شبكة رصد الإخبارية

كيف قدّس المصريون القدماء الحيونات؟.. قتل القطط جريمة عقوبتها الموت

كيف قدّس المصريون القدماء الحيونات؟.. قتل القطط جريمة عقوبتها الموت
حظيت الحيوانات في عصور الفراعنة بمكانة عالية ومرموقة وصلت إلى حد التقديس لبعضها، واتخدوها رموزًا وآلهة، قاموا على أثرها بتجريم قتلها، وتحنيطها ورسموها على معابدهم ومخطوطاتهم.

حظيت الحيوانات في عصور الفراعنة بمكانة عالية ومرموقة وصلت إلى حد التقديس لبعضها، واتخدوها رموزًا وآلهة، قاموا على أثرها بتجريم قتلها، وتحنيطها ورسموها على معابدهم ومخطوطاتهم.

وعثر على مقابر قديمة كانت خاصة بالحيوانات، مما دل على عنايتهم بها حتى بعد موتها.

ونقلت”هافينجتون بوست” دراسة؛ أرجع الباحثون فيها عناية المصريين القدماء المفرطة بالحيوانات، لعدة أسباب منها العبادة، وأحياناً بهدف الاستفادة منها، أو بسبب الانبهار بقدراتها، ومرات أخرى نتيجة الخوف منها واتقاءً لشرها، وفي هذا التقرير سنتعرف على تفاصيل العلاقة بين الفراعنة وبعض الحيوانات التي كانت لها مكانة خاصة في حياتهم، ومعتقداتهم.

1- الثور

اعتبر قدماء المصرييين، الثور في فترات كبيرة رمزاً للخصوبة والقوة، الغريب أنه لم تُقدس الثيران كلها في المطلق، بل يُختار ثور بعينه يُعتقد أنه يحمل علامات مقدسة تجعله متفرداً.

وعبر المصريين عن الإله بوخيس، بهيئة الثور كما أدمجوه مع الإله مونتو وربطوه بالإله رع على ذات الهيئة.

وفي مدينة “ممفيس”، مثلاً وقع الاختيار على ثور أسود اللون على جبهته بقعة بيضاء مثلثة، وأُطلق عليه اسم “أبيس Apis”، وقد حظي بمعاملة ملكية لا يحلم بها البشر العاديون، ويعيش على نظام غذائي من الكعك، والعسل، بينما يقدمون له من وقت لآخر محظيّات من البقر، ليختار من بينها ما تُثير شهوته.

وأقام قدماء المصريون، للثور  حفلة ضخمة، تحضر فيها الكثيرات من الأبقار والثيران  الأخرى، فيما يقوم جزار بذبحها كقرابين تُقدم لهذا الثور المُختار، ليظل الثور يُعامل كإله إلى أن يتوفى، ثم يُحنط، ويُوضع في تابوت خاص، ويُدفن كما يليق بملك، بجانب تسجيل تاريخ ميلاده، ووفاته على الجدران، وتبدأ بعدها عملية اختيار ثور آخر، يُتخذ كإله جديد.

2- النمس


 

وحظي حيوان النمس بمكانة كبيرة قديماً حيث كان يسمى بفأر فرعون وذلك لأنه كان يأكل بيض التماسيح مما قلل من عددها في نهر النيل فأصبح من الحيونات المقدسة عند الفراعنة، وهناك أسطورة تقول أن هناك نمساً، شُوهد  يتسلق فماً مفتوحاً لتمساح نائم فدخل إلى معدته، ثم شق طريقه للخارج من الجهة الأخرى.

ويشار في كتب التاريخ إلى أن الفراعنة شاهدوا نمساً استطاع قتل كوبرا، فبدأوا بعدها في تقديسه، وتصميم تماثيل مصنوعة من البرونز تحمل شكله، بالإضافة لارتداء تمائم على نفس الشكل بغرض الحماية.

وبالرغم من كون النمس من رتبة آكلات اللحوم، إلا أن العادة جرت على اعتباره حيواناً أليفاً، حتى إنه عُثر على بعض المصريين مدفونين مع بقايا نموس مُحنطة، ووفقاً للأساطير قيل إن الإله “رع” كان يتحول إلى هيئة نمس من أجل مكافحة الشر.

