شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد انتخاب “السنوار”.. كيف ستتعامل حماس مع مصر وإيران وإسرائيل؟

بعد انتخاب “السنوار”.. كيف ستتعامل حماس مع مصر وإيران وإسرائيل؟
يراقب المحللون عن كثب التغيرات التي يمكن أن تشهدها حركة حماس خلال الفترة المقبلة بعد انتخاب الأسير المحرَّر يحيى السنوار قائدًا للحركة خلفًا لإسماعيل هنية، وكان السنوار المسؤول عن الجهاز العسكري "كتائب القسام" في الدورة

يراقب المحللون عن كثب التغيرات التي يمكن أن تشهدها حركة حماس خلال الفترة المقبلة بعد انتخاب الأسير المحرَّر يحيى السنوار قائدًا للحركة خلفًا لإسماعيل هنية، وكان السنوار المسؤول عن الجهاز العسكري “كتائب القسام” في الدورة السابقة للانتخابات. 

ويرى مراقبون أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” تقف على أعتاب مرحلة سياسة جديدة في ظل ما أفرزته انتخاباتها الداخلية من ترؤس يحيى السنوار لهيئتها القيادية في قطاع غزة. 

علاقتها بمصر

ويتوقع المراقبون أن السنوار، المحسوب على الجهاز العسكري للحركة، قد يسعى إلى التقارب مع إيران؛ لكنه لن يدفع باتجاه التصعيد العسكري مع إسرائيل، كما سيسعى إلى تعزيز العلاقة مع مصر. 

من جانبه، يرى إبراهيم المدهون، رئيس مركز أبحاث المستقبل (غير حكومي)، أن السنوار سيعمل على تعزيز العلاقة مع مصر؛ بل -وبحسب تأكيده- سيفتح آفاقًا جديدة فيما يتعلق بالعلاقة الثنائية بين الطرفين. 

وصرّح عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” صلاح البردويل أن القائد الجديد للحركة بقطاع غزة يحيى السنوار “وطني متمرس في العمل السياسي، وهو شخصية حريصة على المصالحة، وسيطور مع مصر العلاقة التي بدأها هنية”.

تقارب مع إيران

وأوضح المحلل السياسي تيسير محيسن، مدرس العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن فوز السنوار في قيادة حماس بغزة سيدفع الحركة إلى التقارب مع إيران. 

وقال “محيسن” لوكالة الأناضول إن قيادة الجهاز العسكري في السابق كانت تصرّ على بقاء علاقة الحركة مع إيران، بغض النظر عن المواقف السياسية للطرفين، تجاه قضايا المنطقة؛ كونها مصدرًا مهمًا للدعم المالي والعسكري. 

التصعيد العسكري

من جانب آخر، رأى “محيسن” أن حركة حماس تتجه إلى تعزيز نفوذ الجهاز العسكري فيها على حساب التيار المدني، قائلًا: “إرادة الجهاز العسكري في حركة حماس كان لها دور في وصول السنوار إلى قيادة الحركة بغزة”. 

واستطرد: “وذلك يكون بعكس ما نشأت عليه حركة حماس، التي اُعتبرت مؤسسة مدنية أسست جهازًا عسكريًا”، محذرا من أن التوجه الجديد لدى حركة “حماس” وإفرازات الانتخابات الأخيرة لها قد يستقطبان الأصوات الدولية ضدها.

وأضاف: “الأصوات والأطراف الدولية التي كانت تسعى إلى جعل حركة حماس (إرهابية) ستجد مبررًا لها اليوم  مع وصول العسكر إلى المراكز القيادية”. 

الحرب مع إسرائيل

وفي الوقت ذاته، يستبعد “محيسن” أن تتجه “حماس” في ظل قيادة السنوار إلى الحرب مع إسرائيل؛ حيث قال: “حماس، ورغم وصول شخصية عسكرية متصلبة إلى قيادتها في غزة؛ إلا أنها عقلانية وبعيدة عن التهور في التصرفات والمواقف الحاسمة”. 

