت الدول الأوروبية في بعض الجهود بتقديم بعض المعدات وتمويل جزئي لعيادة الأطراف الصناعية للضحايا، التي فتحت أبوبها فقط قبل أربعة أشهر، لكن السلطات المصرية تقول إن الأمر الأكثر أهمية هو سيكون تقديم خرائط عام 1942 التي توضح مكان زراعة هذه الألغام.
ويقول “ماركو رامازوتي” من معهد الألغام الأوروبي: “الأوروبيين ليسوا على استعداد للاعتراف بمسئولياتهم السياسية، وهناك مسئولية أوروبية هنا”، مضيفا: “لقد كانت حرباً أوروبية، ولم يكن لمصر أي دخل بها”، بحسب التقرير.
ويختم التقرير بالإشارة إلى ادعاءات الحكومة المصرية باستخدام القاعدة وما يعرف ب”الدولة الإسلامية” لمادة “تي ان تي” في بعض التفجيرات.