قال جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية، إن ما يجري في حزب “المصريين الأحرار” ظاهرة موجودة في الحياة الحزبية المصرية، وهو ما حدث في أحزاب كثيرة، آخرها حزب “مستقبل وطن”؛ مبينًا أن ما يجري امتداد لميراث طويل في الحياة السياسية المصرية على مدار عدة سنوات منذ إعادة الحياة الحزبية المصرية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، قائلًا: “سرعان ما تبدأ الصراعات داخل الأحزاب، وكأنه كُتب على الحياة الحزبية في مصر أن تكون هكذا، وربما البعض كان يتوقع أن يتغير الأمر بعض الشيء في السنوات الأخيرة؛ ولكنه لم يحدث لسبب بسيط، وهو عدم تغيّر الأسباب التي تؤدي إلى ذلك”.
وعن الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة، قال “عودة” في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “هناك أسباب عديدة؛ أولها استمرار القوانين المنظمة للحياة الحزبية دون تعديل جوهري يعطي مرونة في ممارسة الحياة الحزبية وإنشاء الأحزاب بعيدًا عن الروتين والتعقيد، والسبب الثاني الصراعات الشخصية والخلافات الداخلية والتنافس على القيادة والخروج عن اللوائح المنظمة وما يجري من عقد مؤتمرات موازية وانقسامات، ويأتي تدخل الأجهزة الأمنية ليغذي هذه الصراعات سببًا آخر؛ حيث تشهد الأحزاب المصرية طوال تاريخها هذا النوع من التدخل لإبقائها ضعيفة غير قادرة على المنافسة”.
واعتبر “عودة” أن الحياة الحزبية المصرية الحالية نوع من العبث، سواء من حيث القوانين واللوائح المنظمة أو من حيث عدد الأحزاب الموجودة على الساحة؛ حيث يوجد 130 حزبًا سياسيًا، الغالبية العظمى منها أحزاب هشة ليست لها قاعدة وليس لها تأثير حقيقي في الشارع، مبينًا أنه لو أن هناك عددًا أقل من هذا بكثير ولكن بدرجة تنظيمية أفضل وحضور جماهيري حقيقي سيكون أفضل بالطبع.