وأوضح أن حركة “حماس” لديها استراتيجية في التعامل مع استفزازات إسرائيل الميدانية؛ أبرزها ميزان “الربح والخسارة”. 

ويرجّح محيسن أن تتمسك “حماس” بموقفها تجاه ملف “تبادل الأسرى” مع إسرائيل؛ لا سيّما وأن الملف يُديره ويضع شروط إنجازه الجهاز العسكري بالحركة. 

وكشف محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، مؤخرًا في لقاء تلفزيوني مع قناة “الجزيرة مباشر” عن أن حركته رفضت عرضًا إسرائيليًا لصفقة تبادل؛ أبرز بنودها تخفيف الحصار عن قطاع غزة مقابل الإفراج عن الجنود الإسرائيليين الأسرى بالقطاع.

واتفق المحلل السياسي الفلسطيني حمزة أبو شنب مع “محيسن” في أن حماس ستتجه إلى التقارب مع إيران؛ حيث صرح لوكالة الأناضول أن “حركة حماس في غزة ستشهد مزيدًا من الانفتاح على إيران، في إطار سعيها إلى تطوير جهازها العسكري”. 

وأضاف: “تطوير الجهاز العسكري لدى حماس يحتاج دولة مثل إيران قادرة على دعمه ماليًا وعسكريًا”.

وعلى مدار سنوات، أقامت “حماس” علاقات قوية ومتينة مع إيران؛ لكن اندلاع الثورة السورية في مارس 2011 ورفض “حماس” تأييد نظام الأسد وتّر العلاقات بين الجانبين.

واعتبر “أبوشنب” أن حضور “السنوار” على رأس قيادة قطاع غزة سيُعطي مزيدًا من الاهتمام لتطوير الجهاز العسكري للحركة، مضيفا: “هو من الشخصيات التي تؤمن بجانب تطوير الجهاز العسكري في حماس”. 

ملف تبادل الأسرى

ويرجح أبو شنب أن تتمسك حركة “حماس” في غزة في ظل قيادة “السنوار” بموقفيها السياسي والعسكري، الذي وصفه بـ”المتصلّب” إزاء ملف “تبادل الأسرى”.

واستبعد أن تنشب حرب قريبة مع إسرائيل، مضيفا: “في نهاية المطاف، قرار التصعيد العسكري في غزة ليس قرارًا فرديًا؛ إنما تشارك في صياغته المؤسسة الداخلية في حماس”. 

بدوره، يرى إبراهيم المدهون، رئيس مركز أبحاث المستقبل (غير حكومي)، في حديثه لوكالة الأناضول، أن حركة حماس في عهد السنوار ستكون “أمام مرحلة جديدة ستنعكس على أدائها السياسي”. 

ولفت “المدهون” إلى أن السنوار سيمنح الحركة ما وصفه بـ”المرونة” في كثير من الملفات والسياسات الشائكة؛ من أبرزها ملف المصالحة الفلسطينية والعمل على إنهاء الانقسام الداخلي مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التي لم تُكلّل جهود إنهاء الانقسام بالنجاح طوال السنوات الماضية، رغم تعدّد جولات المصالحة بين الحركتين.

وقال: “السنوار سيمنح قطاع غزة الاستقرار؛ فهذه الشخصية العسكرية تعرف تمامًا كيف تضبط الأمور وتنظم الحالة العسكرية الميدانية، وبالتالي هذا ما يدفعنا للقول إن هناك صياغة جديدة للاشتباك مع إسرائيل”.

ويميل المدهون إلى أن السنوار سيدفع باتجاه تعزيز التهدئة مع إسرائيل والابتعاد عن شبح “الحرب”، كما يتفق مع سابقيه في أن حركة حماس ذاهبة إلى تطوير علاقتها مع إيران وكثير من الدول العربية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023