كشفت صحيفة “تايم” البريطانية عن اتفاق سرّي بين وزير الداخلية الإيطالي والقبائل الليبية في جنوب ليبيا للسيطرة على المهاجرين الأفارقة الراغبين في الدخول إلى أوروبا.
وقالت الصحيفة إن إيطاليا نقلت عشرة من رؤساء المدن الليبية جنوب البلاد جوًا إلى روما لإقناعهم بوقف تدفق عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون الدخول إلى أوروبا، وسافر رؤساء المدن باستخدام طائرة لا تحمل أي علامات، في قمّة سرّية مع وزير الداخلية الإيطالي “ماركو مينيتي”، الذي قدَّم خطة لتمويل مراكز الاحتجاز ودعم الدوريات الليبية على الحدود الصحراوية؛ حيث يجلب المهربون مهاجري الصحراء الكبرى إلى البلاد.
وقال مصدر حكومي إيطالي للصحيفة: “تغلَّبَ رؤساء المدن على اختلافاتهم القبلية وقدموا الدعم الكامل بخصوص الاتفاق؛ لدرجة أنهم طالبوا بالإسراع في التنفيذ”.
ويعد الاتفاق مع القبائل الليبية بالاستثمار في الصحة والنقل والتعليم والطاقة المتجددة والبحث العلمي، وهو ما يعني تقديم التمويل لرؤساء المدن الزائرين إلى روما بالرغم من التحذيرات بشأن تعذيب المهاجرين في ليبيا وقتلهم، بحسب ما قالته الصحيفة.
ويضيف المصدر: “ناقشوا تدريب قوات حرس الحدود وتقديم معدات المراقبة مثل الرادار”، وفي البداية، وقعت الاتفاقية في الثاني من فبراير بين رئيس الوزراء الإيطالي “باولو جنتيلوني” وفايز السراج رئيس الحكومة الليبية، وأعقبها اتفاق آخر مع الدول الأوروبية؛ بما في ذلك بريطانيا التي تعهدت بتقديم 200 مليون يورو.
وتقول هيئة الحدود الأوروبية “فرنتكس” إن ما يزيد على نصف مليون مهاجر غير شرعي دخلوا أوروبا خلال العام الماضي.
وتختم الصحيفة تقريرها بالقول: “الآن المنطقة محكومة من قبل القبائل والمهربين الذين يتركون مهاجري جنوب الصحراء الكبري لكي يموتوا في الرمال”.