3- القط

 

قدس الفراعنة، القطط بصورة كبيرة عن باقي الحيوانات، وظهر جلياً تقديسهم في اتخاذها كإله الحنان، ولقبوها “باستيت – Bastet” واعتبروا أن قتل القطط محرم وجريمة عقوبتها الموت.

ومن دلائل محبة الفراعنة، للقطط،  عندما تعرضوا لهجوم عام 525  قبل الميلاد من قِبل جيوش الفُرس، الذين رسموا صورة الإلهة “باستيت” على دروع الجنود، ولفوا القطط حول أياديهم، ما جعل المصريين يرفضون الدفاع عن أنفسهم، والقتال خوفاً من تحقيق أي ضرر بتلك القطط، وهو ما أدى إلى هزيمة مصر والسقوط تحت وطأة الفُرس لفترة.

حتى إن المؤرخ “ديودور الصقلي”، سجل أن واحداً من ملوك مصر القدامى حاول التوسط لرجل روماني قتل قطةً بدون قصد، لكن الشعب ثار، وأصر على تطبيق الحكم، حتى لو كان ذلك يطرح احتمالية نشوب حرب مع روما.

وكان المصريون القدماء عند موت أي قط، يلقون جثمانه  في الكتان، ويضعون على جسده زيت الأرز، وبعض التوابل التي تمنحها رائحة عطرة، ومن ثم تُحنط، وتدفن في مقابر خاصة تحت الأرض، ويضعونها جنباً إلى جنب مع بعض الحليب، والفئران، وقد عُثر بالفعل على الكثير من المدافن الخاصة بالقطط، التي احتوت ما يقرب من 80 ألف جثة قطة نافقة، تعود إلى هذا العهد القديم.

4- الضبع

قبل أن يقع الاختيار على القطط والكلاب كحيوانات أليفة يربيها البشر، ويبحثون عن صحبتها، اعتاد المصريون القدماء استخدام الضباع كحيوانات أليفة، ويتضح ذلك أكثر من خلال الرسومات الموجودة على جدران مقابر الفراعنة، ومن الاستخدامات التي برعت فيها الضباع أيضاً كان قيامها بدور كلاب الصيد، وتحديداً في عام 2800 قبل الميلاد.

وبالرغم من حُب الضباع في ذلك الحين للحياة المنزلية بصحبة الإنسان، إلا أن أصحابها كانوا  يقومون بتسمينها، إلى أن يصبح وزنها مثالياً للذبح، فيقدمونها كوليمة شهية في الأعياد، وظلت الضباع تُعَامل كحيوانات منزلية فترة من الزمن، قبل أن يُقرر المصريون تركها تعود لطابعها الوحشي، مُتخذين القطط والكلاب بديلاً عنها.

5- الفهد


 

بحسب ما اشارت البرديات والصور القديمة، كانت بعض الحيوانات التي نعتبرها مفترسة في عهدنا هذا، هي بمثابة حيوانات أليفة، كانت تتجاور معهم في اماكنهم وبيوتهم، فمثلًا،  “رمسيس الثاني”، الذي امتلأت ساحة قصره بالفهود، والأسود، ووفقاً للرسومات الموجودة على جدران القبور، سنجد بينها صوراً لملوك الفراعنة في رحلات الصيد بصحبة فهودهم المُروضة.

6- التمساح


 

كان التمساح يشغل حيزاً هائلاً في الديانات المصرية القديمة، باعتبار أن الإله “سوبك – Sobek”، أحد أهم المعبودات المصرية القديمة، كان يتجسد فى هيئة تمساح.

واعتاد المصريون تجسيد هذا الإله في تمساح أطلقوا عليه اسم “Suchus”، وقدسوه، لتصبح مصر مركزاً، ووجهة لمن يعبدون “سوبك”، على أن تتم العبادة في أكثر من مكان أشهرها مدينة الفيوم، تليها “كوم امبو”، بمحافظة أسوان، إذ كان يُحج إلى هذه الأماكن من كل حدب وصوب لرؤية التمساح، ومنحه العطايا المتمثلة في الكثير من المجوهرات والذهب.

بل كان البعض يجلب له الطعام، والنبيذ أيضاً، وكانت مهمة الكهنة الموجودين في هذا المكان فتح فم التمساح كي يتناول تلك الأشياء، وتماماً كالثور حين يموت التمساح يمنحونه جنازة مهيبة، ثم يحنطونه بعناية قبل أن يختاروا تمساحاً غيره يتقربون إليه.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023